فتح ميديا/ لبنان، مسلسل المعاناة للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان ما زال مستمرًا منذ عشرات السنين، فالفقر والقهر والحرمان سيد الموقف، ولا حقوق لهم كأي إنسان، ولعل أبرز معاناة أهالي مخيم الجليل الواقع في مدينة بعلبك السياحية يتمثل بمغفر الفرنسيين الذي يسكنه قرابة المائة عائلة من سكان المخيم.

المبنى قديم جدًا، بنته فرنسا في زمن انتدابها للبنان، وهو عبارة عن مغفر لهم حينها وسجن بالإضافة لبعض الغرف لضباطه وجنوده، أي أشبه بالثكنة العسكرية، وعند خروج الفرنسيين أصبحت الثكنة فارغة من جنودها ليسكنها اللاجئون الفلسطينيون الذي قصدوا لبنان حينها بعد المجازر التي حلت بهم في القرى الفلسطينية.

واليوم وبعد أكثر من سبعين عامًا على عمر المبنى الذي قد يسقط في أية وقت، يناشد أهالي المجمع المعنيين بضرورة مساعدتهم وترميم المبنى قبل سقوطه، فالتصدع بالمبنى يزداد يومًا بعد يوم، وقد حدث منذ فترة قريبه انهيار في أحد الجسور داخل المجمع، ويقول محمد عبدو أحد سكان المخيم: "إن الأهالي يعيشون أوضاعًا صعبة للغاية في غرف عبارة عن معسكرات ضيقة ومتداخلة ببعضها البعض بالإضافة إلى أن الأهالي يخشون من سقوطه في أي وقت، فالمبنى يتنفس أنفاسه الأخيرة حتى بان الحديد من بين الباطون". وناشد عبدو الأونروا والفصائل الفلسطينية والجهات الرسمية في الدولة بضرورة مساعدتهم وإنقاذ حياتهم وحياة أكثر من 500 شخص من سكان المجمع .

كل هذه الأخطار لم تحرك ساكنًا، مع العلم أن سكان المبنى تظاهروا عدة مرات أمام مكتب الاونروا في المخيم لإيجاد حل جذري وسريع لهذه المعاناة، ولكن حتى اليوم لم يؤخذ طلبهم بعين الاعتبار، فالقضية إنسانية بامتياز، ومن المؤسف إهمالها لان إهمالها سيضعنا أمام كارثة لا يمكن استيعابها.