حوار: محمد الصالح|

أكَّد المتحدَّث الرسمي بِاسم حركة "فتح"، وعضو مجلسها الثوري، د.جمال نزّال أنَّ كافة القوى الفصائلية وغير الفصائلية التي شكَّكت بمواقف الرئيس محمود عبّاس وحركة "فتح" شربت كأس الإخفاق وهي ترى الولايات المتحدة تطعن الرئيس بينما (إسرائيل) تسعى لإزاحته. وقال: "بعد انهيار ادِّعائهم أنَّ الرئيس محمود عبّاس هو مرشَّح أمريكا و(إسرائيل) كما قالوا في العام 2004، اقتنع آخر المحرّضين اليوم في ظل موقف أمريكا و(إسرائيل) من الرئيس وحربهما عليه وعلى برنامجه الوطني بعكس ما يدَّعون".

كلام د.نزّال جاء خلال لقاء أجراه معه مسؤول إعلام حركة "فتح" - شعبة صيدا محمد الصالح، حيثُ أجاب على عددٍ من الأسئلة، فكان الحوار التالي.

١. ما هي الخطوات التي ستتَّخِذُها حركة "فتح" في حال طرح ترامب ما يُسمَّى بـ"صفقة القرن" في ظلِّ قراره الأخير بحقّ القدس؟

"فتح" ليست في حالة انتظار ولا ترقُّب بخصوص صفقة ترامب مع نفسه، فبرنامج "فتح" لا يمر عبر المبادرات ولا يعتمد عليها، و"فتح" فقط تدعم موقف القيادة الفلسطينية ومطالبتها بالشرعية الدولية سعيًا للاستقلال الفلسطيني.

إنَّ أهدافنا المتمثِّلة باستقلال فلسطيني كامل وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس لن تتغيَّر، وفي حال لم تشمل مبادرة ترامب القدس وحق العودة فلن يكون لدى "فتح" استعداد للتعامل مع هذه المبادرة.

ومن وجهة نظر "فتح"، لقد فقدت الولايات المتحدة أهليّتها في الحل، ونحن نتطلَّع للعمل مع دول أوروبية صديقة، وأيضًا مع دول الاتحاد الإفريقي ودول عدم الانحياز وغيرها من الدول الصديقة وهُم كثر.

٢. شاهدنا ردّات فعل كثيرة وشاجبة ردًّا على قرار ترامب الجائر، ما هي الخطوات التصعيدية التالية التي ستعتمدها حركة "فتح"؟

أولاً، نحن مع الحضور الشعبي والمقاومة الشعبية، وسنواصل دعم وقيادة المقاومة الشعبية وتصعيدها في وجه هذا الاحتلال الفاشي، كما سنواصل دعم جهود القيادة الفلسطينية للانضمام لكافة المنظمات والمعاهدات الدولية، فهذا هو الرد المناسب على الخطوات الصهيوأمريكية.

كذلك، فنحن نمتلك الأدوات والرؤية من خلال تعزيز مكانة دولة فلسطين بين دول العالم، وهناك دول عديدة جدًا تريد دولة فلسطينية مستقلّة ذات سيادة كاملة.

وبرغم كل شيء يدور في العالم اليوم لدينا أمل بأنَّ دول العالم لن تبيع مواقف للأمريكان على حساب فلسطين، ونحن نتحرّك مع أصدقائنا لجذب المزيد من التأييد.

٣. ما هو موقف حركة "فتح" جراء ما يحصل من تخبّط في موضوع المصالحة الوطنية؟

أولاً، نحن نعتبر أنَّ المصالحة يجب أن تسير كما نصَّ اتفاق عام ٢٠١١، والمصالحة اليوم تسير ببطء شديد، لأنَّ "حماس" تريد تحميل عبء موضوع موظفيها للسلطة، رغم العمل الكثيف الذي تنجزه اللجنة القانونية الإدارية المشكَّلة للتعامل مع ملف الموظفين.

وهذا التعثُّر الحاصل نستطيع تخطيه إذا نجحت "حماس" في تسليم السلطة في غزة للحكومة الفلسطينية بشكل كامل غير نسبي وغير مشروط، لتكون هذه الحكومة هي السلطة التنفيذية في البلد.

ونحن كحركة "فتح" لدينا الرؤية والإرادة الكاملة لتحقيق وإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، ويجب أن تتوفَّر للإرادة الكاملة لدى "حماس" لكي تتحقَّق المصالحة بعيدًا عن الإملاءات أو التدخلات من أي دولة.

وفي الختام، نحن نثق أن "فتح" بذلت وستبذل ١١٠٪ لتحقيق المصالحة الوطنية، ولن ينفعنا أحد إلّا الوحدة الوطنية الكاملة.