تعهد تنظيم الدولة الاسلامية المسمى "داعش" بمحاربة المرتدين قبل محاربة اسرائيل, والمرتدون في نظره هم حركة حماس والسلطة الوطنية مع ان بعض ممارسات حماس لا تختلف عن داعش لأنها تنشد الخلافة وتسمي نفسها حركة اسلامية فيما ان السلطة الوطنية لم تؤسس كحزب اسلامي مثلا حتى تؤاخذ على ذلك وتوصف بالردة.
وفي الوقت نفسه اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية تطالب باستتابة عائلة سعودية تدرس في بريطانيا لأن الزوجة هيفاء الشمراني المبتعثة لدراسة الطب رفض زوجها التبرع لشراء كنيسة لتحويلها الى مسجد وانه مستعد لدعم الطلبة اكاديميا فاشتكوه الى السفارة التي قطعت عن هيفاء التمويل لأنها عندما طولبت بالتبرع قالت انها مسلمة سابقة, ولهذا اعتبرت هيفاء مرتدة ولن تشفع لها هيفاء وهبي لدى اصدقائها من اصحاب المال والجاه. فالأمر بات غريبا حيث يسهل وصف الناس بالردة وطلب الاستتابة من اي انسان على ذنب لم يقترفه كما حدث في مهرجانات الاستتابة في غزة وقبلها مهرجانات النصرة وداعش لطلب التوبة من السوريين او العراقيين على ذنوب لم يقترفوها.. وربما سيطلب من الشعب الفلسطيني ان يعلن توبته لانه ما زال على رباط منذ قرن يواجه الاستعمار والاحتلال وحيدا, ففكرة داعش هي نفسها فكرة حماس وغيرها من الجماعات التي ترى ان المقاومة بدأت بها وما كان قبلها منذ بداية المشروع الصهيوني الى تفجير الثورة في العام 1965 كان مجرد لعب عيال, ولهذا نرى ان داعش يطبق المفهوم نفسه اي ان المقاومة ستبدأ ضد الاخ قبل العدو وهو منطق حزبي كسول لا يحرر ولا يقاوم بل يثير الفتنة ويحاول تفادي غضب الاحتلال ومهادنته فقط, لأن امراء داعش والنصرة على مرمى حجر من حدود الجولان وثمة خطوط تنسيق مع الاحتلال تتضمن الدعم غير المعلن والعلاج للجرحى. فهل سألت حماس نفسها لماذا تتعرض لما اتهمت به غيرها من قبل وهل كانت على صواب ام على خطأ؟ لأن حماس في بداياتها هادنت الاحتلال واعتبرت ان عدوها هو فصائل منظمة التحرير وها هو داعش يعتبر الجميع بمن فيهم حماس من المرتدين والاعداء. الم يحن الوقت لترتيب المصالحة وتحصين البيت الفلسطيني ضد الاحتلال وغيره !
لم يعد سرا أن اسرائيل طالبت روسيا باخراج جبهة النصرة من قائمة الجماعات الارهابية في سوريا, لأن اسرائيل نجحت في استقطاب قوى سورية معارضة, اما داعش فهو تنظيم لا مركزي اي يمكن لأي فئة الانتماء اليه والعمل باسمه دون اذن من البغدادي طالما اعلن الولاء ولو لفظيا للبغدادي. فالساحة الفلسطينية ما زالت غير محصنة ويمكن لأي جهة ان تلعب فيها وتثير الفتنة ولا مخرج الا بانهاء الانقسام قبحه الله. فالارتداد عن الاسلام ازداد تحت جنح الفتن وممارسات الجماعات الارهابية التي تمارس ابشع الجرائم باسم الاسلام.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها