(شُهداؤنا صنعوا أمجادنا، وأسرانا يُجدِّدون شباب ثورتنا)
يا جماهير شعبنا العظيم في فلسطين المحتلة وفي الشتاتلكم منَّا في حركة "فتح" تحية الشهامة، والمجد، والكبرياء الفلسطيني الأصيل النابع من تضحياتكم وعذاباتكم، من دماء شهدائكم، ونزيف جرحاكم، وصبر أسراكم على جنون وبطش وقمع الجلادين، والنازيين في معتقلات الصهاينة أعداء الحرية والانسانية والشعوب.
إن مسيرة الأسر والاعتقال والتعذيب في الزنازين بدأت منذ إنطلاقة الثورة، وبَدْء العمليات البطولية ضد الصهاينة من خلال حركة "فتح"، عندما كان الظلم والظلمات يعمُّ المخيمات، واستطاعت قيادة حركة "فتح" المؤسس التاريخي لهذه الحركة الرائدة والشامخة أن تصنع الثورة المجيدة، والتي ما زالت تشقُّ طريقها مؤمنةً بالنصر وبتوفيق من الله.
إن مسيرة الأسر والاعتقال التي كان من أوائل طليعتها الأسير الأول محمود بكر حجازي، والمناضلة فاطمة البرناوي التي تقيم في قطاع غزة، ثم تصاعد زخمُ العطاء والتضحيات لتضم المعتقلات مئات الآلاف من أبناء شعبنا منهم القادة، والكوادر، والنساء والفتيات، ومنهم الطاعنون في السن، والشبان، والأطفال.
ويتقدم الأسرى قياداتٌ تاريخيةٌ منهم على سبيل المثال وليس الحصر القادة مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وكريم يونس وهو أقدم أسير فلسطيني، وهو أيضاً عضو لجنة مركزية لحركة "فتح"، والقائد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والقائد الفتحاوي التاريخي فؤاد الشويكي، وماهر يونس، وإسراء الجعابيص، وخالدة جرار، والقائمة تطول.
إنَّ ما حدث يوم الاثنين 21/1/2019 في معتقل عوفر جريمة حقيقية بكل ما في الكلمة من معنى، وهو عدوان شمل كافةَ أقسام المعتقل العشرة، وقد وصف المراقبون هذه الهجمة الشرسة بأنها الأعنف منذ سنوات طويلة، وقد شارك فيها ست وحدات قمع متخصصة بتعذيب الإنسان الفلسطيني، وكانت هذه الوحدات تتسلح بكافة أنواع الأسلحة إضافة إلى الكلاب البوليسية. وقد تم استخدام الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز السام، والقنابل الصوتية، واستخدام العصي والهراوات، وقد ذكر نادي الأسير بأن هذا العدوان الإجرامي على شبابنا وأطفالنا قد أسفر عن مئة إصابة، ما زال عشرون منهم في المستشفيات.
وقد أوضح نادي الأسير الفلسطيني الذي يتابع أوضاع الأسرى داخل المعتقلات، بأن المعتقلين رفضوا القيام بالأعمال التي كانوا يقومون بها يومياً، سواء تلقي الوجبات، أو زيارة العيادات، أو تنظيم العلاقات بين المعتقلين مع إدارة المعتقل عبر مسؤولي التنظيمات، وهذا عنوان واضح لإحتمال تصعيد المواجهات الداخلية مع جنود الاحتلال.
إننا في حركة "فتح" واستناداً إلى ما يجري داخل المعتقلات من جرائم يومية، ومن تدمير لكل مقررات الشرعية الدولية بهدف تصفية القضية الفلسطينية، عبر شلِّ قدرات القوى المقاتلة، والتي تتحدى وتتصدى للاحتلال وجبروته، فإننا ندعو إلى تكثيف الاتصالات مع الأمم المتحدة، ومع كافة المنظمات الحقوقية والقانونية، لأخذ دورها المنوط بها استناداً إلى مبادئها السياسية، والإنسانية التي تحمي حقوق الإنسان.
ونحن نذكِّر الجميع بأن المعتقلين الفلسطينيين هم مناضلون وطنيون يدافعون عن أرضهم، ومقدساتهم، وحرياتهم، وعن كرامة شعبهم بوجه المحتل الصهيوني المغتصب للأرض الفلسطينين....
كما ندعو إلى مضاعفة الجهود الفلسطينية لتحريك قضية الأسرى وخاصة المرضى المزمنين، وأصحاب الأمراض الصعبة الأطفال والنساء، والافراج عنهم، لأن اعتقال نسائنا وأطفالنا هي وصمة عار في جبين كل من يقبل بهذا الواقع المرير، كما ندعو إلى التدخل الدولي للضغط على الاحتلال الصهيوني بأن يتم السماح للجان الدولية المكلفة بالتحقيق بأوضاع الاسرى إلى الوصول واللقاء مع الاسرى.
ونأمل أن يكون هناك برنامج تحرك وطني ودولي سياسي وقانوني لإجبار الاحتلال على إغلاق كافة المعتقلات، وإطلاق سراح الذين يدافعون عن كرامتهم وعن شرف مقدساتهم. وآن الأوان أن يتنفَّس أسرانا نسائم الحرية كباقي شعوب العالم.
ونأمل أن يكون موضوع الأسرى على رأس الأولويات الفلسطينية، وأن يتوحد الصف الفلسطيني حول قضيتهم لإنصافهم، وإعادة البسمة إلى مجتمعنا الفلسطيني برؤية أبنائه الأسرى في صفوف المكافحين من أجل النصر والحرية.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والحرية لأسرانا البواسل
والشفاء للجرحى
وإنَّها لثورة حتى النصر
قيادة حركة "فتح" في لبنان – الإعلام المركزي
2019-1-22
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها