أُعلن في بيت لحم عن استكمال الاستعدادات والترتيبات لازاحة الستار، عن أكبر لوحة زيتية في العالم، استوحاها الفنان جمال بدوان، من معاناة الشعب الفلسطيني، وحملت اسم "التسامح الديني والسلام" وسط بيت لحم. وقال بدوان لـ دوت كوم: هذا العمل الفني يهدف توجيه رسالة للعالم، بضرورة انهاء الاحتلال وتحقيق السلام والمحبة والاستقرار في الاراضي الفلسطينية.

ودخلت اللوحة عام 2011، كتاب غينيس للارقام القياسية كأكبر لوحة فنية زيتية في العالم، حيث تصل مساحتها الإجمالية حوالي 310 أمتار مربعة، (بارتفاع 15 مترا وعرض 20 مترا)، ويبلغ وزنها نحو اربعة اطنان، وانفق الفنان بدوان اربعة اعوام لانجازها.

ويشير بدوان (54 عاما) الى انه أراد ان يعرض لوحته، وسط مدينة السلام بيت لحم، ليخاطب من خلالها الناس العاديين في العالم، ويعرفهم بالفلسطيني الذي يحلم بوقف اعمال الحرب والتهجير والهدم التي تجري في الاراضي الفلسطينية، ولانقاذ ما تتعرض له العديد من مظاهر الحضارة والثقافة الانسانية في فلسطين من تدمير وتبديد على يد الاحتلال، "ومن أجل ان نعيش بسلام ومحبة لأن شعبي الفلسطيني، مسالم ويحب الحياة كما باقي شعوب العالم".

رافعة تشارك في عملية تركيب اللوحة الاضخم وسط مدينة المهد

ويوضح بدوان ان لوحة "التسامح الديني والسلام"، تلخص جوانب من معاناة الشعب الفلسطيني الذي مازال يقبع تحت الاحتلال الاسرائيلي، وان الهدف من رسم اكبر لوحة فنية في العالم، لفت انتباه أكبر عدد ممكن من شعوب العالم، وجذب الملايين من الجماهير وخلق نوع من التعاطف والتساؤل عما يجري في فلسطين.

وامضى الفنان بدوان ما يقارب 4 سنوات لانجاز اللوحة الزيتية الاكبر في العالم، وتم ادراجها في حزيران من عام 2011، على لائحة كتاب عنينس للاراقام القياسية، باعتبارها اكبر لوحة في العالم، وكان أول عرض لها في أوكرانيا، حيث حظيت باعجاب الملايين من الفنانين ومحبي الفن التشكيلي.

ويقدر حجم اللوحة الاجمالي 310 متر مربع بارتفاع بـ 15 مترا وعرض 200 مترا بوزن وصل إلى 4 أطنان، وشارك قرابة 2000 طفل من مختلف انحاء العالم في رسم رسومات خاصة بهم دعما لمشروع اللوحة.

ويقول بدوان: "صحيح أنني حققت شهرة عالمية من خلال هذا العمل الفني المميز، لكن مصلحتي الشخصية تلتقي مع المصلحة الوطنية، لأن اللوحة تتحدث عن الحضارة والثقافة الفلسطينية، وعن حجم المعاناة التي نعانيها من استمرار الاحتلال للأرض والانسان".

لوحة "التسامح الديني والسلام" تعرض في بيت لحم

وتتوسط حمامة بيضاء اللوحة، التي تعرض وسط بيت لحم، مهد السيد المسيح، وتزخر (اللوحة) بالكثير من الرموز الدينية والانسانية، التي تلخص حضارة وثقافة الانسان، بكل تنوعها وغناها في فلسطين والعالم، حيث يتساوى ويتوحد المسيحي والمسلم، الابيض والاسود في توقهم وسعيهم لتحقيق السلام، وتعزيز اواصر المحبة وهو ما جذب انظار الملايين من الشعوب ومحبي الفن التشكيلي، ناهيك عن الدعوات المتتالية للفنان بدوان لعرض اللوحة الفنية في عدة بلدان ومدن عالمية، غير ان الفنان بدوان آثر الانطلاقة في ثاني عرض للوحة بعد أكرانيا، من بلده الاصلي فلسطين، ووقع الاختيار على بيت لحم، خاصة وان الاحتلال الاسرائيلي عرقل عرضها في مدينة القدس.

ويقول بدوان: "كنت افضل وأتمنى عرض اللوحة في مدينة القدس، لأن اللوحة تتضمن كنيسة القيامة، وجامع عمر بن الخطاب في القدس، لكن واجهتنا عدة عراقيل من الاحتلال الاسرائيلي، لذا تم اختيار بيت لحم، لوجود نفس المواصفات، فالمدينة تجمع في نفس الساحة، كنيسة المهد وجامع عمر بن الخطاب".

واشار الى بعض عراقيل الاحتلال التي واجهها وقال: "حين وصلت إلى الجسر لدخول فلسطين فوجئت بأن سلطات الاحتلال تطالبني برسوم جمركية على اللوحة التي تقدر بملايين الدولارات، وتمنع علي ادخالها إلا بعد دفع رسوم جمركية، وتم حجزي لعدة ساعات، وحجز اللوحة لمدة 48 ساعة".

واضاف: "بعد تدخلات واتصالات تم الافراج عن اللوحة، لكن بشرط ان اقوم بدفع مبلغ مالي، كرهن، وان يتم استرجاعه حين يتم اخراج اللوحة من الاراضي الفلسطينية". ورفض بدوان الكشف عن قيمة المبلغ المالي الذي تم دفعه كرهن مقابل ذلك.

ويرى بدوان انه يمكن للفن والرسم ان يصلحا ما افسدته السياسة والسياسيين، لا سيما وأن "الفن يخاطب القاعدة، والسياسة تخاطب النخبة، وفي الدول الغربية فان القاعدة هي التي تحكم النخبة، ومن هنا يمكن ان نخاطب بالفن، ونؤثر على بعض الشعوب، من اجل خلق رأي عام غربي مؤيد وداعم للحق الفلسطيني العادل