أكد وزير الخارجية رياض المالكي ضرورة تقوية وتفعيل العلاقات الإفريقية مع الجانب الفلسطيني، لكي تكون علاقات تفاعلية، وثنائية على قاعدة المصالح المشتركة، مشيرا إلى "تحرك فلسطيني، لإعادة وضع فلسطين ضمن الخارطة الإفريقية".

جاء ذلك خلال مشاركته في عاصمة غينيا الاستوائية "مالابو"، في اجتماع وزراء الخارجية العرب والأفارقة التحضيري للقمة العربية الإفريقية الرابعة التي ستعقد اليوم الأربعاء، ممثلا عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس.

وأشار إلى المحاولات التي تسعى إسرائيل من خلالها عمل اختراقات في القارة الافريقية، باعتبارها الأكثر حساسية، حيث كانت تحاول من باب المصالح، تقديم عروض مغرية للدول الإفريقية، خاصة في مجال "الطب، والزراعة، والأسلحة، والتعاون العسكري، والأمني، بالإضافة إلى الاستثمار"، لكي تستفيد منها في إنجازات سياسية.

وعلى هامش القمة، التقى المالكي عددا من وزراء الخارجية، وممثلي الوفود المشاركة بالقمة، كلا على حدا، وهم : كينيا، وغينيا الاستوائية، ومالاوي، ومالي، ونيجيريا، وماليبيا، بالإضافة إلى أثيوبيا.

وأكد المالكي خلال اللقاءات أهمية انعقاد هذه القمة؛ لتطوير وتعميق العلاقات، والتعاون  العربي الإفريقي، مضيفا أن مشاركة فلسطين يأتي من أجل تطوير تلك العلاقات، وذلك بوجود كافة الدول الإفريقية على مستوى الوزراء، والقادة، موضحا أن اللقاءات التي عقدت بالأمس تضمنت الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية، والجهود المبذولة في المحافل الدولية، لوقف انتهاكات الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة، موضحا أن اسرائيل تواصل عملياتها التهويدية الممنهجة لمناطق واسعة من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وسرقة الأرض الفلسطينية، ونهبها بأشكال مختلفة والاستيطان فيها، وتواصل عمليات التهويد.

وأضاف في تصريح لـ"وفا" قبيل انعقاد القمة أن "التحرك الفلسطيني يأتي ضمن استراتيجية واضحة، كما أعلنها الرئيس محمود عباس، تقضي بإعادة وضع فلسطين ضمن الخارطة الإفريقية، من خلال التواصل مع أكبر عدد ممكن من الدول، حيث كنّا معنيين في المستوى السياسي بالاتصال مع وزراء خارجية القارة الإفريقية ".

وأوضح أن اللقاءات هدفها أيضا تجديد هذه العلاقة، والدفع بها للأمام، من خلال تقديم مقترحات، وتوقيع اتفاقيات، ومشاورات سياسية، أو الدخول عبر رجال الأعمال، وتشكيل مجالس لهم مشتركة، أو تنسيق في الإطار الأمني، مشيرا إلى "وجود ترحيب كبير من الوزراء في اعادة الالتفات الى العلاقة مع فلسطين بنكهتها الجديدة، وباهتمام كبير، ووجود رغبة لديهم في تفعيل تلك العلاقات والاستفادة ممن توفره فلسطين ليس فقط في المجال السياسي، وإنما في مجال التعاون".

وأضاف أن اللقاءات تطرّقت الى عمل الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، وما يمكن للوكالة أن تقدمه من خبرات فلسطينية تراكمية، حيث أنها نجحت في مجالات معينة، وتحديدا في المجال الطبي، والزراعي، والطاقة المتجددة والشمسية، بالإضافة الى تكنولوجيا المعلومات، والمجال الأمني.

وقال المالكي " ينتظرنا عمل كبير بعد الانتهاء من أعمال القمة، وذلك لاستكمال ما بدأنا به، ومن أجل الرد على الكثير من التوقعات من قبل هذه الدول، على مستوى وزارة الخارجية، أو الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، وبالتالي نحن سعداء فيما حققناه من إنجازات حتى اللحظة، ومتفائلون ايجابا في الفترة القادمة بمدى الاستعداد، والجاهزية لغالبية هذه الدول في التفاعل الإيجابي مع دولة فلسطين، فيما يتعلق في كل هذه القضايا".

وأشار إلى الاهتمام الكبير والمسؤولية التي تقع على الجانب الفلسطيني في متابعة هذا الموضوع، وفي اتخاذ خطوات وقائية، تحاول أن تحافظ على ما تم تحقيقه على مدار سنوات طويلة من إنجازات تتعلق بالمواقف الإفريقية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

وتابع: "سنحاول خلال الساعات المقبلة المطالبة بتحقيق الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على الإنجازات الفلسطينية- الإفريقية، وتوسيعها، والحفاظ عليها، وتوسيع امكانياتها، من خلال ما تم الاتفاق عليه مع عدد من الدول الإفريقية".

وحضر هذه اللقاءات: مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية والأفريقية وأستراليا مازن شامية، والمستشار اول مهند العكلوك من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية، ومدير عام الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي المستشار عماد الزهيري، ومدير مكتب الوزير المستشار اول محمد أبو جامع.

ــــــــــــ