عقدت رابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان مؤتمرها العلمي الثالث في قصر الأونيسكو، الخميس 7/4/2016.  حضر المؤتمر إلى جانب سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، أمين عام اتحاد أطباء الأسنان العرب ممثلاً بمساعد الأمين العام لشؤون آسيا الدكتور رائد الجعبي نقيب إتحاد أطباء الأسنان في فلسطين، راعي المؤتمر البروفسور كارلوس خيرالله نقيب أطباء الأسنان في لبنان، وسعادة سفراء وقناصل الدول المشاركة، والأمانة العامة والمجلس الأعلى لإتحاد أطباء الأسنان العرب، وعمداء كليات طب الأسنان العربية والأوروبية، وعمداء ونقباء كليات طب الأسنان في الوطن العربي السابقين، ونقيب اختصاص علوم مختبرات الأسنان في لبنان الأستاذ آلان صقر ممثلاً بالمستشار رودني عبدالله، ورئيس الجامعة الأنطونية الأب جرمانوس جرمانوس، ورؤوساء قطاعات وروابط أطباء الأسنان في لبنان: جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ممثلاً بالمدير العام الدكتور صلاح الأحمد، والضمان الصحي الفلسطيني في لبنان ممثلاً بالمدير العام للضمان في لبنان غسان عبد الغني، ورئيس صندوق الضمان الدكتور محمد داوود، والقطاع الصحي لوكالة الأونروا ممثلاً بمديره الدكتور ناجح الصادق، والاتحادات والمؤسسات والجمعيات الشعبية والأهلية اللبنانية والفلسطينية. ومشاركة مميزة لوفد أطباء الأسنان من الضفة الغربية وقطاع غزة، الذين أبوا إلا أن يشاركوا زملاءَهم أطباء الأسنان اللبنانيين والفلسطينيين، رغم معاناتهم وصعوبة الوصول إلى لبنان الشقيق.

بدأ المؤتمر بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطينيي، تلاهما عرض فيلم قصير عن الطفولة تحت الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين. ثم فقرة فنية غنائية لفرقة "بليستا" قدمت خلالها الفنانة لارا زمزم والفنان أيمن أمين أغنيتان وطنيتان.

بعدها ألقى السفير أشرف دبور كلمة جاء فيها: "على أرض السلام رأينا الأطفال الفلسطينيين وكيف يتم التعامل معهم عدا عن حالات القتل المتعمد وفي نفس الوقت يخرج علينا وزير التعليم الاسرائيلي وزعيم حزب البيت اليهودي "نفتالي بينت" خلال جولة قام بها في مستوطنات شمال الضفة الغربية أن الطلاب والتلاميذ في إسرائيل لن يدرسوا أو يتعلموا أي شيء يتعلق بالخط الأخضر أو بالفصل بين الضفة الغربية ودولة إسرائيل الصغيرة، وقال بينت أنه لا يعترف بشيء اسمه الخط الأخضر".

يقول"بينت" لا وجود لخط اخضر، يوجد فقط اسرائيل واحدة وكل ولد في مستوطنة كرني شمرون أو نتيفوت أو عوفرة بالنسبة لي سواء وأنا وزير التعليم للجميع وسندرس أطفالنا أرض إسرائيل كاملة دون فصل لأنني لا أنوي أن ابدأ بأعمال الفصل رغم كافة المحاولات الصهيونية الدؤوبة في كافة المجالات لتجهيل أبناء الشعب الفلسطيني ومنعه من النمو الطبيعي في العلم،  لن ينطفئ الأمل في نفوسنا وإصرار على تثبيت الشخصية الوطنية الفلسطينية برغم كل محاولات الشطب لقضيتنا ودقة وحساسية ما تمر به منطقتنا العربية،  ومثال ما حدث مع مركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت وكيف أن إسرائيل سرقت كافة محتوياته، بأذن الله سيتم افتتاحه من جديد في بيروت".

وأضاف دبور: "ينعقد مؤتمركم هذا ليفتح نافذة التواصل لصناعة الأمل المتجدد بالعلم والمعرفة بحضور النخب العلمية من كافة الأقطار العربية لشعورها بالمسؤولية القومية تجاه القضية المركزية للأمة".

 وها هو المؤتمر الدولي الثالث لرابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين يجمع الفلسطينيين بكافة أطيافهم السياسية تتجلى فيه الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

ينعقد مؤتمركم هذا في لبنان الذي يحتضن الالاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون حياة صعبة ومأساوية في أحزمة من البؤس والفقر والحرمان من الحقوق الانسانية. وللأسف تخرج علينا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا المظلة الدولية الشاهدة على اللجوء وحق العودة ببرامجٍ واجراءات تمس حياتهم وتزيد من معاناتهم، ومن على هذا المنبر وبحضوركم وما تمثلون نطالب وكالة الأونروا أن تبقى ملتزمة بتحمل مسؤولياتها بالاستمرار بالعمل وفق الغاية التي أنشئت من أجلها.

وختم قائلاً: "إنَّ الأحداث المؤسفة التي حصلت في مخيم عين الحلوة في الأونة الأخيرة المدانة والمستنكرة من كافة القيادات الفلسطينية واللبنانية والتي تزيد من معاناة شعبنا، نحن ندين هذه الأفعال ونعد شعبنا والجوار بأننا سنكون على مستوى معاناتهم وآلامهم ولن نخذلهم وسنبقى كما عهدكم بنا ولن تمر المؤامرات وليتحملنا أخوتنا اللبنانيين وليبقوا على عهدنا بهم ولنتحمل معاً لأن التآمر علينا جميعاً".

كلمة اللجنة العلمية في رابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان ألقاها د. سامر حسون جاء فيها: "نجتمع بكم اليوم في هذا الصرح الثقافي العظيم وبرعاية كريمة من نقيب أطباء الأسنان في لبنان البروفيسور كارلوس خير الله لنحتفل بافتتاح المؤتمر الدولي الثالث لرابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان، هذا الحدث العلمي الذي يثبت نجاحه سنة تلو الأخرى بفضل الله تعالى، ثم بفضل القائمين على أعداده وتطويره ولا يكتمل هذا النجاح إلا بحضوركم وتشريفكم له".

ولقد تشرفت شخصياً برئاسة اللجنة العلمية لهذا المؤتمر التي عملت على إعداد برنامج علمي متنوع يزخر بالمحاضرين المتميزين وبالمواضيع التي تهم وتفيد المشاركين من الأخوة الأطباء لأننا أردناه باختصار، برنامجاً علمياً يليق بمؤتمر فلسطين .

ولأن إتقان العمل هو ركيزة من ركائز النجاح، ونشر العلم والخبرة هو سبيل التقدم والرقي في شتى المجالات ، فلقد اخترنا "أتقن وشارك" ليكون عنواناً لمؤتمرنا هذا العام لإبراز أهمية هذا المفهوم في تطور العلوم والمعرفة في مجال طب الأسنان .

ولأنه "لا يشكر الله من لا يشكر الناس "فإني أتوجه بالشكر لكل الجامعات في لبنان والخارج التي قدمت لنا يد العون وأخص بالذكر الجامعة  اللبنانية (شريكنا العلمي في هذا المؤتمر) وجامعة بيروت العربية، وأشكر جميع من لبى دعوتنا من المحاضرين والشكر موصول لإدارة قصر الأونيسكو على دعمها المستمر لنا وللنقيب خير الله على رعايته للمؤتمر، كما وأشكر أعضاء اللجنة العلمية وجميع الأخوة في رابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان وفي مقدمهم الدكتور حسن الناطور". أرجو للجميع مشاركة مثمرة وعلى أمل اللقاء بكم في مؤتمرنا القادم  في فلسطين المحررة.

كلمة نقيب أطباء الأسنان في فلسطين ألقاها الدكتور رائد الجعبي جاء فيها: "كان من المفروض أن أقوم بإلقاء كلمتي كنقيب أطباء الأسنان الفلسطينيين ولكن بعدما شرفني رئيس اتحاد أطباء الأسنان العرب حضرة الدكتور سامي المانع بإلقاء كلمته نيابة عنه لعدم تمكنه من حضور المؤتمر فإنني بإسمه واسم الاتحاد أرحب بجميع الحضور كل بإسمه ولقبه".

هذا الاتحاد الذي يشكل العباءة الدافئة لجميع أطباء الأسنان العرب، علينا المضي قدماً في الحفاظ عليه وتطوير آليات عمله من أجل تحقيق الأهداف التي انطلق من أجلها وهي أهداف وحدوية تقع على عاتقنا كجزء من الأمة العربية وتصميمها على توحيد الجهود العربية في مجال طب الأسنان وسعيها للارتقاء بمهنة طب الأسنان .

ولأن مهنة طب الأسنان تشهد تطوراً سريعاً لذا علينا أن نعقد هذه المؤتمرات باستمرار لمواكبة التطورات من أجل رفع كفاءة أبنائنا والدفع بهم إلى مصاف الدول المتقدمة .

إن انعقاد هذا المؤتمر في لبنان رغم الظروف التي يعاني منها الوطن العربي وبالرغم من المآسي التي تحدث في الدول المجاورة للبنان، فإن لبنان سيبقى رمزاً للعلم والثقافة وموحداً للعرب .

نتمنى على جميع أعضاء هذا الاتحاد الانضمام إلى الاتحادات العالمية حتى نستفيد من خبرات الدول المشاركة في هذه المنظمات والاتحادات وحتى نكون مؤثرين وفاعلين فيها اتجاه قضايانا التي تهم وطننا العربي وأمتنا العربية .

نسأل الله أن يوفقنا في تحقيق أهدافنا من أجل رفع مستوى صحة الفم والأسنان وتقوية العلاقات الاجتماعية بين أطباء الأسنان العرب والنقابات الغربية، ونسأل الله أن يمن على وطننا العربي وأمتنا العربية بالأمن والأمان وتحرير مقدساتنا وتحرير أسرى الأمة العربية أينما كانوا وأن يعيدهم إلى أهلهم وعائلاتهم سالمين في لبنان وعلى رأسهم الدكتور حسن الناطور .

كلمة نقيب أطباء الأسنان في لبنان ألقاها البروفسور كارلوس خير الله جاء فيها: "يسعدني أن أقف بينكم في هذا اللقاء الجامع ومن دواعي اعتزازي وفخري حضور حفل افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الثالث لزملائنا في رابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان، حيث تتناقش فيه العقول وتتحاور فيه الأفكار وتتنافس فيه الإبداعات ويتوطد التعاون الأخوي والعلمي بين أطبائنا في النقابة والرابطة والأخوة في الدول العربية على حد سواء".

ومن هنا من لبنان الغيور دائماً على مصالح العالم العربي ودعم القضية الفلسطينية كان حرصي على رعاية مؤتمركم هذا تقديراً لجهدكم وتشجيعاً لمسعاكم من أقدس البلاد وأشرفها من مهبط الرسالات السماوية ومهد الكثير من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام تتألق فلسطين اليوم بأبنائها من الداخل والشتات في هذا الصرح العلمي الهام في قصر الاونيسكو كما عهدناها دائماً بهم وجهود أطبائها ومثقفيها وسائر كوادرها العلمية رغم الامكانيات المحدودة وظروف معظم أطبائها الصعبة لإحياء هذا الحدث الهام.

لا شك أننا نواصل التشاور والعمل الدؤوب مع الرابطة والجهات المعنية لتقديم التسهيلات لأخوتنا أطباء الأسنان الفلسطينيين ويطيب لي أن أبعث بهذه المناسبة تحية لصمود رجال نساء وأطفال الشعب الفلسطيني في مواجهة القهر والظلم والانتهاكات اليومية والاصرار على المضي قدماً لتحقيق كامل الحقوق المشروعة وتحية لكل الأسرى والمعتقلين وإلى الشهداء الأبرار.

ختاماً أبارك لكم مقدماً نجاح أعمال المؤتمر وكل المحبة لجميع الأخوة الأطباء وبالتوفيق والمزيد من التطور لرابطتكم الكريمة وأعِدُ أن أكون معكم دائماً يداً بيد أسوة بالعلاقة التاريخية ووحدة الحال بين لبنان وفلسطين.

كلمة رابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان ألقاها رئيس الرابطة الدكتور حسن الناطور حيث فيها:  يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في مؤتمرنا هذا، "المؤتمرالعلمي الدولي الثالث لرابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان". إن فكرة إنشاء رابطة لأطباء الأسنان الفلسطينيين بدأت تراودني منذ عام 1990 لدى مشاركتي مع مجموعة من الأطباء الفلسطينيين في أول مؤتمر علمي عُقد في أوتيل البستان في "بيت مري" وكان آنذاك لقاءً حاراً جمعنا مع زملائنا اللبنانيين من الأطباء، وتكررت اللقاءات الشخصية بيننا، وتوطدت العلاقات، حتى جاءتني فكرة إنشاء إطار يجمع أطباء الأسنان الفلسطينيين، وأخيراً وبعد عدة لقاءات توصلنا إلى عقد أول جمعية عمومية عام 1997 في مخيم مارالياس، حيث تم انتخاب أول هيئة إدارية أطلقنا عليها إسم "الهيئة الإدارية لرابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان" وبدأ التواصل مع زملائنا أطباء الأسنان اللبنانيين، كما تمَّ التواصل مع النقابات العربية كوني عضو مجلس أعلى لإتحاد أطباء الأسنان العرب منذ عام 1990. 

وعلى ضوء ما ذُكر ومن أجل التحضير لأول مؤتمر دولي للرابطة، تواصلنا مع سفارة دولة فلسطين في لبنان، ومع فخامة الرئيس اللبناني ميشال سليمان لرعاية المؤتمر، والتقينا نقيب أطباء الأسنان في لبنان الصديق والزميل الدكتور غسان يارد لوضعه بالصورة، والذي بدوره سألني عن راعي المؤتمر، وكان ردي عليه أن فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان هو راعي المؤتمر،  بعد فترة استلمت رسالة من تشريفات الرئاسة اللبنانية، تتضمن إعتذاراً من فخامته، شاكراً ثقتنا، ومتمنياً النجاح والتوفيق لمؤتمرنا، بعدها سأل الزميل يارد: هل لديكم أي مانع من رعاية نقابة أطباء الأسنان اللبنانية للمؤتمر؟ فلم يكن لدينا مانع. وقررنا أن يعقد المؤتمر تحت رعاية نقيب أطباء الأسنان الدكتور غسان يارد. ونظراً لأهمية المؤتمر، وللظروف القاسية على الوضع الفلسطيني أُطلق عليه (ثورة ثقافية) وكان قرارنا تثبيت حضورنا نقابياً، بعيداً عن السياسة والإنتماءات الحزبية والتنظيمية.

المؤتمر الأول كان مميزاً باعتراف أمين عام أطباء الأسنان العرب الصديق والزميل (محمد بن حفيظ) الذي أثنى على الخبرة العلمية التي يتمتع بها طبيب الأسنان الفلسطيني، ومن حيث الحضور، فقد لبَّى الدعوة 56 سفيراً إلى جانب حشد كبير من الأطباء اللبنانيين والفلسطينيين والعرب. وقد تم التوافق على عقد المؤتمر كل سنتين، كما تم تسمية المؤتمر"المؤتمر العلمي الدولي الأول"، وخرج مؤتمرنا الأول بالنتائج التالية:

  1. الرابطة ممثلة بالرئيس، مستشار الأمين العام.
  2.  الرابطة عضو في المجلس الأعلى.
  3. إعتراف غير مباشر بالرابطة من قِبل نقابة أطباء الأسنان اللبنانية.

ويمكن القول أن المؤتمر الأول الذي عُقد في كانون الأول عام 2011 كان انطلاقة للرابطة، ثمَّ عقدنا مؤتمرنا الثاني في كانون الأول عام 2013، واليوم ينعقد مؤتمرنا الثالث في السابع من شهر نيسان 2016 وهنا أشير أننا نتمتع بعلاقة مميزة مع جميع النقابات العربية، وبما أننا الحلقة الأضعف فنحن بحاجة إلى الجميع للوقوف معنا. أضف إلى ذلك أننا عملنا منذ سنين على إكتساب عضوية الإتحاد العلمي العالمي، ورغم المعايير والمواصفات التي لا تنطبق علينا، إلاّ أن إصرارنا على العضوية استمر، وفي شباط 2015 تسلمنا شهادة العضوية.

وهنا لا بد أن أتطرق إلى موضوع في غاية الأهمية ما زال يزعجنا كرابطة أنه رغم ما نعانيه من إضطهاد، ورغم أننا نحاول لملمة ولم شمل هذه الشريحة من المثقفين الفلسطينيين لبلسمة جراح شعبنا، نرى بعض الأبواق المحلية من هنا وهناك تحاول وضع العراقيل في طريق مسيرتنا الإنسانية ليس لسبب، إنما إرضاءً لمآرب شخصية آنية. لأولئك أقول "هدفنا أسمى وأكبر وأرفع من المصالح الشخصية، رسالتنا لها بُعد إنساني، مسيرتنا انطلقت ونحن مستمرون بإذن الله".

لا يخفى على معظمكم الظروف الحياتية الصعبة والمدمِّرة التي يمر بها الطبيب الفلسطيني نتيجة حرمانه من ممارسة مهنته كطبيب أسنان بشكل خاص، والفلسطينيون بوجه عام نتيجة حرمانهم من حقوقهم المدنية وفي مقدمها حق العمل والتملُّك، حيث وصلت نسبة البطالة لدى الشباب الفلسطيني والخريجين إلى 60% أما نسبة الفقر فقد إرتفعت الى أكثر من 56% وأعتقد جازماً أن نيل الفلسطينيين حقوقهم المدنية للعيش بكرامة لا يلغي حق العودة، ولا يكرِّس واقع التوطين، المرفوض فلسطينياً. وأكبر مثال على ذلك الفلسطينيون الذين حصلوا على جنسيات أوروبية ومن الدول الإسكندنافية، ومن أمريكا، معظمهم يزورون وطنهم، وقسم منهم إسترد منزله عن طريق شرائه والبعض ما زال يحاول فلا الجنسية، ولا التوطين، ولا حق التملك، ولا الحياة الكريمة، بعيداً عن وطننا ستجعلنا ننسى فلسطين.

أما أهلنا في فلسطين المحتلة وفي مدينة القدس خاصة، فيخوضون حرباً من نوع آخر، حرب الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وعن وجودهم، فلا إحراق الأطفال والعائلات، ولا إقتلاع الأشجار، ولا سحب الهويات، ولا مصادرة الأراضي والإستيطان، ولا جدران الفصل العنصري، ولا الإعتداءات على المسجد الأقصى وعلى المصلين، أثنت شعبنا عن مقاومة هذا الإحتلال البغيض. فهبّ واستعمل حقه بالدفاع عن وجوده وعن المدينة المقدسة، واختار سلاحه، السكين والدهس بالسيارات، وسائل دفاع بدائية وبسيطة، لكنها أدخلت الرعب إلى قلوب جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه، هذا هو شعبنا الفلسطيني في الداخل، متمسك بأرضه رغم المعاناة، ينتفض على جلاديه، ويعجز الجلاد بترسانته العسكرية المتطورة والحديثة على مواجهة السكين التي استطاعت فرض حظر التجول في شوارع وبلدات الإحتلال. وشعبنا في لبنان متمسك بحق العودة إلى وطنه.

في ختام كلمتي أقول للشركات الداعمة لمؤتمرنا، وإلى جميع وسائل الإعلام بكل فروعه، وإلى الصحافيين الذين قاموا بتغطية المؤتمر، ولجميع الذين شاركونا وشرّفونا بحضورهم، لكم من رابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين في لبنان ومني شخصياً، أقول ألف سلام وتحية.

وختم الافتتاح بتكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في إنجاح المؤتمر.