قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى، ان الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل، تأجيل إخلاء وهدم قرية الخان الأحمر إلى ما بعد الإعلان عن تفاصيل "صفقة القرن".
وكانت النيابة العامة الإسرائيلية قدمت أمس الاول، طلبا للمحكمة العليا بتأجيل إخلاء وهدم الخان الأحمر إلى ما بعد انتخابات الكنيست المعادة والتي ستجري في 17 أيلول المقبل، ويأتي ذلك في أعقاب التماس لجمعية الاستيطانية "ريغافيم" التي طالبت من خلاله تنفيذ قرار الإخلاء والهدم للقرية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الدولة أجلت إخلاء قرية خان الأحمر على الأقل حتى منتصف كانون الأول المقبل، ويرجع ذلك أساسا إلى طلب الإدارة الأميركية بإرجاء الإخلاء والهدم لحين الكشف عن تفاصيل "صفقة القرن"، وذلك بهدف منع التوتر مع السلطة الفلسطينية وتجنب إحراجها، فيما أوضح مكتب النائب العام الذي استجاب للطلب المقدم، أن إخلاء القرية قد تأجل بسبب انتخابات الكنيست السابقة والحالية.
وأوضحت الصحيفة، أنه تمت دعوة مندوب أهالي الخان الأحمر عيد أبو خميس، في نيسان الماضي لزيارة للولايات المتحدة، وعلى مدار ثلاثة أسابيع أجرى سلسلة من المؤتمرات واجتمع مع العديد من أعضاء الكونغرس الذين صرحوا بأنهم سيعملون على منع إخلاء القرية على الأقل حتى نشر خطة "صفقة القرن".
وخلال زيارته لأميركا التقى أبو خميس بمندوبين عن الجالية اليهودية الأميركية الذين وعدوا بالتأثير على متخذي القرار بإسرائيل بعدم العمل على إخلاء القرية في الفترة القريبة، كما اقترحوا الوساطة بين سكان القرية والحكومة الإسرائيلية، وكذلك الاستعداد لدفع تعويضات مالية كبيرة بحال وافق السكان على إخلاء القرية.
ونقلت الصحيفة عن أبو خميس المتواجد الآن في تونس والذي سيسافر قريبا مجددا إلى أميركا، قوله: "لقد دعيت إلى الولايات المتحدة مرة أخرى للقاء ممثلي الكونغرس. ومن محادثات مع بعض الأشخاص الذين قابلتهم، من المتوقع أن يحدث شيء جيد".
وفي الجانب الإسرائيلي، قال مصدر أمني إسرائيلي مطلع على القضية إن إخلاء القرية لم يكن مدرجا على أجندة المؤسسة الأمنية في الأشهر الأخيرة، كما أنه لم يتحدث أي مسؤول مع المؤسسة الأمنية عن الموضوع.
ووفقا للمصدر نفسه، لم تجر أية مناقشات عملية مع المستوى السياسي، بما في ذلك مع رئيس الحكومة ووزير الأمن بنيامين نتنياهو، بشأن إخلاء خان الأحمر.
ونقلت الصحيفة عن العديد من المسؤولين الآخرين الذين حضروا العديد من الاجتماعات التي عقدت في محاولة للتنبؤ بما سيحصل من الناحية السياسية بحال إخلاء القرية، قولهم إن انطباعهم عن تلك الاجتماعات المغلقة هو أن نتنياهو غير مهتم بإخراج عملية الإخلاء إلى حيز التنفيذ على الأقل في هذه المرحلة.
وحسب رأيهم، فإن رغبة نتنياهو في تأجيل هذه الخطوة تنبع من خوفه من أن الإخلاء سيشكل رمزا ويشعل احتجاجات بين الفلسطينيين، في حين أن الولايات المتحدة مهتمة بخفض التوتر قبل نشر تفاصيل "صفقة القرن".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها