ينتاب سكان قطاع غزة مخاوف كثيرة مع حلول شهر رمضان المبارك، يتشارك جميعهم في أزمة انقطاع التيار الكهربائي، واستمرار أزمة المحروقات "البنزين والسولار"، التي تمثل بدائل في تشغيل مولدات الكهرباء في حال انقطاع التيار، ولشهر رمضان المبارك في قطاع غزة نكهة خاصة، وعادات فلسطينية أصيلة، ومصدر رزق لكثير من المواطنين الذين أرهقتهم ظروف الحياة، حيث يرتبط شهر رمضان بحكايات ألم ومعاناة لسكان قطاع غزة، تتمثل في تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء، في ظل استمرار أزمة الوقود.

فالطالب الجامعي أحمد شاهين، يعمل شهر رمضان في كل عام بالعمل في بيع المرطبات والبوظة بسوق النصيرات وسط قطاع غزة، أعرب عن تخوفه من فشل موسم البيع في هذا الشهر على غرار فشله في شهر رمضان الماضي. وأرجع البعض الى  نجاح مشاريعهم إلى انتظام الكهرباء، أو توفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية اللازمة لتشغيل ثلاجة البوظة، معربا عن تخوفه من استمرار أزمة الوقود في قطاع غزة، والتي من شأنها أن تحمله ديون لا قدرة له على سدادها. وأشار البعض إلى أن المبلغ الذي يحصلون عليه من هذه المشاريع يدخروه لدفع رسوم الجامعة للسنة الدراسية الجديدة، داعيين المولى عز وجل أن يوفقهم بهذا المشاريع، وأن ينعم عليهم بجمع رسوم الجامعة المطلوبة.

أما المساجد ولعل احتياج المساجد في شهر رمضان أكثر من احتياجات بيوت المواطنين لها، نظرا لتواجد آلاف المصليين بشكل كبير فيها بهدف العبادة والذكر والتقرب إلى الله في هذا الشهر الفضيل، كما أن صلاة التراويح يمثل تجمعا كبيرا للمصلين، الذين يحتاجون إلى الكهرباء بشكل كبير، لتشغيل جهاز الصوت وإضاءة المسجد، وللتلطيف من الأجواء الحارة التي تعيشها غزة في صيف هذا العام.

فمؤذن مسجد الفاروق بمخيم النصيرات رائد الواوي أعرب عن تخوفه من عدم قدرته على توفير السولار اللازم لتشغيل المولد الكهربائي الخاص بالمسجد، مشددا على صعوبة توفير السولار اللازم في ظل أزمة الوقود الخانقة التي يمر بها قطاع غزة. وأوضح "الواوي أنه يقف لساعات طويلة على محطات الوقود بهدف توفير بضع لترات من السولار التي من شأنها تشغيل المولد لعدة ساعات، مشددا على أن المصليين يتذمرون من عدم تشغيل المولد، نظرا للحرارة المرتفعة التي تنتج عن الازدحام الكبير بينهم في صلاة التراويح. وطالب "الواوي" وزارة الأوقاف العمل على توفير السولار اللازم لمساجد غزة، بهدف توفير أجواء مريحة للمصليين في هذا الشهر الفضيل، ومتمنيا أن تنتهي الأزمة بشكل سريع.

وكانت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في غزة أعلنت في وقت سابق عن جدول وصل وفصل التيار الكهربائي خلال شهر رمضان المبارك، ليصبح عند الساعة 7 صباحًا و3 عصرًا و11 ليلًا، مبينة أن هذا الجدول على مدار 24 ساعة طوال الشهر. وأكدت سلطة الطاقة أنها تسعى جاهدةً لتذليل كل الصعاب في أزمة الكهرباء، ومحاولة التخفيف من الأزمة بما هو متاح من إمكانيات.

وأهابت بجميع الجهات المسؤولة والمؤسسات العامة والخاصة، وجميع المواطنين والمستهلكين بضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء قدْر الإمكان، والتخفيف من الأحمال، خصوصًا في أوقات الذروة، حفاظًا على وضع الكهرباء مستقرًا في ظل الظروف الصعبة التي نواجهها من نقص الوقود وزيادة الأحمال في مثل هذا الوقت. ويعاني القطاع من أزمة إنسانية كبيرة بفعل انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة، على إثر نقص إمدادات الوقود الواردة، حيث لا يسد التيار الكهربائي الذي يصل نصف حاجة السكان.