قال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إنه حتى هذه اللحظة لم يستلم الفلسطينيون أي شي محدد أو ملموس حول ما يسمى صفقة القرن، مكتوب أو شفوي، وإن ما يتم تداوله هو مجرد أفكار متناثرة غير محددة المعالم أو بالونات اختبار أو تسريبات إعلامية وسياسية لجس الموقف العربي والإسلامي .
جاء ذلك خلال ندوة حوارية عقدت في مقر حزب الوسط الإسلامي في العاصمة الأردنية عمّان، مع عدد من كوادر الحزب والإعلاميين والنشطاء، بالإضافة إلى عدد من أعضاء مجلس النواب الأردني.
وأوضح الهباش أن القيادة الفلسطينية لديها معلومات مؤكدة، ربما تشكل إطار عمل لما يسمى صفقة القرن، مضيفا أنها أفكار لا تصلح لمجر النظر فيها لأنها ببساطة تعني تصفية كاملة للقضية الفلسطينية وإنهاءً للحقوق الفلسطينية وتكريسا للاحتلال، على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة في القدس والدولة والعودة وغيرها من الثوابت الفلسطينية.
وقال: "إنها أفكار تتناغم بشكل كامل مع الرؤية الإسرائيلية، وهي مجرد إعادة ترجمة وصياغة أفكار "الليكود" الإسرائيلي، ونظرة بنيامين نتنياهو لحل الصراع العربي الإسرائيلي" .
وأضاف قاضي القضاة: "أن الموقف الفلسطيني من هذه الأفكار صارم وحاسم غير قابل للتذبذب والتردد، قائلا: لا يمكن أن نقبل بأية أفكار تنتقص من الحقوق الفلسطينية التي كفلتها القوانين الدولية والقرارات الدولية التي تنص على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وإنهاء الاستيطان كاملا بما في ذلك القدس وغور الأردن، وحل مشكلة اللاجئين حسب القرار194."
وأضاف: "لا يوجد ما نتفاوض عليه، والآن هو وقت تنفيذ ما نصت عليه الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن الموقف العربي كان واضحا وحازما ومتوافقا تماما مع الموقف الفلسطيني برفض هذه الأفكار، ويجب إعادة النظر فيها، نافيا في نفس الوقت ما أشيع بأن بعض أطرافا عربية تسعى لتسويق صفقة القرن وإقناع القيادة الفلسطينية بها، وهذا ما سمعه المبعوثون الأميركيون في الأردن والسعودية ومصر" .
وأشار الهباش إلى أن القيادة الفلسطينية تتعرض لسيل جارف من الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية للقبول بهذه الأفكار، وهذا لن يجبر القيادة على القبول بمنح شرعية للاحتلال وهذا لن يكون، مؤكدا أن الموقف الفلسطيني والعربي ثابت وصارم تجاه هذه الأفكار، وخير مثال على ذلك إجماع العرب والمسلمين في قمة الظهران الأخيرة في السعودية بتبني موقف ورؤية الرئيس محمود عباس لحل القضية الفلسطينية .
وختم الهباش حديثه خلال الندوة الحوارية، بالتأكيد على أن المملكة الأردنية مورست عليها ضغوط كبيرة لتمرير صفقة القرن، وأن ما قاله الملك عبد الله الثاني للمبعوثين الأميركيين وللرئيس دونالد ترمب كان صارما، وأن الموقف الأردني هو ذاته الموقف الفلسطيني.
وقال: "إن الفلسطينيين على ثقة تامة بأشقائنا العرب، وفي مقدمتهم الأردن والسعودية ومصر، ولن يقبلوا بأقل مما يحقق المصالح والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها