ضمنَ حملة التضامن مع الأسرى في المعتقلات الصهيونية التي يُنفِّذها رئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين الفلسطينيين" معالي الوزير عيسى قراقع، نُظِّمت في مخيَّم برج البراجنة ندوةٌ جماهيريّةٌ شعبيّةٌ في قاعة شهداء مخيم برج البراجنة عصر اليوم الثلاثاء 5-9-2017، تحدَّث خلالها قراقع عن أوضاع الأسرى داخل معتقلات الاحتلال بشكل مُفصَّل، وعن الجرائم والانتهاكات التي تُرتكَب بحقِّهم.

 كما تطرَّق الوزير قراقع  إلى أهداف الحملة الإرهابية على الأسرى والشهداء، ومحاولات الضغط وابتزاز القيادة الفلسطينية من أجل وقف مخصَّصات الأسرى والشهداء.

  وأشاد معاليه بالموقف الذي اتَّخذه الرئيس أبو مازن لمواجهة هذه الابتزازات، إذ أعلن أنَّ "المخصَّصات لن تتوقَّف ما دام القلب ينبض"، مضيفًا: "الدافع الأساسي خلف هذه الابتزازات ليس ماديًّا، وإنَّما هو تجريم النضال الوطني الفلسطيني. يريدون أن يضعوا كلَّ من قاوم الاحتلال في إطار الإرهاب، والإجرام، ونحن نؤكِّد رفضنا القاطع لهذا الموضوع، إذ لا يجوز تحويل كلِّ النضال الوطني إلى جريمة مِن قِبَل حكومة الاحتلال الإسرائيلي".

  وكشف الوزير قراقع عن وجود 6000 أسير يقبعون الآن في معتقلات الاحتلال، وعن أسرى قضوا 45 عاماً مثل (كريم يونس، ونائل البرغوثي) و19 منهم يقضون أكثر من ربع قرن، وتسعة منهم يقضون أكثر من 30 سنة في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

  وشدَّد على أنَّ هؤلاء الأسرى هم رموزٌ ومناضلون قضوا أعمارهم الطويلة صابرين صامدين في معتقلات الاحتلال، وقال: "يجب علينا أن نفتخر بهم، ونعتزَّ بهم، ونتذكّرهم في كل مكان، لأنَّهم مؤشر على مدى الجريمة المنظَّمة التي تُمارَس بحقِّ الأسرى داخل المعتقلات، فهؤلاء الأسرى ضحوا بسنوات عمرهم نضالاً في سبيل البحث عن الحُريّة والكرامة لهذا الوطن".

  وأكَّد رئيس هيئة شؤون الأسرى ضرورة التعاون والتوحُّد في دعم الحركة الأسيرة مستعرِضاً نضالات الحركة الأسيرة من خلال الإضرابات الخاصّة للأسرى داخل المعتقلات لوقف الاعتداءات المتواصلة، ومن أجل تحسين ظروفهم الحياتية، والعمل بكل جدية لتحدي القوانين الإسرائيلية التي أُوجِدت للنيل من الأسير الفلسطيني، ومن عزيمته وقوته.

  وقال: إنَّ قضية الأسرى هي قضية كل بيت فلسطيني، والاعتقال هو جزءٌ من سياسة الاحتلال لتدمير نفسية الأسير، وتحطيمه، وتحويله إلى إنسان مريض لا قيمةَ له، لكن خابت كلُّ الظنون الإسرائيلية بانهيار صمود الأسرى، ولم ينالوا من تحديهم بأمعائهم الخاوية، وعزيمتهم الجبّارة".

  وفي نهاية اللقاء فُتِحَ باب المداخلات، وطُرِحَت الأسئلة من قِبَل الحضور، حيثُ تركَّزت على الوحدة الوطنية، وكيفية التعامل مع قضية الأسرى والمعتقلين على الصعيد الداخلي والخارجي، وموضوع الكفاح المسلَّح، والوسائل التي ستتَّبعها "هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين" لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية.

  هذا وشاركَ في اللقاء أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، ووفد "هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين" المرافق للوزير قراقع، وممثِّلو الفصائل والقوى الإسلامية والوطنية، وقيادة "فتح" في بيروت، وعضو الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة د.ناصر حيدر، وممثِّلو اللجان الشعبية الفلسطينية، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، والمكاتب الحركية، وحشدٌ من أهالي المخيم.