أقامت حركة التّحرير الوطني الفلسطيني "فتح"- قيادة منطقة الشمال حفلاً تأبينيَّا للشهيد اللواء عرابي رجا يونس "معن أبو زيد"، بمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاته، وذلك عصر اليوم الجمعة ١٤-٧-٢٠١٧، في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيَّم البداوي.

وقد تقدَّم الحضور أمين سرّ الساحة اللبنانية لحركة "فتح" وفصائل منظمة التّحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح" – إقليم لبنان حسين فيّاض، ومسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبدالعال، ولفيفٌ من أصحاب السماحة، ومُمثِّلي الفصائل الفلسطينية، وضُبّاط وكوادر من حركة "فتح" وهيئة المتقاعدين العسكريين، إضافةً إلى كوكبة من الفعاليات الوطنية والاجتماعية والإعلامية من مخيَّمات لبنان كافةً.

هذا وقد بدأ التأبين بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم قدَّمها فضيلة الشيخ أبو عثمان، ثُمَّ كانت موعظة دينية لفضيلة الشيخ أحمد عطيّة.

وبعدها ألقى كلمة عائلة الشهيد نجله وسام أبو زيد شاكرًا كلَّ مَن واسى عائلته وشاطرها ألمها بهذا المصاب الجلل، ثُمَّ تحدَّث عن مناقبيّة والده الذي كان رفيق درب الرعيل الأول من القادة  الذين افتخر بصحبتهم.

وأضاف: "إنَّ الشهيد كان عرفاتيًّا يفتخر بانتمائه لحركة "فتح"، فلم يُغيِّر منهجه ولا فكره، وبقي مدافعًا عن القرار المستقل رغم سنوات سجنه التي قضاها في سجون الإخوة".

وأشار إلى أنَّ والده غادر فلسطين طوعًا مُنتَسِبًا لحركة "فتح" في العام ١٩٦٦، وعمِلَ في كلِّ ساحات النّضال، حيثُ استطاع أن يكون نموذجًا فتحاويًّا بامتياز. كما عَمِلَ في منطقة الشمال، ونسجَ علاقاتٍ مميَّزةً في منطقة عكّار، وحافظَ على الوحدة الوطنية وحُسن التعايش في أقسى الظروف التي مرَّ بها لبنان في العام ١٩٧٦، ونسجَ أفضل العلاقات بين أهالي مُخيّمَي البداوي ونهر البارد، فكان فدائيًّا بامتياز حفظ أهداف الجماهير، وعاداتهم، وتقاليدهم، وكان المجاهد والمقاتل المدافع عن مخيّمات الشتات والثورة الفلسطينية.

وختمَ كلمته معاهدًا والده بالوفاء، إذ يبقى الأبناء على منهج الآباء أوفياء للقيادة الفلسطينية ممثَّلةً بالرئيس أبو مازن، وبأن تبقى راية حركة "فتح" خفّاقة حتى يرفعها شبلٌ أو زهرةٌ فوق أسوار القدس وكنائسها، وحتى دحر الاحتلال الصهيوني عن كلِّ الأرض الفلسطينية.

أمَّا كلمة حركة "فتح" فألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، ممّا جاء فيها: "إنَّ الأخ اللواء معن أبو زيد، كان ممَّن صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولم يُبدِّل تبديلا. كان يُمَنّي النفس بالعودة إلى فلسطين، ومن أجل ذلك انتسب إلى حركة "فتح" مع الأوائل في العام 1966 في الكويت تاركاً ترفَ العيش، مُفضِّلاً أن يكون بين إخوته الفدائيين في معسكرات الهامة وميسلون، مُتنقِّلاً بين ساحات النّضال في الأردن، وسوريا، ولبنان، ليُدافع عن الثورة والشعب الفلسطيني".

وأشار إلى أنَّ الشهيد أبو زيد خضع لدورة في الكلية العسكرية في العام 1974، وعُيِّن مسؤولاً عسكرياً في الجنوب والجبل والشمال، ليعود ويلتحق بالأكاديمية العسكرية في رومانيا في العام 1980.

ونوَّه فيّاض بمناقبيّة الشهيد الذي كان مثالاً للالتزام، فأُسنِدَت إليه العديد من المهام، ومنها: نائب مسؤول منطقة الشمال في العام 1980، ثُمَّ مسؤول عسكري لمنطقة عكّار حتى العام 1983، حيثُ أرسى العلاقات الأخوية بين الشعبَين اللبناني والفلسطيني، والتي ما زالت موصولةً حتى يومنا هذا. وأشار إلى أنَّ الشهيد قد أمضى حياته مدافعًا عن القرار الفلسطيني المستقل، وغادر مع مقاتلي الثورة إلى اليمن، ليعود لاحقًا إلى لبنان بقرار من القائد العام أبو عمّار، لمتابعة واجبه النضالي دفاعاً عن مخيّمات الشتات.

ثُمَّ تطرَّق فيّاض إلى الوضع السياسي في المنطقة، مشيرًا إلى أنَّ ما يجري في المنطقة من مؤامراتٍ تستهدف القضية الفلسطينية يفرض علينا إنجاز الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام البغيض من أجل حماية مشروعنا الوطني، ودحر الاحتلال عن كلِّ الأرض الفلسطينية.

ووجَّه تحية إجلال وإكبار إلى أبطال عملية القدس، التي نُفِّذَت دفاعاً عن حرمة المسجد الأقصى عند باب الأسباط لمنع المستوطنين الصهاينة من تدنيس باحات مقدّساتنا، وقال: "لقد صدق الشهيد الرمز ياسر عرفات حين وصف شعب فلسطين بشعب الجبّارين، فالتحية للشهداء محمد أحمد ومحمد حامد ومحمد مفضل جبّارين، والتحية لكلِّ أبناء شعب فلسطين المدافعين عن كرامة هذه الأمة ومقدَّساتها".

وتوجَّه بالتعزية لآل يونس، وحركة "فتح"، وعموم أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات باستشهاد اللواء معن أبو زيد، خاتمًا بالقول: "نفتقدهُ اليوم كما باقي رفاق السلاح من الشهداء، ولكنَّ عزاءنا أنَّ الشهيد قد تركَ بيننا أبناء تربوا على حُبِّ فلسطين ملتزمين نهج الفتح مدرسة الياسر".

واختُتِم مهرجان التأبين بالدعاء للشهيد من قِبَل فضيلة الشيخ وفيق عبدالرازق، ومن ثمَّ اصطفَّت أُسرة الشهيد لتقبُّل التّعازي من الحضور.