من الواضح درجة الانتباه القصوى التي يوليها الرأي العام الفلسطيني للخطوات الكبيرة التي تتقدم بها القيادة الفلسطينية لنهاية هذا العام بعقد المؤتمر العام السابع لحركة فتح، والمجلس الوطني الفلسطيني، وذلك من اجل صنع حياة جديدة في نظامنا السياسي الفلسطيني ليكون مؤهلا بما يكفي لاستحقاقاتنا الكبرى بان يكون العام المقبل 2017 عاما لإنهاء الاحتلال، والخلاص النهائي من الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
بالنسبة لحركة فتح ومؤتمرها العام السابع، فإن ورشة العمل الكبرى منهمكة في العمل الذي يوشك ان يكتمل لجاهزية عقد المؤتمر وهذا كما هي العادة، خلق حراكا واسعا وعميقا على كافة المستويات، والنية معقودة ان يكون المؤتمر السابع بمثابة انطلاقة جديدة لحركة فتح بصفتها ام الحركة الوطنية بحق، وان يكون المؤتمر السابع فرصة ذهبية نادرة وجادة لتجديد حيوية هذه الحركة الام، والتخلص مما أصابها من وعثاء الطريق مثل الانقسام الأسود، والجدل الفلسطيني الفلسطيني الذي يصل في بعض الأحيان الى شطحات مؤسفة، ومع انطلاقة فتح المتجددة ان ترسو الحالة الفلسطينية عموما الى يقين ابيض بعيدا عن هذا الهلع والتشظي واللامعقول الذي ذهبت اليه حال المنطقة والفلسطينيون قبل كل ذلك.
ومما يزيد في درجة الثقة بالنفس انه رغم جوقات الضجيج المفتعل الذي هوى صدى طبيعي للأوضاع في المنطقة فإن فتح بصفتها العامود الفقري للشرعية الفلسطينية لها برنامج سياسي قوي جدا ومقنع جدا نذهب به الى ميدان الصراع مع الاحتلال.
على الصعيد العربي والدولي، وان جوقات الضجيج الزائف تحاول التشويش علينا ولكنها لا تحقق نجاحا يذكر وعذا امر طبيعي وتعودنا عليه في العقود الماضية، والبطن الرخو للحالة العربية يصدر لنا دائما هذه الحالات القلقة او المشبوهة، ولكننا مسلحون بوعي عميق وخبرة عالية وقوة نادرة على التحمل واهم ما نرد به هو الفعل الكبير واللهجة الهادئة الواثقة، وان ننتقل قبل نهاية هذا العام على الصعيد الداخلي الفتحاوي والوطني الى طور جديد من القوة والترابط والانسجام ويا جبل ما يهزك ريح.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها