أصيب طفل برصاص مطاطي واختنقت مجموعة من النساء خلال المواجهات التي اندلعت بين قوات الاحتلال والمصلين، إثر اقتحام عدد من المستوطنين باحات المسجد الأقصى منذ الساعات الأولى لفجر اليوم الأربعاء. وأفاد مصدر اعلامي، بأن الطفل أحمد سعيد مرار (11 عاما) أصيب برصاصة مطاطية بالكتف في مواجهات باب حطة بالقدس القديمة، وأصيبت نساء من المرابطات داخل المسجد بحالات اختناق، جراء رشهن بغاز الفلفل السام. وقال شهود عيان من داخل الأقصى، إن حوالي 49 مستوطنا اقتحموا حتى الآن الأقصى عبر مجموعات صغيرة.

يشار إلى أن عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة لملاحقة المصلين الذين تصدوا لمجموعة من المستوطنين التي اقتحمت الأقصى فجرا بالحجارة وبالتكبيرات. وكانت جماعات يهودية متطرفة دعت مؤخرا إلى اقتحامات جماعية للأقصى اليوم، إحياءً لما يسمىبـ'رأس السنة العبرية' عند اليهود.

وحمّلت دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس، على لسان مديرها العام الشيخ عزام الخطيب التميمي، شرطة الاحتلال مسؤولية الأحداث في الأقصى، لافتاً إلى أن شرطة الاحتلال 'لم تستجب لطلب الأوقاف بإغلاق باب المغاربة اليوم أمام المستوطنين الذين أعلنوا صراحة استهدافهم للمسجد الأقصى اليوم وفي أعيادهم التي تبدأ مساء الليلة'.وما زالت أجواء شديدة التوتر تسود المسجد الأقصى ومحيطه ومحيط البلدة القديمة.

وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني، إن حكومة الاحتلال ومن خلال إجراءاتها العسكرية المتوافقة مع اعتداءات مواطنيها تسعى إلى تصعيد التوتر في الحرم القدسي الشريف، بهدف اختبار ردود الأفعال العربية والإسلامية وصولاً إلى فرض أمر واقع يقضي بتقسيم الحرم مكانياً وزمانياً بين المسلمين واليهود.

وأكد دلياني، في تصريح له، أن حملة الاعتقالات التي طالت عشرات المقدسيين يوم أمس والاستدعاءات الأمنية لأكثر من سبعين شابا معظمهم من أبناء حركة فتح المرابطين في الحرم القدسي الشريف، ومن بينهم أمين سر حركة فتح في القدس، مشددا على أن تركيز الجهات الأمنية في دولة الاحتلال 'مُنصب على تخفيف ردة الفعل الميدانية لانتهاكاتها، وأيضاً لاختبار قدرة الشارع المقدسي على خلق حالة جماهيرية حاشدة غير مؤطّرة سياسياً بعيداً عن عدد كبير من الشباب الفاعل بشكل دائم في الدفاع عن الحرم القدسي الشريف و باقي قضايا القدس بشكل عام.

ولفت إلى أن حركة فتح متواجدة بكثافة في محيط الحرم القدسي بعدما منع الاحتلال أبناء شعبنا من دخوله وقام بشكل استفزازي بغلق أبوابه، وأن هذا التواجد كفيل لإعطاء مؤشر واقعي لدولة الاحتلال بأن أي اعتداء على الحرم القدسي الشريف ستكون له عواقب ميدانية وسياسية كبيرة'.

وشدد دلياني على أن الحرم القدسي الشريف بما فيه ساحة البراق هو وحدة واحدة مُلك للمسلمين وحدهم، وأن الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه مستعد للتضحية دفاعاً عن حق المسلمين بما هو مُقدّس دينياً و رمز وطني وجب حمايته.

ودعا الشيخ يوسف ادعيس رئيس المحكمة العليا الشرعية رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، في بيان له، أبناء مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 التوجه إلى المسجد الأقصى لفك الحصار عن المرابطين الذين احتجزتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل المسجد بعد إغلاق أبوابه بالسلاسل.

ونبه سماحته إلى أن 'دولة الاحتلال تحاول استغلال الظروف الإقليمية التي تمر بها المنطقة معتبرة أنها اللحظة المناسبة للانقضاض على المقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة المسجد الأقصى المبارك لمحاولة فرض سياسة أمر واقع للوصول إلى الهدف المنشود وهو تقسيم الأقصى على غرار الحرم الإبراهيمي تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه'.