فتح ميديا –
أكد المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور أن قرار الرئيس ابو مازن بالتوجه الى مجلس الأمن كان بمثابة رسالة الى المجتمع الدولي بأن الوضع القائم في فلسطين والشرق الأوسط لم يعد بالإمكان التعامل معه بالطرق الاعتيادية المتبعة في السنوات الماضية، واضاف أن هذا القرار يلقى دعم واسع لدى الشعب الفلسطيني الذي عبر عنه مئات الالاف خلال التظاهرات التي جرت في الارض الفلسطينية المحتلة.
وذكر منصور في الاجتماع الخاص للمكتب التنسيقي لحركة عدم الإنحياز، برئاسة جمهورية مصر العربية، حضره سفراء الدول الأعضاء في الحركة :"أن سرعة تحويل طلب العضوية من قبل الأمين العام الى مجلس الأمن يؤكد أننا استوفينا جميع شروط تقديم الطلب المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام 1948 الذي فسر هذه الشروط. وقال:"أن الطلب يُبحث الآن في لجنة العضوية التابعة لمجلس الامن، واننا لا نريد لهذا البحث أن يطول لأن المطلوب الآن هو أن تتوفر الارادة السياسية لدى أعضاء المجلس لدعم الطلب. وأضاف أنه يوجد 10 دول أعضاء في مجلس الأمن يشاركون فلسطين العضوية الكاملة في حركة عدم الانحياز ومجموعة ال77 والصين ونتوقع منهم الدعم وأن لا يكونوا جزءا من أي مشروع لتعطيل طلب العضوية، بالإضافة إلى ان 9 من بين هذه الدول تعترف بدولة فلسطين ونقيم معها علاقات دبلوماسية على مستوى سفارات ومن المنطقي أن تؤيد طلب فلسطين.
وفي إطار إبراز فوائد التوجه الفلسطيني وتقديم طلب العضوية، قال السفير منصور: إن إصرار الرئيس على تقديم الطلب نتج عنه أمران هامان، الأول: هو المبادرة الفرنسية التي تقدم بها الرئيس الفرنسي ساركوزي، والثاني: هو بيان اللجنة الرباعية الأخير والذي اخذت فيه علما بتقديم فلسطين طلب العضوية في الأمم المتحدة وطالبت في البند الخامس من البيان وقف الأعمال الاستفزازية في إشارة إلى الاستيطان الإسرائيلي. وأضاف أنه لولا هذا القرار الفلسطيني لما تحركت القوى التي تسعى للحفاظ على الوضع القائم الذي يعفي اسرائيل من التزاماتها ويشجعها على مواصلة انتهاكاتها، الأمرالذي لا يمكن لأي مسؤول فلسطيني أن يقبل باستمراره.
وفيما يتعلق بالعودة إلى المفاوضات، أكد السفير منصور على موقف القيادة الفلسطينية بالجاهزية للعودة الى مفاوضات جادة وذات معنى وقائمة على أسس واضحة تؤدي إلى إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وتحقيق حل الدولتين. وأضاف أن القيادة قبلت بماجاء في بيان الرباعية ومستعدة للعودة الى المفاوضات على أساسه ولكن الجانب الاسرائيلي الذي، رحب بالبيان إعلاميا، هو في الحقيقة يضع شروطا ويفسر بنود البيان بطريقة يفرغه من مضمونه. وأضاف أن بعض الدول تطالبنا بالمزيد من المرونة ولكن هذا سيكون قبول بالخدعة التي يقوم بها نتنياهو.
وبخصوص الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية قال السفير منصور أن وضعهم لم يعد يطاق، بعد 17 من الاضراب عن الطعام. وأشار إلى أن بعثة فلسطين وجهت رسالة الى أعضاء مجلس الأمن بهذا الخصوص وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية. وفي هذا الصدد شكر اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف على بيانها المساند للأسرى، كما طالب حركة عدم الانحياز بالتححرك بهذا الخصوص بما ينسجم والموقف الذي اقره الاجتماع الوزاري للحركة حول الأسرى الفلسطينيين خلال انعقاده في مدينة بالي باندونيسيا.
وحول صفقة التبادل التي ابرمت مؤخرا، قال إننا سعداء لأنه سيتم تحرير أكثر من ألف أسيرة وأسير من بينهم أطفال. وأكد أن هذه الصفقة ليست هبة من اسرائيل ولكنها نتيجة لنضال الأسرى المستمرين في إضرابهم ونتيجة لجهودنا الجماعية، كما شكر مصر على دورها في ابرام صفقة تبادل الأسرى.
وأكد السفير منصور أنه يجب ايلاء اهمية خاصة لقضية الأسرى بالاضافة الى الانتهاكات الاسرائيلية التي لم تتوقف على الأرض، بمافيها استمرار الاستيطان، وخاصة في القدس الشرقية المحتلة.
وفي نهاية الاجتماع اكد سفراء الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية، وتم الاتفاق على أن يتم اصدار بيان داعم للأسرى الفلسطينيين، وعلى أن تتم المشاركة في النقاش المفتوح في مجلس الأمن بأكبر عدد ممكن من البيانات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها