بدون أدنى شك، لم يخطر على بال الأطفال الخمسة، الذين ألقوا الزجاجات الحارقة، على رجال الأجهزة الأمنية في مخيم جنين، أن نتيجة هذا العمل الإرهابي، ستؤدي إلى استشهاد الضابط إبراهيم القدومي، الذي أيضًا وبدون أدنى شك، والنار تشتعل في جسده، لم يفكر مطلقًا، حتى كردة فعل، بإطلاق الرصاص باتجاه هؤلاء الأطفال.

في هذا المشهد وهذه الواقعة، تتضح الحقيقة جلية تمامًا، حقيقة الشجاعة بوصفها أيقونة الأخلاق الوطنية هذه التي يتحلى بها فرسان الأجهزة الأمنية، وحقيقة الانحطاط الأخلاقي، والروح الإجرامية للخارجين عن القانون، والجبن الذي باتوا عليه وهم يستغلون الأطفال لتنفيذ عملياتهم الإرهابية.

لقد ورط الخارجون عن القانون، هؤلاء الأطفال بهذا العمل الإرهابي، فيما تمسك الضابط الشهيد بأخلاقياته الوطنية، والدينية، والإنسانية، وارتضى أن تأكل النار جسده، على أن يطلق رصاصة واحدة باتجاه طفل فلسطيني، وفي هذا الموقف الفروسي النبيل، سنعرف أن الأجهزة الأمنية بعقيدتها الوطنية، لن تقبل بسفك الدم الفلسطيني، بيد الفلسطيني، وهي حين لا تسعى لتصفية الخارجين عن القانون بالرصاص القاتل، إنما هي بذلك تعبر عن قوة وشجاعة، لا عن ضعف، أو خوف، كما تحاول الأصوات المأفونة قول ذلك.

القوة دائمًا تكمن في الموقف الأخلاقي، وهذا هو حال الوطنية الفلسطينية، لطالما كانت وما زالت وستبقى تعض على الجراح، حتى وبعض هذه الجراح تصيبها بالوجع العظيم، وبالتأكيد فإن الأجهزة الأمنية في مخيم جنين رغم هذا الوجع العظيم لن تتراجع عن أداء مهمتها الوطنية النبيلة، في تخليص مخيم جنين من دواعش طهران، وفرض قانون المقاومة الحقيقي، المقاومة التي تصون السلم الأهلي، وتعزز الصمود الوطني، وتمنع مغامرات الطفولة الثورجية، التي استجلبت الدمار والاحتلال لقطاع غزة، حين تشبثت إسرائيل الصهيونية الدينية بالسابع من أكتوبر، ذريعة كبرى، لتشن حرب الإبادة على القطاع وأهله.

المجد لشهداء الواجب الوطني، شهداء البطولة الأخلاقية، ولدواعش طهران مصير العبيد في سوق النخاسة ليبيعهم "خامنئي" عاجلاً أم آجلاً، كما باع  قبل هذا اليوم، دمشق، والضاحية الجنوبية في بيروت.