فتح ميديا/ لبنان، في الأول من أيلول لهذا الشهر، ابتدأ قرار الاونروا الأخير والظالم يسري مفعوله على أبناء مخيم نهر البارد، هذا القرار التعسفي وغير العدل، الذي خرجت به مؤخراً آن ديسمور التي جاءتنا من بلاد الحرية والديمقراطية ولم تضع بالحسبان ولم تحركها عواطفها وإنسانيتها إن وجدت تجاه شعبنا في لبنان الذي يفتقر إلى ابسط حقوقه المدنية والاجتماعية، وبموجبه فإن المئات من أبنائه في هذا البلد من حملة الشهادات الجامعية والتخصصية في الطب والصيدلة والهندسة وغيرها هم محرومون من العمل في لبنان.

فما بال ديسمور بأهالي نهر البارد الذين ضاقوا الأمرين ودفعوا الثمن غالياً جراء النكبة المؤلمة التي حلت بهم منء العام 2007 وحتى كتابة هذه السطور فكان من الأجدر على ديسمور وقبل أن تتخذ هذا القرار التعسفي والجائر أن تدق مراراً وتكراراً جدار الخزان لمن يعنيهم الأمر بهذا الشأن، أما وقد اتخذته منفرداً وبمفردها وابتدأ سريانه بالمفعول وأول الغيث "مرضى الكلى" الذين فاقوا الأربعين حاله، فهي حتماً وإدارتها تتحملان مسؤولية ما قد يترتب على هذه النتائج من تداعيات خطيرة لربما تطال حياة الكثير من مرضى الكلى وغيرهم.

صرخة مدوية من أهالي نهر البارد ويعلنوها منذ اليوم هي معركة مطلبيه شعبية ومستمرة بوجه سياسة الظلم والاستئثار بالقرارات الجائرة، وإذا لم تستجب صاحبة القرار المتهور والمرفوض فالتصعيد مستمر إلى ما لا نهاية حتى تستجيب الاونروا إلى صرخات الأهل لا سيما مرضى الكلى شفاهم الله.

يا ليت ديسمور تنظر بعين العطف والإنسانية لعيون روبين المكحلتان بنظرة الأمل رغم كل هذه الآلام والمعاناة. عيون شاخصة تواجه خطر الموت.

وروبين العينا هو عينة لأكثر من أربعين حالة لمرضى الكلى، فمن ينقذ هؤلاء! إنهم يطرقون الجدار ويستصرخوا ضمائر الإنسانية علها تصحو من غفوتها.

فمنذ اليوم  الثاني من أيلول، قام مرضى الكلى بإغلاق عيادتي نهر البارد والبداوي جراء القرار الأخير للاونروا الذي قد يطال حياتهم.

فالصور تتكلم والأخبار تتلاحق حول هذه القضية، اعتصامات مفتوحة على مصراعيها مع كافة الاحتمالات ولا ندري ما ستكون عليه النتائج في الساعات القليلة أو لربما الأيام القادمة، فالوضع الشعبي والجماهيري قد ينفجر في أي لحظه ما لم تصحو ضمائر كافة المسؤولين والمعنيين لا سيما أصحاب القرار، فهل تنتفض إنسانية هؤلاء قبل فوات الأوان!.