التقى رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في السرايا الحكومي الخميس 2013/11/28، بحضور وزير الدولة لشؤون المهجرين علاء الدين ترو، وزير المال شكري بشارة، سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور، ممثل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات والمستشار مازن جاد الله، الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد خير، رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني خلدون الشريف، حيث عقدا اجتماعاً موسَّعاً تم في خلاله عرض المستجدات والعلاقات الثنائية، واستكمل البحث إلى مأدبة غداء تكريمية أقامها الرئيس ميقاتي وشارك فيها وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور.

مؤتمر صحافي

ثم عقد ميقاتي ونظيره الفلسطيني مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهلَّه ميقاتي بالقول: "سررتُ اليوم باستقبال رئيس الوزراء الفلسطيني، وأجرينا جولة أفق تناولت الأوضاع في المنطقة واستمعت من دولته إلى شرح قصير لمسار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. من ناحيتي أطلعتُ دولة الرئيس في مشروع القانون الذي أعدته رئاسة مجلس الوزراء في ما يتعلق بإنشاء الهيئة العليا للاجئين الفلسطينيين بحيث تضم كل المؤسسات واللجان التي تتعاطى الشأن الفلسطيني كي نوحِّدها ولتكون منتجة في آن واحد".

أضاف: "من الطبيعي أيضا أن نتحدث عن الأمن داخل المخيمات الفلسطينية، وقد ثمنت التوجيهات الصادرة عن السلطة الفلسطينية للمخيمات في ما يتعلَّق بالوضع الأمني فيها، وأن تكون تحت سقف الدولة اللبنانية، وهذا توجُّه جيد، وطالبنا أيضا إخواننا الفلسطينيين بالتخفيف قدر المستطاع من التجاوزات التي تحصل بين الحين والآخر، ويجب أن يكون الأمن شاملا وكاملا. مجددا، أرحب بدولة الرئيس، ونحن مسرورون جدا بأن يكون اليوم في بيروت وأن نحتفل معه بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني وهذا شرف لبيروت التي كانت دائما المنارة للدفاع عن الفلسطينيين وحقوقهم".

 

رئيس الوزراء الفلسطيني

بدوره قال رئيس الوزراء الفلسطيني: "أنا سعيد بوجودي في لبنان، وباسم الرئيس محمود عباس أوجِّه تحيات للقيادة اللبنانية وللرئيسين سليمان وميقاتي، كما أنقل تحياته لجميع اللبنانيين. وكما ذكر دولة الرئيس ميقاتي، نحن فخورون بما قدمته الجمهورية اللبنانية للفلسطينيين على مر السنين، وهناك تأكيد أن المخيمات الفلسطينية تخضع للسيادة اللبنانية، والرئيس عباس يؤكد هذا الموضوع باستمرار، وإذا حصلت تجاوزات، فبالتأكيد هي تجاوزات فردية ولا تمثل المجموع الفلسطيني".

أضاف: "أطلعت دولة الرئيس على المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي والتي لا تزال تراوح مكانها حتى هذه اللحظة، وليس هناك أي تقدم على أي مسار من المسارات التي تتعلق بقضايا الحل النهائي، كاللاجئين والحدود والأسرى والمياه والقدس وغيرها من المواضيع. نحن ملتزمون حل الدولتَين والمفاوضات حتى نهاية شهر آذار 2014، كما نأمل أن تكون هناك حلول، ونأمل من الدول الراعية والولايات المتحدة الأميركية بذل قصارى جهدها حتى نتمكن من تحصيل الحقوق الفلسطينية، وهي إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين في العودة حسب القرار 194. لا شك في أن ما حدث في الأيام القليلة الماضية من اتفاق بين إيران والدول الأوروبية يعتبر سابقة يجب أن نستغلها نحن الفلسطينيين ونضغط في اتجاه الدول الكبرى والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، لبذل الجهود حتى نتوصل إلى اتفاق عادل ودائم يُحقِّق كل المطالب الفلسطينية المشروعة".

وتابع: "تحدَّثنا مع دولة الرئيس ميقاتي عن الممارسات الاستيطانية في فلسطين وما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى وكل المؤسسات الفلسطينية الأخرى، ونحن نتبع سياسة الثبات والصمود في وجه هذه التحديات، فالصراع هو صراع أرض، ونحن كحكومة وقيادة فلسطينية نسعى إلى تثبيت المواطن الفلسطيني قدر الإمكان في أرضه، لأنه كما ذكرت هو صراع بقاء. اشكر دولة الرئيس وأؤكد عمق العلاقة اللبنانية-الفلسطينية، كما أشكر القيادة اللبنانية على استضافة الفلسطينيين في لبنان، وان شاء الله سيكونون ضيوفاً، كما ذكر الرئيس عباس في جولات عدة في لبنان، فهم ضيوف هنا والوطن الأصلي سيكون ان شاء الله فلسطين وسنفرح بعودتهم بأقرب فرصة الى وطنهم".

 

حوار

وبعد القاء الكلمات، تمَّ توجيه عدد من الأسئلة لكل ن الحمد الله وميقاتي. فسُئل ميقاتي: ما هي قراءتكم للتفاهم الأولي بين إيران والمجتمع الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، وخصوصا أنكم كنتم في باريس وقطر؟ ماذا عن موضوع النازحين السوريين؟ وهل أنتم في صدد القيام بجولة خليجية لحصد المزيد من الدعم في هذا الإطار؟

أجاب: "تعلمون أن الحكومة اللبنانية تعمل على مسارين، أولهما المسار الانساني بالتعاون مع المؤسسات الدولية من اجل القيام بما هو ضروري من الناحية الإنسانية لإغاثة النازحين السوريين في لبنان، وقد طلبنا أن يكون التنسيق كاملا بين هذه المنظمات الدولية ووزارة الشؤون الاجتماعية وأن يكون كل ذلك ضمن إطار الدولة وتحت سقفها.

أما المسار الثاني، فهو أننا أنشأنا صندوقا لدعم لبنان من جراء ما يحدث في سوريا ومعالجة تداعياته السلبية على الاقتصاد اللبناني، وهذا الصندوق أخذ مساره وأعلن عنه، وقد بدأنا بتلقي الهبات له. من هذا المنطلق كان عقد في نيويورك الاجتماع الأول وأطلق المشروع برعاية فخامة رئيس الجمهورية، وأنا أقوم ببعض الزيارات لبعض الدول لشرح هذين المسارين ولتأكيد المساعدة المطلوبة للدولة اللبنانية، لأن الصندوق لا يتعلق بالسوريين، بل يتعلق بلبنان وبالبنى التحتية والاقتصاد اللبناني. ولكي نقوم بتعويض ما أصاب الاقتصاد والبنى التحتية اللبنانية جراء النزوح السوري والآثار السلبية لانعكاس الأزمة السورية على الاقتصاد اللبناني".

أضاف: أما في شأن الاتفاق الإيراني-الغربي فهو اتفاق مرحب به جدا من قبلنا، والسبب أن أي أمر يمكن أن يحل بطريقة سلمية، ويمكن أن يجنب المنطقة المزيد من الحروب نرحب به. هذا إنجاز مهم. أتمنى أن تنتهي فترة الأشهر المقبلة باتفاق كامل لكي يكون الاستقرار عنوان المرحلة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط والخليج".

سئل رئيس الحكومة الفلسطيني: هناك حديث عن وجود مجموعات إرهابية تدخل المخيمات مع ما يجري في سوريا ومن نزوح فلسطيني أيضا من سوريا إلى لبنان، فما هي الإجراءات على الأرض من قبل السلطة الفلسطينية؟

أجاب: "كما ذكرت، فإن توجه القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس هو المحافظة على أمن لبنان، والتعليمات دائما واضحة، وأكررها، وهي الحفاظ على أمن اللبنانيين واستقرارهم. وكما ذكرت، إذا حصلت هناك أحداث فهي أحداث فردية بالتأكيد ولا تمثل الشعب الفلسطيني، فنحن مع سيادة لبنان وشرعيته وإشراف لبنان على المخيمات".