نظّم القطاع النسوي الفلسطيني، بالتعاون مع خلية الأزمة وعملاً ببرنامجها، اعتصاماً امام مكتب رئاسـة الأونروا في بيروت يوم الجمعة 8\4\2016 احتجاجاً واستنكاراً للسياسات الظالمة للأونروا وتقليص خدماتها للاجئين الفلسطينيين، وشارك فيه ممثلو القيادة السياسـة وخلية الأزمة، وقطاعات نسوية على مستوى الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والأطر النسوية الفصائلية والحزبية، الوطنية والاسلامية، وممثلات عن الفلسطينيات المهجرات من سوريا، وجمع غفير من الفلسطينيات من اهالي مخيمات بيروت وصيدا.

وافتتحت الاعتصام السيدة "فاديـة عبدالمجيـد" فأكـّدت وقوف الفلسطينيات ومشاركتهن لباقي شرائح المجتمع الفلسطيني في الـذود عن الحقوق الفلسطينية، وأيضاً عن الحقوق المطلبية والحاجات الانسانية لأهـل المخيمات من الاونروا، باعتبارها الجهة المخولـة دولياً بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ودعت لتسريع تشكيل لجان التفاوض مع الاونروا، وقدمت المتكلمين.

كلمة القطاع النسوي الفلسطيني ألقتها عضو المجلس الاداري للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، عضو الهيئة الادراية لفرع الاتحاد في لبنان، عضو إقليم لبنان لحركة "فتـح" مسؤولة مكتب المرأة الحركي في لبنان "زهـرة ربيع"، فدعت الأونروا للاستجابة لمطالب وقضايا وحاجات اللاجئين الفلسطينيين الانسانية، وبشكل خاص في مخيمات لبنان وايضا في مخيم نهر البارد، وحاجات الفلسطينيين المهجرين من مخيمات سوريا،  وخاطبت السيد ماثياس بالقول:

"السيد المدير العام لوكالة الاونروا في لبنان السيد “ماثياس شمالي

تحية وبعد

إننا في القطاع النسائي الفلسطيني حضرنا اليوم إلى هنا أمام المقر الرئيس لوكالة الاونروا في العاصمة اللبنانية بيروت، للاعتصام والاحتجاج ولنؤكد لكم ما يلي :

أولاً، اننا نرفض كل قراراتكم واجراءاتكم الجائرة التي استهدفت حقنا في الخدمات والمساعدات الانسانية التي تقدمها وكالة الاونروا، خاصة تلك المتعلقة بخطة الطوارئ لاهلنا أبناء مخيم نهر البارد المنكوب، ومبلغ الايواء لاهلنا اللاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيمات سوريا إلى لبنان، وبالتربية والتعليم، وآخرها خطة الاستشفاء الظالمة التي اجبرتُم من خلالها المرضى من اللاجئين الفلسطينيين على دفع قسط من قيمة العلاج في المستشفيات التي تتعاقد معها الاونروا، بنسبة تتراوح ما بين 5% و45% واكثر، والتي تصل في معظم الحالات إلى آلاف الدولارات، في حين يعيش معظم اللاجئين الفلسطينيين تحت خط الفقر، وفق ما اظهرته الدراسة والمسح الذي اجرته وكالة الاونروا بالتعاون مع الجامعة الامريكية في بيروت، أواسط العام 2010، وبناء على ذلك فإننا نطالبكم بالتراجع عنها والعمل على تحسينها بما يضمن لنا ولأبنائنا حياة كريمة وفق المعايير الانسانية الدولية، إلى أن يتم تطبيق القرار الدولي 194 الذي يدعم حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وارضهم التي هُجِّروا منها.

ثانياً، نرفض رفضاً قاطعاً كل ما تقدّمتَ به من افتراءات وتزوير للحقائق على فضائية القدس، ومحاولتك الفاشلة لزرع الفتنة في المجتمع الفلسطيني بين الفصائل الوطنية والاسلامية وبين أهلهم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ونستنكر مساعيك لتحريض وتضليل الرأي العام اللبناني الداعم لتحركاتنا الاحتجاجية، ونؤكد لك بأننا ملتزمون بشكل كامل بتوجهات القيادة السياسية الفلسطينية وسياستها التي تعبر عنها خلية الأزمة، واننا على ثقة مطلقة بانها الاخلص والاصدق والاحرص على مصالح شعبنا. ثالثاً، إننا في القطاع النسائي الفلسطيني في لبنان، نحذرك من مواصلة الاستهتار بصحتنا وبحياتنا وبمعيشتنا، وتجاهلك لمطالبنا المشروعة ولحالة الغليان التي تعيشها مخيماتنا، ونقول لك بأنك حتماً ستكون الخاسر الوحيد أمام إرادتنا وعزيمتنا، لذا فإننا ننصحك بأخذ العبرة من انتفاضة اهلنا في الاراضي الفلسطينية المحتلة ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم، وكيف يدافع شعبنا بالحجر عن كرامته ومقدساته وحقوقه المشروعة. واخيراً فإننا نقول ما تقوله لك قيادتنا السياسية وخلية الأزمة المنبثقة عنها، بأن معركتنا معكم تجاوزت قضية الاستشفاء، وانك اليوم مطالَبٌ بإعادة كل ما تمّ تقليصه من الخدمات والاحتياجات للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي مقدّمها: خطة الطوارئ لاهلنا أبناء مخيم نهر البارد المنكوب، ومبلغ الايواء لاخوتنا اللاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيمات سوريا، والاحتياجات الضرورية للتربية والتعليم، وكذلك خطة الاستشفاء وقضية المجنّسين وحقوقهم التي سلبتَها منهم، وستبقى المواجهة بقيادة خلية الازمة والفصائل الوطنية والاسلامية مستمرة حتى يتحقق كل ذلك".

وختمت بالقول: "إننا في الوقت الذي نعتصم فيه هنا لنعبّر عن رفضنا لسياستكم في تقليص الخدمات وحجب المساعدات عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي استهدفت مجمل المجالات الحياتية، فإننا في القطاع النسائي الفلسطيني، نؤكد بأن تمسكنا بوكالة الاونروا يوازي تمسكنا بحق العودة، ليس لأنها المعنية والمسؤولة بشكل مباشر عن تأمين كافة الاحتياجات والمتطلبات الحياتية والانسانية للاجئين الفلسطينيين إلى أن تتحقق عودتهم الى أرضهم بالاستناد إلى قرار نشأتها من الامم المتحدة فحسب، بل لأنها أيضاً تعتبرُ الشاهد الدولي الحي على الجريمة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني في العام 1948، والتي تمثلت بطرده عن أرضه وتشتيته في دول اللجوء والمنافي والاغتراب والهجرة بقوة الارهاب والاحتلال والاستيطان".

كلمة المنظمات النسوية الشعبية ألقتها عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية "خالـدات حسيـن، فطالبت بانصاف الفلسطينيين والاعتراف بحقوقهم، موضحةً أن "توفير المعونة من حاجات كـ(التعليم، الاستشفاء، المسكن والحماية … الـخ) للاجئيين الفلسطينيين بما فيهم النازحين من سـوريا وأهالي مخيم نهر البارد أيضاً هي حقوق إنسانية أساسية"، لأنها وفق حديث الحسين  "تُخاطب الاحتياجات الأساسية للانسان.. وهي حقوق يتضمّنها الإعلان العالمي لحقوق الأنسان، وكفلتها المواثيق والشرائع الدولية، وعلى الأمم المتحدة التي ترعى حماية وتطبيق المواثيق والمعاهدات والقرارات الصادرة عنها أن تحترم قرارها المتعلق بإنشاء الاونروا وتفويضها بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الى أن يتم تنفيذ القرار الأممي 194 القاضي بعودتهم الى ديارهم"، ودعت من جهة أخرى الأمم المتحدة الى تأمين موازنة ثابتة للاونروا وزيادتها بما ينسجم مع تنامي الاحتياجات الناجمة عن النمو الطبيعي لعديد اللاجئين الفلسطيني.

وفي نهاية الاعتصام حضر ممثل المدير العام للأنروا في لبنان السيد "ماثياس شمالي"، وباسم المشاركات تحدّثت عضو الهيئة الإدارية لفرع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان "دنيا خضر"، فدعتـه للعودة لمرجعياته للعدول عـن القرارات الجائرة التي مسّت حقوق وحاجات اللاجئين  الإنسانية في المخيمات، وأكدت أن القطاع النسوي الفلسطيني واليوم بشكل خاص يعمل بتوجيه وتنسيق مع القيادة السياسـية وخلية الأزمة الفلسطينية، ومطلوب من الاونروا وفق حديثها "أن تتعاطى مع مطالب اللاجئين كـرزمـة واحـدة"، وقام وفد نسوي من القوى المشاركة وبقوامه كل من عضوتَي الهيئة الادارية للفرع "ثريا راجح ودنيا خضر" بتسليمه "مذكـرة مطلبية مقدمة للمدير العام للانروا في لبنان السيد "ماثياس شمالي".