فتح ميديا/ لبنان، أحيت بلدية الغبيري بالتعاون مع لجنة «إحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا»، ذكرى مرور 31 عاماً على ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبتها الميليشيات اليمينية الانعزالية، بدعم من دولة المجازر والارهاب اسرائيل، بمهرجان خطابي جماهيري ورسمي حاشد، في قاعة رسالات- الغبيري الجمعة 20 أيلول 2013،  بحضور سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، ورئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا، وممثل التيار الوطني الحر بسام الهاشم، ورئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، ومنسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق معن بشور، وممثل السفير الإيراني غضنفر ركن ابادي، وممثلو المخاتير والمجالس البلدية، وقيادات الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، ولجنة "كي لا ننسى" الدولية، وعلماء ورجال دين ومشايخ، وممثلو مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، واللجان الشعبية، وأهالي الشهداء وحشد جماهيري من أبناء مخيمات لبنان.

بدأ المهرجان بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني وقراءة سورة الفاتحة لارواح الشهداء، تلاهما كلمة رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا جاء فيها "إن إحياء هذه الذكرى هو تأكيد على ما يجمعنا في مواجهة كل أنواع الشر والجريمة خاصة المجازر التي ترتكب بحق الانسانية وفي مقدمتها صبرا وشاتيلا، والتي ارتكبت بإيدي امريكية اسرائيلية، وستبقى هذه المجزرة وصمة عار لن تمحى، ولن يشفي غليلنا الا عودة الشعب الفلسطيني إلى وطنه".

وأضاف، إن دماء الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين ستبقى منارة الطريق للمقاومين وستبقى فلسطين القضية المركزية للأمة العربية وعيوننا موجهة لتحرير القدس.

ثم ألقى سفير دولة فلسطين اشرف دبور كلمة معتبراً "أن صبرا وشاتيلا هي الجريمة التي أفرغت كل الحقد الصهيوني على إثر الصمود البطولي للمقاومة والتي أوقفت جحافل ما يسمى بالجيش الذي لا يقهر على أبواب عاصمة العواصم بيروت لمدة 88 يوماً، الجريمة التي انتهكت كل أعراف الدنيا ومواثيقها والتعهدات والضمانات الدولية بضمان أمن وحماية المدنيين بعد الموافقة على خروج قوات الثورة الفلسطينية وترك عاصمة العواصم بيروت، ولو كانت مدينة فلسطينية لما انسحبت منها قوات الثورة الفلسطينية، هذه المدينة التي تحملت الكثير في ظل صمت دولي وضوء أخضر عربي".

مضيفاً: "حتى تستقيم العدالة على العالم الحر يجب تقديم القتلة المجرمين للمحاكمة وامتثالهم امام محكمة العدل الدولية، كي لا تبقى هذه الجريمة وصمة عار على جبين الإنسانية والمجتمع الدولي".

متسائلاً: "هل ننسى تاريخاً طويلاً من التضحيات والصمت الدولي المشجع للكيان الصهيوني على الإستمرار بإرهابه على الارض الفلسطينية من خلال ممارساته بالعمل على تهويد القدس والاراضي العربية وفرض واقع جديد على الأرض".

وأكد دبور "أننا سنبقى داعمين للسلم الأهلي في لبنان والمحافظين على العلاقات الصادقة والأخوية، والمتجددة دائماً عبر التاريخ من الأجداد الى الآباء ألى الأبناء من شعب له الحق بالعيش الكريم، شعب مصمم على العودة، رافضاً لكل أشكال التوطين والتهجير، ومؤكداً على الإلتزام الثابت بالحفاظ على الأمن والإستقرار في لبنان وبإجماع وطني فلسطيني على كافة المستويات القيادية والشعبية والأهلية والشبابية".

والقى كلمة الاحزاب اللبنانية محمود قماطي مشيراً أن "هناك مرحلتين للعدو الصهيوني ما قبل عام 1982 مرحلة الانتصار العسكري الدائم والتوسع الدائم منذ قيامه، والمرحلة الثانية ما بعد عام 1982 مرحلة الانكفاء الدائم والهزيمة".

وتابع: كانت المجرزة برمزيتها هي بداية تحول تاريخي في مسيرة أمتنا ومسار الصراع العربي الإسرائيلي، ولم يتأخر الرد على مجزرة صبرا وشاتيلا، ان المقاومة الوطنية اللبنانية التي اكملت طريق المقاومة الفلسطينية  في 11/11/1982 قام الشهيد احمد قصير بالعملية التاريخية وفجر نفسه في مركز الحاكم العسكري في صور، حيث قتل اكثر من 90 قتيلاً بين ضابط وجندي إسرائيلي". معتبراً أن هذه "المجزرة وغيرها هي مرفوضة بالعقل الإنساني والمفاهيم الحضارية العالمية، وان المقاومة هي السبيل الوحيد القادر على استعادة الحقوق القومية العربية وتثبيتها، وان الدماء التي قدمها الشهداء لن تذهب هدراً وان الهدف سيبقى تحرير فلسطين وطرد الغاصب المحتل منها".

وختم: "إننا كأحزاب لبنانية نتضامن ونسعي كي نحقق الحقوق المدنية للفلسطيني في لبنان ولكن لاحظنا تراجع اللجنة الدولية الاونروا في تقديم خدماتها بدلاً من ان تتقدم، لذلك علينا ان نسعى جاهدين لينال الضيف الفلسطيني حقه الإنساني أسوة باللبناني".

ثم كانت كلمة عوائل الشهداء القاها محمد ابو ردينة جاء فيها: "إننا نحيي هذه الذكرى لنؤكد للعدو الإسرائيلي أننا لن ننسى دماء شهدائنا وانه لا بد من القصاص منك في المحاكم الدولية، ولنواصل واجب التذكير وما ارتكب بحقنا من مجرزة، ولنقول للعالم ان هذه المجزرة حصلت لتواصل اقتلاعنا من ارضنا فلسطين واننا سنبقى دائماً نعمل من اجل الوصول إلى تحرير فلسطين كاملة".

وختم المهرجان بكلمة لجنة "كي لا ننسى" القاها بسام الصالح جاء فيها: "إن الدور الذي تقوم به لجنة "كي لا ننسى" هو أن يعاقب المجرمون الذين ارتكبوا هذه المجزرة في المحاكم الدولية، وان احياء هذه المجزرة يذكرنا بمسلسل المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني بمنطقتنا العربية، "ولن ننسى" كان هذا شعار ستيفنو لان هناك ضمائر حية تعمل وستعمل اليوم وغداً من أجل تقديم المجرمين إلى المحاكم الدولية".

وأضاف: "إن المجزرة مرتبطة ارتباطاً اساسياً بحق عودة الشعب الفلسطيني الى دياره وفق قرارت الشرعية الدولية، وهذا ما تحاول الصهيونية ان تمحوه من تاريخ الشرعية الدولية، ولكننا سنبقى اوفياء لدماء الشهداء في صبرا وشاتيلا ما دام الشعب الفلسطيني يقاوم العدو بكافة الوسائل المتاحة له من أجل تحرير أرضه ووطنه".

بعدها توجهت الحشود بمسيرة حاشدة من أمام قاعة رسالات الى مثوى شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا حيث وضعت اكاليل من الورد على اضرحة الشهداء.