استقبل وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني اليوم الثلاثاء، وفدا من حزب سيريزا اليوناني الحاكم، وأطلعه على الأوضاع في القدس.

ودعا الحسيني اليونان إلى ممارسة دور فعال في الاتحاد الأوروبي من أجل تحمل المسؤوليات والضغط على اسرائيل التي تعتبر نفسها فوق القانون، وسط تأييد أميركي، وغض طرف أوروبي، وصمت عربي، وانشغال عالمي بأزمات في معظمها مفتعلة لتشويه الصورة وصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية، ما يمنح إسرائيل الضوء الأخضر للإمعان في سياساتها التوسعية العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تدفع بالمنطقة إلى الهاوية عبر انتهاكاتها السافرة لحرمات المقدسات الاسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الاقصى المبارك واستخدام أساليب التزوير والتزييف لقلب الحقائق التاريخية والدينية، والانتهاكات اللامحدودة للعبادات ومنع المؤمنيين والحجيج الإسلامي والمسيحي من الوصول الى أماكن عباداتهم في القدس، منددا باستمرار منع الفلسطينين من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة خلال شهر رمضان المبارك، كجزء من سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها بحق الشعب الفلسطيني.

واستعرض الحسيني المخاطر التي تحيط بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتحديدا المسجد الأقصى المبارك، وهو ما يعمل على إثارة حرب دينية في المنطقة ستطال نيرانيها الجميع.

وبين أن المخططات الاستيطانية وأهدافها المبيته في منطقة القدس، والممارسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة، ما هي إلا تطهير عرقي وخلق لنظام فصل عنصري، موضحا أن السياسات الاستيطانية الإسرائيلية خاصة في مدينة القدس وعربدة المستوطنين المخالفة لأبسط القوانين والأعراف الإنسانية والحقوقية، تهدف الى خلق واقع جديد للعاصمة الفلسطينية المحتلة، وتحويلها إلى مدينة يهودية خالصة عن طريق التطهير العرقي للفلسطينيين مسلمين ومسيحيين من وطنهم ودولتهم.

 ونوه إلى أن نسبة المسيحيين في القدس قبل عام 1967 كانت 40% فيما أصبحت الآن لا تتجاوز 1%، وبالنتيجة فإن معاناة الشعب الفلسطيني ستستمر جراء سياسات الطرد الإسرائيلية والتي تمس حقوقهم الأساسية في الحرية والأمن الشخصي والممتلكات والمساواة أمام القانون والكرامة وغيرها.

وأشار الحسيني إلى فقدان الأمل لدى الفلسطينين وانسداد الأفق السياسي ما دفعهم إلى التعبير عن غضبهم بهبة شعبية سلمية بعيدة عن مظاهر العنف، إلا أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة قابلت ذلك بإفراط في استخدام العنف وانتهاج سياسة ترهيبية طالت الحجر والبشر والشجر، من أجل تكريس احتلالها للأراضي الفلسطينية، في استغلال واضح للمشهد العربي والعالمي.

كما أشار إلى بصيص النور الذي أخد يطل على الشعب الفلسطيني من خلال بدء التفات العالم الى حقيقة ما يجري وتعاظم التعاطف الدولي مع الحقوق الوطنية الفلسطينية، خاصة في أوروبا وأميركا اللاتينية، ما يؤكد على ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط المختلفة على الحكومة الإسرائيلية على أرض الواقع من أجل كبح جماحها وإعادتها الى السكة الصحيحة.

بدوره، عبر سكرتير عام حزب سيريزا اليوناني الحاكم باناجيتس ريجاس، عن دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني وتأييد كافة المبادرات الهادفة إلى حل القضية الفلسطينية، بما يضمن تحقيق هذه الحقوق المشروعة وفي مقدمتها الحق بإقامة دولة مستقلة في حدود العام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، مشيرا إلى أن اعتراف البرلمان اليوناني الأخير بدولة فلسطين خطوة سيتبعها مزيد من الخطوات نحو تنمية العلاقات مع الشعب الفلسطيني.