قال المتحدِّث بِاسم حركة "فتح" أسامة القواسمي، إنَّ تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل وادِّعاءاته الباطلة تؤكِّد تماماً أنَّ حماس لا تريد الوحدة الوطنية مُطلَقاً، وإنَّها لم تستخلص العِبَر من السنوات العشر العجاف الماضية، وممَّا صنعته أيديهم من كوارث سياسية أصابت القضية الفلسطينية في مقتل، ومن مصائب إنسانية واجتماعية وثقافية مسَّت حياة المواطنين على كافة المستويات، وخاصةً على المستوى المعيشي اليومي الذي تدنّى إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وعلى النسيج والعلاقات الاجتماعية داخل المجتمع الفلسطيني في غزة الصمود.

وفنَّد القواسمي في تصريح صحفي، اليوم الاثنين 29-5-2017، تصريحات البردويل بالقول: "إنَّ الرئيس محمود عبّاس وحركة "فتح" ممثَّلةً باللجنة المركزية، قد بعثوا برسالة واضحة المعالم لحماس، ومنسجمة تمامًا مع كل الاتفاقيات التي تمَّ توقيعها أو الأفكار التي تمَّ طرحها من قِبَل الوسطاء مؤخَّرًا، وتطالبهم بحل اللجنة الإدارية الحكومية التي تمَّ تشكيلها مؤخّرًا، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل بصلاحيات كاملة في غزة، والموافقة على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال فترة زمنية لا تزيد عن ستة أشهر، إلّا أنَّ حماس ما زالت تماطل وتتهرَّب وتلتف على هذه المبادرة المقدَّمة من قِبَل حركة "فتح" حتى هذه اللحظة. إنَّ حماس تُخطِّط وتسعى لمقابلة المبادرة المطروحة بأفكار التفافية تسويفية مضلِّلة بهدف المحافظة على ما تعتقد وتظن بأنَّه "مكسَب" وبتحميل المسؤولية للآخرين"، مؤكِّدًا أنَّ شعبنا الفلسطيني أصبح يدرك أكثر من أي وقت مضى حقيقةَ مواقف حماس الملتبسة والمتناقضة في المواضيع الداخلية والسياسية كافةً.

واستهجن القواسمي محاولة حماس ربط الإجراءات التي تتَّخذها القيادة الفلسطينية تجاه غزة، بالجهود الأمريكية السياسية الحالية، ومحاولة حماس أن تُصوِّر للرأي العام الفلسطيني وجود مخطَّطٍ تشارك فيه القيادة الفلسطينية لتصفية القضية الفلسطينية واستهداف "سلاح المقاومة"، موضحاً أنَّ هذا الكلام مجرد أقاويل وادعاءات كاذبة باطلة لا تنطلي على عاقل، وأنَّ الحقيقة هي أنَّ القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيِّد الرئيس محمود عبّاس وحركة "فتح" يشاركون في مخطَّط واضح المعالم عنوانه إقامة الدولة الفلسطينية الناجزة على حدود الرابع من حزيران العام 1967، وتطبيق القرارات الأُممية ذات الصلة بقضيتنا.

وشدَّد القواسمي على أنَّ السيّد الرئيس محمود عبّاس كان وسيبقى واضحًا في موقفه الثابت، والذي عبَّر عنه في جميع لقاءاته السياسية ومشاركاته في المؤتمرات الدولية، وآخرها أثناء المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض في واشنطن، وأشار إلى أنَّ تمسُّك حماس بالانقسام وتحويله لانفصال هو المخطَّط الحقيقي المشبوه الذي يساعد إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية، ولفت إلى أنَّ إجراءات القيادة الفلسطينية في غزة هدفها فقط الضغط على حماس لإنجاز الوحدة الوطنية وقطع الطريق على مخططات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى إطالة عمر الانقسام وتحويله إلى انفصال تام، مشدِّدًا على أنَّ "حركة "فتح" لن تسمح بفصل القطاع عن الوطن، ونحن ماضون قدمًا في كافة الخطوات الرامية لاستعادة غزة وإنجاز الوحدة الوطنية".

يُذكَر أنَّ البردويل كان قد قال في تصريح صحفي إنَّ حماس تستطيع التغلب على أي أزمة جديدة تهدد القطاع، وذلك ردًا على ما وصفه بـ"تجديد" الرئيس محمود عباس تهديداته باتخاذ إجراءات عملية غير مسبوقة من أجل استعادة القطاع وإنهاء الانقسام، على حد قول البردويل، الذي أشار أيضاً إلى إنَّ حماس تواصلت مع قيادات "فتح"، من أجل إتمام المصالحة، لكنها لا تمتلك قراراً سياسياً من أجل اتمامها، مُدعياً وجود قرار من الرئيس محمود عباس بعدم اتمام المصالحة مع حماس في عهده.

واتهم البردويل الرئيس محمود عباس بأنه يريد تمرير "مشروع سياسي" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنه يماطل في إجراء المصالحة من أجل تمرير هذا المشروع. كما أعلن موافقة حماس على المبادرة القطرية التي طرحت في وقت سابق من أجل تقريب وجهات النظر بين الحركتين، وقال إنَّ الرئيس عباس وضع عليها العديد من التغييرات، وطلب بعد ذلك موافقة حماس عليها من جديد.