أشاد رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي"بالعلاقات اللبنانية – الفلسطينية" وتمنى" أن يلتزم الإخوة الفلسطينيون بقرار السلطة الفلسطينية بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية وعدم السماح لأي كان بتحويل المخيمات الفلسطينية الموجودة في لبنان إلى منطلق لإفتعال أحداث أمنية تضر بالأمن اللبناني والعلاقات بين الجانبين".
بدوره أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس" أننا لا نريد أي عمل من شأنه أن يعبث بأمن لبنان، ولا نقبل لأحد أو من أحد أن يخرج عن هذا الإلتزام". وشدد على " أننا لسنا بحاجة إلى سلاح، فنحن محميون من الشعب اللبناني والجيش اللبناني والحكومة".
وكان الرئيس الفلسطيني وصل إلى السرايا عند الثانية عشرة من بعد الظهر حيث كان الرئيس ميقاتي في إستقباله في الباحة الخارجية وتوجها معاً إلى منصة الشرف ثم عزفت موسيقى قوى الأمن الداخلي النشيدين اللبناني والفلسطيني. بعد ذلك إستعرض الرئيسان عباس وميقاتي ثلة من سرية حرس رئاسة الحكومة، ثم صافح الرئيس الفلسطيني أعضاء الوفد اللبناني، كما صافح الرئيس ميقاتي أعضاء الوفد الفلسطيني المرافق.
بعد ذلك عقد الرئيس ميقاتي والرئيس الفلسطيني إجتماعاً ثنائياً أعقبه إجتماع موسع شارك فيه عن الجانب اللبناني : نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، وزير شؤون المهجرين علاء الدين ترو، وزير العمل سليم جريصاتي، أمين عام مجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، أمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني الدكتور خلدون الشريف والمستشارون زهير حمدان، جو عيسى الخوري ومصطفى أديب.
وحضر عن الجانب الفلسطيني :عضو اللجنة المركزية في حركة فتح ومسؤول ملف لبنان عزام الأحمد، نائب رئيس مجلس الوزراء زياد أبو عمرو، وزير العمل أحمد مجدلاني، الناطق الرسمي بإسم الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة والسفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور.
الرئيس ميقاتي
في خلال اللقاء أشاد الرئيس ميقاتي بالعلاقات اللبنانية – الفلسطينية وبالتعاون القائم بين الحكومة اللبنانية والسلطة الفلسطينية. وقال : "بقدر ما نحرص على توطيد هذه العلاقات على الصعد كافة وتسهيل إقامة الإخوة الفلسطينيين في لبنان إلى حين عودتهم إلى وطنهم، بقدر ما نتمنى أن يلتزم الإخوة الفلسطينيون بقرار السلطة الفلسطينية بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية وعدم السماح لأي كان بتحويل المخيمات الفلسطينية الموجودة في لبنان إلى منطلق لإفتعال أحداث أمنية تضر بالأمن اللبناني وبالعلاقات بين الجانبين".
وأشاد في هذا الإطار " بموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أكد أن مسالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها يعود القرار فيها إلى الحكومة اللبنانية وما تقرره". وقال "نأمل أن يصار في هذا الإطار إلى زيادة التنسيق بين الأجهزة الرسمية اللبنانية والمسؤولين عن إدارة المخيمات الفلسطينية".
وقال :"إن لبنان يعاني حالياً من ضغط ملف النازحين من سوريا بسبب الأحداث هناك ومن بينهم أعداد من الفلسطينيين نزحوا من المخيمات في سوريا، لذلك ندعوكم إلى ضبط هذا الواقع المستجد إلى حين عودتهم إلى سوريا بعد إنتهاء الأزمة وعدم السماح بإدخال المخيمات لصالح أي طرف في سوريا ضد الآخر، وكذلك عدم السماح بإدخال المخيمات في لبنان في الصراع الفلسطيني الداخلي".
أضاف: هناك تعاون قائم بين الحكومتين اللبنانية والفلسطينية على صعيد تبادل الخبرات الغدارية على مستوى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وقد وصلتنا رسالة من الجانب الفلسطيني تتمنى الإستمرار في هذا التعاون لإفادة الخبرات الفلسطينية من التجربة اللبنانية ونحن على إستعداد لذلك".
مؤتمر صحافي
في ختام المحادثات عقد الرئيس الفلسطيني مؤتمراً صحافياً في السرايا قال فيه: نحن منذ أمس بدأنا الزيارة إلى لبنان الشقيق، هذه الزيارة كانت ضرورية جداً لأسباب كثيرة أبرزها إستمرار تمتين العلاقة اللبنانية-الفلسطينية في ما يضمن مصلحة لبنان ومصلحة الشعب الفلسطيني، كذلك هناك قضايا أخرى تتعلق بالمسيرة السياسية التي نخوضها هذه الأيام والتي نأمل إلى أن نصل إلى إتفاق يجعلنا نعود إلى طاولة المفاوضات، هناك قضايا أخرى عربية وهي الوضع العربي الراهن الذي يعيشه العالم العربي، والذي كما ترون يعيش مخاضاً عسيراً صعباً ولكن أيضاً كما تعلمون أن الموقف الفلسطيني هو بعدة كلمات، نحن لا نتدخل بالشؤون الداخلية العربية ونحن نراقب ما يجري من أحداث تقع في هذه البلاد.
أضاف: النقطة الأخرى هي قضية المصالحة الفلسطينية التي مضى عليها زمن طويل دون أن تتحقق، وكانت هناك إتفاقات أبرزها وأهمها وآخرها هو إتفاق الدوحة الذي عُزز في إتفاق القاهرة والذي يقول بإنشاء حكومة فلسطينية من التكنوقراط وإجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية، هذه النقاط لم نوفق في الوصول إليها لكن في أي وقت يتم الإتفاق عليها وبمعنى أوضح توافق حركة حماس على الذهاب إلى الإنتخابات التشريعية والرئاسية، ستكون الأمور ممهدة إلى عملية المصالحة بشكل كامل. نحن لم نفقد الأمل، لا زال عندنا الأمل بأن نصل إلى المصالحة الفلسطينية، هذا ما لدي وهذا ما تحدثت به مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وأيضاً ما تحدثت به الآن مع الرئيس ميقاتي.
سئل: هل هناك إلتزام واضح منكم بعدم تدخل المخيمات في الشؤون اللبنانية؟
أجاب: دائماً عندنا هذا الإلتزام ولا نقبل لأحد أو من أحد أن يخرج عن هذا الإلتزام، نحن نعرف أن هناك أطرافاً قد تكون هنا أو هناك، لكن الرأي والموقف الذي أعبر عنه بإسم السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير هو الموقف الصارم، لأننا لا نريد أي عمل من شأنه أن يعبث بأمن لبنان.
سئل: هل سنشهد تغيراً بطريقة تعاطي الفلسطينيين داخل المخيمات ولا سيما لجهة ضبط السلاح؟
أجاب: لقد قلت أكثر من مرة بالنسبة للسلاح، وقلت هذا الكلام في العام 2005 ونحن اليوم في العام 2013، نحن بصراحة لسنا بحاجة إلى سلاح، نحن محميون من الشعب اللبناني والجيش اللبناني والحكومة، فعندما تقول الحكومة اللبنانية نحن نريد أن نسحب السلاح إلى خارج المخيمات فنحن علينا السمع والطاعة. إذا أرادوا أيضاً أن ينظموا السلاح في داخل المخيمات أو يجدوا أي طريقة تناسبهم فعلينا السمع والطاعة فنحن ضيوف في هذا البلد وبالتالي ما يُقرر يُنفذ.
وعن رأيه في الأوضاع في مصر قال: لقد قلت أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، نحن نراقب كل الأحداث، ونحن في النهاية بشر وعرب وجزء من هذه الأمة، فلا نستطيع أن نقول أنه ليست لنا علاقة وما يجري يجري، كلا، لكن موقفنا السياسي هو أن لا نعبر عن رأي سياسي مؤيد لهذه الجهة أو تلك، نحن نعتقد أن الشعب المصري أقدر بالتعبير وبالقرار، وأهل مصر أدرى بشعابها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها