فتح مـيديا – رام الله –

"نحن مصرّون على التوجّه للأمم المتحدة للإعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية في أيلول القادم، سواء وافقت إسرائيل أم رفضت، أو فرضت الولايات المتحدة الڤيتو أم لا، نحن نريد قراراً بالإعتراف بدولتنا بناءً على قرار التقسيم عام 1947م لإقامة دولتين، عربية ويهودية".

هذا ما قاله المحامي/ لؤي عبدو، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ونائب مفوّض مفوّضية الإعلام والثقافة - أثناء مقابلة أجرتها معه ( الصنارة ) - وهو من سكان مدينة نابلس، قضى في السجون الإسرائيلية أكثر من 16 عاماً؛ بسبب نشاطاته السياسية ضد الإحتلال الإسرائيلي، وأُبعد إلى لبنان وعاد إلى مسقط رأسه بعد نضال طويل.

 

وإليكم نص المقابلة...

هل القيادة فعلاً ذاهبة إلى الأمم المتحدة للحصول على الإعتراف بالدولة؟

كل المعطيات تشير إلى أن الرئيس محمود عبّاس، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمجلس المركزي لمنظمة التحرير، قرّروا التوجّه إلى الأمم المتحدة في أيلول القادم، لتقديم الطلب بالاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية سواء كانت هناك معارضة من إسرائيل أم تهديد أمريكي بفرض الفيتو الأمريكي.

سنطرح هذا الموضوع؛ لأننا أصحاب حق بإقامة دولتنا الفلسطينية حسب قرار التقسيم 181 عام 1947م أي إقامة دولتين، عربية ويهودية، الدولة اليهودية إسرائيل أقيمت؛ لكن الدولة العربية لم تقم حتى الآن ونحن نطالب الأمم المتحدة بإقامة دولتنا حسب القرار ألأممي.

 

 إسرائيل تدّعي أن التوجّه للأمم المتحدة سيقضي على المفاوضات بين الجانبين؟

التوجّه إلى الأمم المتحدة لا يعني أن لا نتفاوض مع إسرائيل؛ لكن حكومة نتنياهو واليمين أفشلوا المفاوضات وأوصلوها إلى طريقٍ مسدود.

حكومة نتنياهو لم تعترف بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني، ولم تترك لنا أي بديل سوى التوجّه إلى الأمم المتحدة.

 

هل تعتقد أن إسرائيل ستصُعِّد من إجراءاتها ضد الشعب الفلسطيني قبل شهر أيلول؟

- حسب تجربتنا مع حكومات إسرائيل المتعاقبة، فنحن لا نستبعد قيام إسرائيل بعدوان جديد على الشعب الفلسطيني، علماً أن الإعتداءات هي يومية، الاعتقالات والقتل وسلب الأراضي؛ لكنني لا أستبعد  تكثيف إسرائيل من إجراءاتها العدوانية.

حكومة إسرائيل فشلت في مواجهة الرأي العام العالمي حول التوجّه إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة، ولو كان بمقدورها أن تمنع العالم بعدم الإعتراف لفعلت ذلك، لكنها فشلت ولم يعد العالم يتعاطف مع إسرائيل كما كان في السابق وعلى العكس تماماً، العالم متعاطف بشكلٍ غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني.

 

ما هو برنامج القيادة الفلسطينية بعد الإعتراف؟

القيادة ماضية في طريقها في محورين رئيسيين، المحور الأول/ إجراء إنتخابات لكل الهيئات التمثيلية، للرئاسة، المجلس التشريعي والإنتخابات للسلطات المحلية، وهذا من شأْنه تعزيز الديمقراطية الفلسطينية، والشعب سيختار ممثليه، والمحور الثاني/ هو الحفاظ على النظام العام وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة اللحمة للحركات السياسية والأحزاب لممارسة حقها الديمقراطي بصورة حضارية، لتعزيز وتطوير العمل السياسي في فلسطين.

 

الحكومة الإسرائيلية تهدّد بإلغاء إتفاقيات أوسلو في حال توجّهكم إلى الأمم المتحدة؟

(ضاحكاً) .. إتفاقيات أوسلو إنتهت عملياً عام 1999م فبموجب الإتفاقيات لا يحق لإسرائيل الدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، لكن إسرائيل عادت وإحتلت جميع المناطق الفلسطينية، ومن يعتقد أن إتفاقيات أوسلو لم تنتهِ فهو ساذج.

الإحتلال الإسرائيلي يسرح ويمرح كما يشاء والسلطة الوطنية أكدت على أن إسرائيل أعادت الحكم العسكري إلى كافة أراضي الضفة الغربية وحصار غزة والقدس، وتتخذ إجراءات كثيرة ضمن هذه السياسة الإسرائيلية.

 

هناك تخوّف إسرائيلي من إندلاع العنف في الأراضي الفلسطينية بعد أيلول؟

أقول وبكل مسؤولية أنه لن يكون هناك عنف؛ لأن الموقف الفلسطيني واضح وهو المقاومة الشعبية السلمية، وهي حق من حقوق شعبنا لمواجهة الإحتلال الإسرائيلي، وشعبنا لن ينجر إلى المقاومة المسلحة مع الإحتلال الإسرائيلي، لأننا لن نعطي إسرائيل الذريعة للإنقضاض على شعبنا الأعزل والذي يعيش حياة صعبة للغاية.

 

هل هناك سيناريو فلسطيني لفشل التوجّه للأمم المتحدة؟

القيادة لن تفشل؛ لأنها شنّت حملة دبلوماسية دولية وحصلت على إعتراف 117 دولة بفلسطين ونحن على ثقة إننا سنحصل على الإعتراف الذي نحلم به.

القيادة لا تسعى إلى الحرب وإنما للسلام العادل في ظل الرفض الإسرائيلي المطلق للحقوق الوطنية، والقيادة على ثقة أن التوجّه للأمم المتحدة يعزّز السلام وليس الحرب كما تدّعي حكومة إسرائيل.

 

رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يقول أنه لا يمكن لإسرائيل الإنسحاب إلى حدود 67؟

حكومة نتنياهو حكومة فاشلة تماماً وعاجزة عن تحقيق أي تقدّم مع القيادة الفلسطينية، وخذلت الإسرائيليين والفلسطينيين بإحلال السلام، علماً أن حكومة أولمرت، قد إتفقت على 88% من ملفات المفاوضات وهذا بشهادة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كوندوليسا رايس، والتي أقرّت أن حدود 67 هي مرجعية المفاوضات، بما فيها القدس والأغوار وجزء من البحر الميت والضفة والقطاع، وهذا ما ترفضه اليوم حكومة نتنياهو.

نتنياهو يرفض الإعتراف بالإتفاقيات التي تم التوصّل إليها مع حكومة أولمرت، وهذا يعني أن هذه الحكومة غير معنية بالتفاوض وتحقيق السلام ولا تعي ما يحدث من تطوّرات في المنطقة.

 

تحدث في إسرائيل لأول مرة ثورة إجتماعية، ما رأيك؟

أعتقد أن إسرائيل مليئة بالأزمات الإقتصادية والإجتماعية وهي دولة تعاني في الواقع من عدم إستقرار، وهناك من إعتقد أنها ستكون بعيدة عن الربيع العربي، من أجل التغيير ومحاربة الفقر، وإسرائيل تعاني من العنصرية والفوارق الطبقية والتمييز بين مواطنيها، حتى أن الديمقراطية في إسرائيل لن تحمي الحكومة من إستحقاقات الطبقات الفقيرة والمظلومة سواء كانوا يهوداً أم عرباً.

 

هل تعتقد أن الثورة الإجتماعية في إسرائيل سيكون لها أبعاد سياسية؟

لا شك أن التغيير الإجتماعي سيؤدّي إلى تغيير سياسي، إذا أراد الإسرائيليون أن يعيشوا في المنطقة بأمن وسلام في حال وجود قيادة إسرائيلية تؤمن بالسلام، لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتل شعباً آخر.

الإحتلال الإسرائيلي يشكل عبئاً على الإقتصاد الإسرائيلي وهذا ينعكس على المجتمع الإسرائيلي وإذا لم تستجب إسرائيل لمستحقات السلام فإن العالم اليوم ينظر إلى إسرائيل بشكلٍ مقرف، خاصة وأن الفلسطينيين إستجابوا لكل الدعوات لإحلال السلام، لكن إسرائيل كانت ترفض ذلك وهي اليوم تدفع ثمن عنجهيتها دولياً وتعاني من العزلة.

وعلى المستوى الداخلي تعاني من أزمات إقتصادية وثورة شعبية، إسرائيل تتلذذ بتعذيب شعب كامل وتفرض الأبرتهايد على الشعب الفلسطيني.