قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "إننا نطالب دول الاتحاد الأوروبي، بالانتصار لعذابات شعبنا، ودعم مسعى قيادتنا الوطنية في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، والاعتراف رسميا بدولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس. كما ندعوها لمنع دخول بضائع المستوطنات غير الشرعية إلى أسواقها".

وأضاف "إن العالم كله مطالب اليوم، بتحرك جاد وفاعل ينهي الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة ومتصلة من الظلم والقهر والعدوان".

 جاء ذلك خلال كلمته في الاحتفال باليوم الأوروبي، اليوم الاثنين برام الله، بحضور ممثل الاتحاد الأوروبي رالف تراف، وممثلي الدول الأوروبية، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، وعدد من الوزراء والمسؤولين والشخصيات الرسمية والاعتبارية.

 وأضاف رئيس الوزراء: "أشارككم ببالغ السعادة والاعتزاز احتفالاتكم بيوم أوروبا، هذا اليوم الذي وحّد دول أوروبا وأسس لمزيد من الاستقرار والرخاء والسلام لشعوبها. نيابة عن سيادة الرئيس محمود عباس، وعن شعب فلسطين، وباسمي شخصيا، نرسل من خلالكم، أطيب التهاني لشعوب ودول الاتحاد الأوروبي".

 وتابع الحمد الله: "نقف معكم اليوم لنستذكر الدور الحيوي والرائد الذي لعبه الاتحاد الأوروبي في دعم نضالات شعبنا وتطوير مؤسسات دولتنا والارتقاء بقطاعاتها وبنتيها التحتية. فقد قدم ولا يزال، دعمه السياسي والاقتصادي المتواصل لفلسطين، وينفذ شبكة كبيرة ومتنامية من المشاريع التنموية والتطويرية لتمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة على أرضه كباقي شعوب الأرض، وتحسين مفردات حياته ورفد قطاعه الخاص. وقد قدّم  لشعب فلسطين، خلال السنوات الثلاث الأخيرة أكثر من 300 مليون يورو سنويا".

واستطرد الحمد الله: "إن شعبنا وهو يواصل صموده للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، فإنه في الوقت ذاته، يُراكم الخطى لبناء دولته العصرية، دولة المؤسسات وحكم القانون وحقوق الإنسان. لهذا ارتكز عملنا الحكومي، بالشراكة البناءة والمسؤولة مع الاتحاد الأوروبي ومع مختلف مؤسسات مجتمعنا المدني والقطاع الخاص على التخطيط الاستراتيجي لكافة القطاعات، وتعزيز الاعتماد على القدرات والموارد الوطنية، فأدخلنا نجاحات نوعية وراسخة إلى كل قطاع ومؤسسة، وانتزعنا إقرارا دوليا بقدرة وجاهزية مؤسساتنا بما يفوق أداء مؤسسات دول قائمة، وتوالت اعترافات العالم بحق شعبنا في إقامة دولته والخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي".

وأردف رئيس الوزراء: "لقد وصلنا إلى هذه النقطة بفضل مساعدة ودعم الدول الشقيقة والصديقة التي رفدتنا بالخبرات والأموال، والدعم الفني والتقني، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، أكبر ممول جماعي لدولة فلسطين، حيث لم تقتصر أوجه دعمه على المساعدات ودعم الخزينة وبناء وتمكين مؤسساتنا، بل امتدت أيضا لتشمل دعم الأونروا، حيث يعتبر أكبر داعم متعدد الأطراف للمساعدات الدولية للاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، كما ومكننا الدعم الأوروبي الموجه للمناطق المسماة (ج)، من تعزيز صمود شعبنا فيها وتثبيتهم في أرضهم، وترسيخ مكانتها في الوعي الدولي على أنها جزء لا يتجزأ من أرضنا ودولتنا، وليست أرضا متنازع عليها كما تسوق الرواية الإسرائيلية".

واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "أهنئ شعوب ودول الاتحاد الأوروبي، وأتمنى لهم المزيد من الاستقرار والأمن والتقدم. ونتطلع إلى مراكمة العمل والشراكة معكم، لنجدة أبناء شعبنا في كل مكان وتحقيق تطلعاتهم المشروعة في العيش بحرية وكرامة على أرضهم وبناء مستقبلهم في كنفها".

من جانبه، قال ممثل الاتحاد الأوروبي رالف طراف " نحتفل اليوم فلسطينيون وأوروبيون بمرور ستين عامًا على إعلان وزير الخارجية الفرنسي روبرت شومان، الذي كان حجر الأساس في بناء الاتحاد الأوروبي".

وأضاف أنه وبعد سنوات من الحروب والدمار ولدت فكرة الوحدة، وخلال أعوام بدأ الاتحاد الأوروبي بالتوسع ليشمل 28 دولة.

وقال إن على الاحتلال الاسرائيلي أن ينتهي من كافة الأراضي الفلسطينية، فلا فرق بين القدس الشرقية، والمناطق"ج" وغزة، فكلها أرض محتلة، مشيرًا الى أن الشعب الفلسطيني انتظر طويلًا وحان الوقت لإنهاء الظلم.