بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، انطلقت مسيرةٌ حاشدةٌ من مقر حركة "فتح" في مخيّم الرشيدية باتجاه النّصب التذكاري للجندي المجهول في مقبرة المخيَّم، يتقدَّمها حمَلَة الرايات والفرق الكشفية الفلسطينية.
وقد شارك في المسيرة عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وقائد حركة "فتح" في منطقة صور العميد توفيق عبدالله، وقادة فصائل "م.ت.ف"، والقوى والأحزاب والفعاليات الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وحشد من جماهير شعبنا.
بدايةً وُضِعَت أكاليل من الزهور على نصب الجندي المجهول، وبعدها تمَّت تلاوة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، ثُمَّ كانت مقدمة لمسؤول إعلام حركة "فتح" في مخيَّم الرشيدية محمد دراز الذي أكَّد أنَّ قضيّتنا ستبقى حاضرةً بفضل دماء شهداءنا الأبرار الذين رسموا لنا طريق الحرية والنصر بدمائهم الذكية وستبقى مخيماتنا قلاعاً للصمود.
وبعدها كانت كلمة "م.ت.ف" ألقاها الحاج رفعت شناعة، إذ أكَّد أنَّ شعبنا الفلسطيني هو شعب الجبّارين، ووجه التحية إلى أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وأراضي 1948، لافتًا إلى أنَّ مشوارنا لا يزال طويلاً، ومشدِّدًا على أنَّنا شعبٌ واحدٌ وجسدٌ واحدٌ.
وقال: "نحن اليوم نُعَيّد في يوم من أيام الله، رغم جراحنا النازفة، وشعبنا المشرّد من مخيّمات سوريا الذي يعيش أصعب الظروف وفي القدس اهلنا يدفعون الثمن يومياً قتلاً، واعتقالاً، وتدمير بيوت، وإرهاب. نحن نُعَيّد رغم كلِّ ما نعانيه في مخيّماتنا في لبنان، رغم المعاناة فمخيّماتنا في لبنان تستحقُّ مزيداً من الرعاية، وهناك في مخيَّم عين الحلوة صورةٌ من صُوَر التحدي، إمّا أن ننتصر على أنفسنا وذاتنا، وعلى مجتمعنا الفلسطيني، ونؤكِّد أنَّنا شعبٌ واحدٌ، والقيادة الفلسطينية هي صاحبة القرار، وإمَّا أن نذهب في اتجاه آخر أشدّ خطورة من الاحتلال. فنحن أمام امتحانات صعبة، وخاصة في المخيمات، إذ ان رمزية المخيّمات في خطر، لأنَّ إسرائيل والعديد من الجهات تستهدف المخيّمات الفلسطينية، كون المخيم الرمز الوطني للقضية الفلسطينية. لذلك ندعو إلى التوحُّد على قاعدة الثورة من أجل تحرير الأرض وصناعة الدولة المستقلة، ونؤكِّد أنَّ لا خيار أمام الجميع إلا الوحدة الوطنية، وأن لا نجعل شعبنا يعيش أمام التهديد اليومي. فشعبنا مازال يقف على قدمَيه رغم كلِّ المؤامرات. شعبنا شعب ياسر عرفات لن يُسلم ولا يستسلم. ولكنَّ الاحتلال الصهيوني يعتاشُ على الانقسام الفلسطيني من أجل إفشال المشروع الوطني الفلسطيني".
وأكَّد شناعة أنَّه "لولا أهلنا في القدس وأراضي 1948 كان تمكن العدو الصهيوني من تنفيذ مشروعه في المسجد الأقصى. نحن اليوم في وجه العدو الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة، وقد استطاعوا أن يُمزِّقوا الوطن العربي، ولكنَّنا لن نسمح لهم بتمزيق شعبنا".
ودعا جميع القوى والفصائل وخاصة الأخوة في حركة "حماس" إلى أن يعوا أنَّ علينا شطب صفحة الانقسام.
وختم قائلاً: "بالأمس احتفينا بمجموعة من أشبالنا الذين ارتقوا شهداء في مواجهة العدو الصهيوني.. هذا هو شعبنا، إمّا النّصر أو الشهادة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها