نظمت منظمة التعاون الإسلامي من خلال لجنتها الدائمة للإعلام والثقافة، بالتعاون مع سفارتي فلسطين والسنغال لدى جمهورية مالي الإسلامية، يوما إعلاميا في قصر الثقافة بالعاصمة باموكو، تمحور حول القدس ومنظمة التعاون الإسلامي.

وأسفر اليوم الإعلامي عن إنشاء شبكة إعلامية محلية ودولية تهدف إلى معالجة كافة المواضيع بشأن الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس، والسعي والتنسيق لتنظيم رحلة إعلامية للعاصمة الفلسطينية المحتلة، يشارك فيها مجموعة من الإعلاميين الماليين وأصدقاء فلسطين.

ودعا الحضور إلى التحريض على تشكيل "لوبيات" اجتماعية تسعى إلى الدفاع عن القدس على كافة المستويات، وإنعاش الحركات المحلية وتفعيلها لمجابهة الاعتداءات الراهنة ضدّ القدس وفلسطين بما فيها ما يسمى "صفقة القرن"، وحث المجتمعات الإسلامية على القيام بزيارات دينية إلى القدس، دعما لموقف الفلسطينيين الثابت والمدافع عن هويتها الإسلامية والعربية.

كما جرى نقاش الأوضاع الراهنة في مدينة القدس وما تتعرض له من انتهاكات للحقوق العامة والفردية بما فيها حقوق الإنسان، ومحاولات تهويد الأرض المقدسة والاستيطان وغيرها، إضافة إلى إسهامات منظمة التعاون الإسلامي في تدعيم أواصر الأخوة والتعاون بين الشعوب والدول الإسلامية.


وأكد سفير السنغال لدى مالي بيرام امبانيغي جان، في كلمته، أهمية القضية الفلسطينية وضرورة العمل الإسلامي الموحد لإنقاذ فلسطين وعاصمتها القدس من الاحتلال الإسرائيلي، داعيا الحضور إلى حث حكوماتهم على ضرورة توفير الدعم اللازم من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وأهل المدينة المقدسة، في مواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية.

بدوره، نقل محافظ القدس عدنان غيث تحيات الرئيس محمود عباس والقيادة والشعب الفلسطيني للأصدقاء في جمهورية مالي والدول الأفريقية الأخرى، ولكل الأحرار والشرفاء المساندين لشعبنا في كفاحه من أجل الحرية والاستقلال.

واستعرض غيث جملة من المخاطر التي تعصف بالقضية الفلسطينية، وقال إنه رغم إعلان القيادة الفلسطينية مرارا وتكرارا تمسكها بالسلام كخيار استراتيجي إلا أن صلف الاحتلال وإجراءاته التعسفية المنافية لكافة الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية، وبدعم أميركي مطلق، حال دون مواصلة عملية السلام.

وقال إن القيادة الفلسطينية، ومن خلفها أبناء شعبنا، أكدوا رفضهم المطلق لأية أفكار تستثني إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كامل التراب الفلسطيني الذي احتل في حزيران عام 1967 بما فيها القدس الشريف العاصمة الأبدية للدولة المستقلة الآتية لا محالة.

وأشار إلى جملة العقوبات التي نفذتها الإدارة الأميركية بحق القيادة والشعب الفلسطيني، ومنها وقف المساعدات عن اللاجئين ومنظمة "الأونروا"، إضافة إلى القرصنة الإسرائيلية للأموال، وغيرها من الإجراءات التي لن تثني قيادتنا الشرعية وأبناء شعبنا عن مواصلة مسيرتهم النضالية حتى الحرية والاستقلال.

ودعا غيث إلى توفير شبكة أمان سياسية تدعم الموقف الفلسطيني، وتضغط على الاحتلال الإسرائيلي للعودة إلى الشرعية الدولية وتنفيذ قراراتها، محذرا من عدم استثمار تمسك الرئيس محمود عباس بالسلام.

من جانبه، استعرض سفير منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين أحمد الرويضي، في كلمته، جملة من الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس وأهلها، واصفا ما يجري بجريمة تطهير عرقي طالت البشر والحجر وحتى الأموات في القبور، كما جرى مؤخرا في مقبرتي باب الرحمة ومأمن الله.

وتطرق إلى ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى المبارك ومحاولات الاحتلال تقسيمه زمانيا ومكانيا.

ودعا الرويضي إلى وقفة إسلامية وعربية جادة حماية للمقدسات الإسلامية في القدس، التي قد تحول دون إقدام سلطات الاحتلال على تنفيذ مخططاتها الخبيثة، مشددا على ضرورة زيارة فلسطين والقدس والصلاة في المسجد الأقصى من البوابة الفلسطينية، الأمر الذي يعزز من صمود أبناء شعبنا.

من ناحيته، أعرب سفير دولة فلسطين لدى جمهورية مالي هادي شبلي، عن شكره لوزارة الخارجية المالية لرعايتها هذا اليوم الإعلامي الذي تم تنظيمه من قبل سفارتي فلسطين والسنغال في باموكو، بدعم من اللجنة الدائمة للإعلام والثقافة لمنظمة التعاون الإسلامي، والذي يأتي مساندة لشعبنا في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.

وأكد شبلي حرص القيادة الفلسطينية على تعزيز آليات التعاون بين دولة فلسطين ودول القارة الإفريقية الصديقة، من خلال إبرام اتفاقيات توأمة بين القدس، العاصمة الفلسطينية المحتلة، وعواصم الدول الإفريقية.

وأشار في هذا الصدد إلى أنه سيتم يوم غد الثلاثاء، إبرام اتفاقيتي توأمة بين القدس عاصمة دولة فلسطين والعاصمة المالية، وكذلك بين بلدية بيت إكسا وبلدية العاصمة باموكو.