قال وزير العدل السابق علي أبو دياك إن فلسطين تتعرض لمعركة شرسة خطيرة تستهدف اغتيال وجود شعبنا وطمس هويته وإلغاء حقوقه التاريخية المشروعة.
وأضاف أبو دياك، في بيان صحفي يوم الجمعة، تعقيبا على قرار رئيس دولة فلسطين محمود عباس بوقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، أن قرار الرئيس يأتي في سياق مجابهة الجرائم والانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وفي سياق مواجهة تمرّد وانقلاب الإدارة الأميركية على قواعد الشرعية الدولية، وأحكام القانون الدولي والإنساني، وقرارات الأمم المتحدة التي صدرت بشأن فلسطين والقضية الفلسطينية.
وتابع أن الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل ترتب التزامات وتعهدات متقابلة على الجانبين، وأن الالتزامات والتعهدات المتقابلة تلزِم كل طرف قانونا بالوفاء بتعهده والتزامه، ويتم تنفيذ هذه الالتزامات من كافة الأطراف على أساس مبدأ التعامل بالمثل الذي أقرته القوانين الدولية والشرائع السماوية، وأن عدم وفاء الحكومة الإسرائيلية بما ترتب عليها من التزامات وعدم وفاء الإدارة الأميركية بالتزاماتها وتعهداتها باعتبارها الضامن والراعي لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، يجعلنا في حل من أي تعهد والتزام مقابل.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية وإسرائيل تواصلان تسويق صفقات عبثية وبدائل وهمية وشرائع انقلابية بهدف تجاوز وانتهاك الشرعية الدولية واستباحة القانون الدولي وقواعد العدالة الدولية، وتهميش دور منظمة الأمم المتحدة وتعطيلها عن قيامها بمهامها واختصاصاتها في إنفاذ القانون وحماية حقوق الدول والشعوب، وتحقيق العدل وحفظ السلم والأمن الدوليين.
وشدد على أهمية الدعوة التي وجهها الرئيس لاستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام وتطبيق اتفاقيات المصالحة على قاعدة المصلحة الوطنية، وليس المصالح الحزبية والمنافع الضيقة، "فشعبنا أحوج ما يكون إلى تعزيز الوحدة في مواجهة الأخطار المحدقة بفلسطين والقضية الفلسطينية، وإحباط كافة مشاريع القسمة والاقتسام وتقسيم الوطن".
وأكد إيمان شعبنا بالعمق العربي لفلسطين والقضية الفلسطينية وبأهمية الوحدة العربية والموقف العربي الموحد، وبأن التحديات الخطيرة والخيارات الصعبة التي تواجه الأمة العربية وقضاياها المصيرية تتطلب من الدول العربية العمل بأقصى درجات المسؤولية والجدية على استنهاض الهمم واستجماع القوة والإرادة وتحفيز الجهود وحشد الطاقات واستحضار القيم العربية الأصيلة وتجنيد كافة الموارد والإمكانيات العربية في معركة الدفاع عن قضايا الأمة العربية وشرفها وتاريخها المجيد.
وقال أبو دياك إن قرار الرئيس بوقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل قد أثار السؤال مرة أخرى حول دور منظمة الأمم المتحدة في تنفيذ قراراتها والتزاماتها وفي حماية أحكام القانون الدولي والإنساني، ودور دول العالم الحر في حماية كينونة وبنية منظمة الأمم المتحدة بكافة هيئاتها ووكالاتها التي أصبحت رهينة بالإرادة المنفردة للإدارة الأميركية والحكووفامات الإسرائيلية المتطرفة.
وشدد على أهمية تحرر منظمة الأمم المتحدة من الهيمنة والسيطرة الأميركية الإسرائيلية، وقيامها بتنفيذ قراراتِها والوفاء بالتزاماتِها لإجبار إسرائيل على إنهاءِ الاحتلال والاستيطان، وتأمينِ حمايةٍ دولية لشعبنا ومقدساتنا، ومحاكمة القادة والمسؤولين وكافة الإسرائيليين مرتكبي جرائم الحرب وجرائم العدوان والجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية، وتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه المشروعة التي كفلتها المواثيق والاتفاقيات وقواعد الشرعية الدولية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها