شهر آذار، شهر البطولة والإستشهاد، شهر الإنتماء للأرض والوطن والقضية. ففي الحادي عشر من هذا الشهر نفّذت الشهيدة دلال المغربي مع رفاقها أجرأ عملية فدائية باحتجازها باصاً للجنود الإسرائيليين وخاضوا معركة ضارية قرب القيادة الإسرائيلية. وفي الواحد والعشرين أيضاً من هذا الشهر عام 1978 حدثت معركة الكرامة بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش العربي الأردني من جهة، وجيش الإحتلال الإسرائيلي من جهة ثانية. سطر فيها الفدائيون أروع ملاحم البطولة.. وفي الثلاثين منه عام 1976 إنتفض الشعب الفلسطيني من الجليل الى النقب دفاعاً عن الأراضي التي صادرتها سلطات الإحتلال الإسرائيلي من الفلسطينيين، فسقط ستة شهداء ومئات الجرحى والمعتقلين في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

إحياءً لتلك المناسبات الوطنية، أقامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" قيادة منطقة بيروت، مهرجان سياسي- فني، في قاعة المركز الثقافي العربي في مخيم برج البراجنة، السبت 26/3/2016 الساعة الرابعة بعد العصر، احيته فرقتا البيادر والكرامة والمطرب الفنان محمد آغا.

حضر المهرجان الى جانب أمين سر إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة، عضو المجلس الإستشاري لحركة فتح- فرع سوريا غسان الحسن، عضوا إقليم لبنان د. سرحان سرحان، وامال الخطيب، ومسؤول حركة الناصريين المستقلين"المرابطون" في بيروت غسان الطبش، ممثل الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة الدكتور ناصر حيدر، أمين سر حركة فتح في بيروت سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، والشُعَب التنظيمية في مخيمات بيروت، ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الإسلامية الفلسطينية، ممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت، المؤسسات الأهلية الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني، وجهاء وفاعليات وأهالي مخيمات بيروت.

بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة فتح، ألقى الحاج رفعت شناعة كلمة جاء فيها:

مرحباً بكم في شهر الفتح في شهر اذار. نعيش اليوم معاً في رحاب هذا الشهر المبارك في تاريخ شعبنا الفلسطيني لانه كان وما يزال هو شهر التضحيات والفداء والدماء، وشهر الانتصارات. لا نريد ان نختصر هذا الشهر بكلمات قليلة هو يستحق المجلدات للتحدث عن كل ما شهده هذا الشهر منذ البدايات لكننا سنعمل على كشف الصورة وهي من اجمل صور الفداء الفلسطيني.

نحن نبدأ من دلال المغربي ابنة صبرا وشاتيلا ابنة مخيمات بيروت التي ما زال اسمها يدوي في كل اصقاع الدنيا التي عرفت حركة فتح  ومن يعرف حركة فتح يعرف دلال المغربي تلميذة ابو جهاد خليل الوزير الذي كان يعمل في القطاع الغربي وهو ينظم العمليات الفدائية والعسكرية بدقة. كانت دلال قد تلقت التدريبات المطلوبه عبر شهور كاملة،  كانت مندفعة جداً حتى تُبرز صورة فلسطين هناك على شواطئ يافا وحيفا هناك على ارض فلسطين، لتقول للقيادة الاسرائيلية المغرورة بنفسها "ها نحن قد وصلنا الى وكركم، اننا اليوم نخطو خطوات جهادية قتالية على ارض فلسطين التاريخية لنؤكد لكم بأن هذه الارض ارضنا وهي لنا آجلاً او عاجلاً".

عملية دلال المغربي التي نفذتها هذه القائدة على رأس مجموعة دير ياسين وسميت العملية بعملية الشهيد "كمال عدوان" وهو احد القادة الثلاث الذين استشهدوا في عملية اغتيال هنا في بيروت الى جانب ابو يوسف النجار وكمال ناصر عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية.  نعم بعد مرور سنوات فأن فتاة فلسطينية اخذت على عاتقها ان تثأر لقيادة مركزية فلسطينية طالها الغدر والحقد الصهيوني. لم تفكر بالعودة، هي ذهبت من اجل الشهادة، وهي تعرف ذلك تماماً. وهي تأدبت وتدربت على يدي الشهيد ابو جهاد الوزير. استطاعت دلال المغربي ان تصل ورفاقها ومنهم فلسطينيون ومنهم لبنانيون ومنهم سوريون وحدة عربية متكاملة توليفة عربية قومية كاملة ، اخذت على عاتقها ان تحقق انتصاراً تاريخياً، فعلاً وصلوا هناك الى الساحل الفلسطيني، وما اجمل الساحل الفلسطيني.

هناك تمكنوا من اختطاف باصاً واستطاعوا الاستمرار فيه  لاحتجاز باص اخر والوصول بهما الى المكان المحدد وهناك كانت المعركة على مقربة من القيادة الاسرائيلية. استشهد اعضاء هذه المجموعة واسر اثنان لكن تبين فيما بعد لاهل الاسير يحيي سكاف وهو من "بحنين" اي قرب المنية، تبين لهم ان ابنهم ما زال اسيراً  وهذا على لسان بعض المعتقلين وهذا ما ابلغوا به قيادة الحركة والكثير من الاحزاب اللبنانية لكن حتى الان الاسرائيليون لم يسمحوا لاحد  ان يرى هذا الاسير وغيره من الاسرى الذين دائماً تتحفظ عليهم تعذيباً لاهلهم.

 دلال المغربي جاءت لتستكمل هذه العظمة عظمة فلسطين وعظمة قيادة حركة فتح والقيادة الفلسطينية التي رأينا مشهداً تاريخياً رائعاً في العام 86 في الحادي والعشرين من شهر اذار حيث اصاب الغرور القيادة الاسرائيلية واخذت  قرارها بشكل واضح بتصفية المقاتلين الفلسطينيين اي تصفية الثورة الفلسطينية التي كانت معظمها في المنطقة شمال الشونا الجنوبية وكان يتركز الوجود الفلسطيني في الكرامة وجوار الكرامة في منطقة الاغوار القرار كان واضحاً وطبعاً موشي ديان كان واثقاً من نفسه  بأن يوم الغد صباحاً اي بعد حوالي 5 ساعات سيعقد مؤتمراً صحافياً  ليبلغ العالم كله بانه قد انهى وجود الثورة الفلسطينية، الالوية والكتائب العسكرية المظلية والبرية التي حشدها كانت تفوق ال 15 الفاً من الجنود سواء كانوا في المظلات والدبابات او كانوا يخوضون هذه المعركة  بكافة الاسلحة هذا العدد كان معروفاً لدى  القيادة الفلسطينية لذلك قبل ان يبدأ الهجوم وكان الاخوة في الجيش الاردني على علم بهذا الهجوم ايضاً، لذلك هم كانوا قد رتبوا اوضاعهم على اساس ان هناك عدوان اسرائيلي على الاراضي الاردنية.

 هذا المخاض قبل بدء المعركة كان قاسياً صعباً والحوار بين القيادات الفتحاوية والفلسطينية بشكل عام التي كانت متواجدة في بلدة الكرامة ومخيم الكرامة. الحوار كان دقيقاً حساساً لان فيه مصير الثورة الفلسطينية وبعد حوار معمّق قررت قيادة حركة فتح وطبعاً كانت قوات التحرير الشعبية موجودة بشكل اساسي وكان قائدها اللواء صائب العاجز.  قررت هذه القيادة "اننا لا يمكن ان نسجل في تاريخنا هزيمة جديدة لأن هزيمة العام 67 لم ينقضِ عليها عدة شهور بعد فلا يمكن ان يكون نحن في سجلنا مثل هذا الانكسار وهذه الهزيمة".

لذلك القرار كان واضحاً الاستعداد الكامل لانه في اليوم التالي صباحاً الساعة  5 والنصف بدأ الهجوم الاسرائيلي من ثلاثة محاور وهي الجسور الثلاثة المعروفة لكل العابرين من الضفة الى الاردن. طبعاً القيادة الفلسطينية كانت على اتصال مع قيادة الجيش الاردني التي كان يقودها في تلك الاوانة طبعاً كتائب مدفعية  وقوات عسكرية كان يقودها نائب رئيس  الاركان وهو الفريق  "مشهور حديث الجاز" فهو الذي كان يقف جنبا الى جنب مع الفلسطينيين وخاض المعركة وخاصة في الغطاء المدفعي للمقاتلين الفلسطينيين كانت وحدة موقف قومي عربي فلسطيني، وهذا اعطى مؤشراً مهماً بأنه عندما تتوحد هذه الامة ويكون الموقف واحداً مشتركاً فأننا قادرون على تحقيق الانتصار لكن عندما تكون الامة ممزقة فأن الفرصة متاحة لعدونا الاسرائيلي بأن يخترق صفوفنا.

 طبعاً قبل ان تبدأ المعركة بساعات في تلك الليلة كانت الصورة واضحة للجميع بأن الصمود هو المطلوب اما ان نكون واما ان لا نكون يجب ان نبقى في مواقعنا لن ننهزم لن نتراجع نريد ان نعيد للامة العربية معنوياتها الوطنية والثورية، نريد ان نقول لهم ان ابناء فلسطين ما زالوا متمسكين بأرضهم وثورتهم. وفعلاً ليلاً كان الجميع يحضر نفسه للشهادة، حفر الخنادق والمواقع وتجهيز المتاريس والجميع منشغل وكان من بين المقاتلين من هو يعتقد بانه بعد ساعات سيكون شهيداً وهذا ما كان يراه الجميع في وجه الشهيد الفسفوري الذي اختار ان يكون في موقع متقدم خارج المخيم كي يستقبل دبابات العدو بقاذف "b2" الذي كان بيديه وكان قد استحم واغتسل وحلق ذقنه وحضّر نفسه للشهادة وكان يقول للجميع  هذا الكلام لذلك الصورة التي كانت موجودة بين مقاتلينا وقيادينا كانت هي صورة الصمود وليس هناك غير الصمود.

 عندما بدأ الهجوم الاسرائيلي في الساعة الخامسة والنصف كان الجميع مستعداً مهيئاً. الجيش الاردني اخذ دوره على احسن ما يجب.. القوات الفلسطينية انتشرت في مخيم الكرامة وطبعاً علينا ان نتذكر ان مخيم الكرامة عدد سكانه كان حوالي 40 الفاً وهو يبعد 5 كيلو متر عن حدود الاردن وطبعاً التقدم الاسرائيلي كان سريعاً ولكن وُوجه بقصف مدفعي و قصف صاروخي وبمجموعة من الاستشهادين الذين تقدموا الصفوف واثبتوا حضورهم  في هذه المواجهة عندما فكر الاسرائيليون ان يتقدموا الى داخل الكرامة فوجئوا بأن هناك مجموعة من الفدائيين قد حزموا انفسهم بالحزام الناسف واصبحوا مستعدين لتفجير انفسهم بالدبابات التي ستدخل الى داخل مخيم الكرامة وفعلاً ما ان وصل رتل الدبابات الاسرائيلي الى  داخل بلدة الكرامة والى داخل مدرسة الكرامة تحديداً كان هناك هؤلاء الابطال الذين طُلب منهم تفجير انفسهم كانوا يلقون بأنفسهم من اعلى المبنى في قلب الدبابة التي كانت قد وصلت امام المدرسة من اجل ان يقطعوا الطريق لأنه لم يكن هناك امكانية بتدمير كل الدبابات في اول المخيم،  لكن سمحوا لمجموعة من الدبابات ان تدخل وما ان تجاوزت المدرسة حتى دمروا الدبابات التي كانت قريبة فأقفلت الطريق بوجه رتل الدبابات وكان قسم من رتل الدبابات الخلفي قد اصبح تحت سيطرة الشباب  الذين يحملون قواذف البيتو والدبابات التي دخلت واصدمت مع المقاتلين الذين كانوا في الداخل، بعض هؤلاء  الجنود الاسرائيليين وامام كثافة النيران اضطروا ان يخرجوا من داخل الدبابة واصبح القتال في الكرامة من شارع الى شارع ومن بيت الى بيت. اصبح القتال بالسلاح الابيض وهذا الموضوع مهم ولأنه بالسلاح الابيض فقد فقدت الدبابات سيطرتها وقدرتها وبدأت خسائرهم تكبر. وطبعاً تمت السيطرة على هذه القوة التي دخلت وكانت خسائرهم كبيرة ويبدو ان القيادة الاسرائيلية طلبت من الذين كانوا داخل  الدبابات ان يتم ربطهم داخلها حتى لا يستطيعوا الهرب. وفعلاً عدد من الدبابات في الصور التي نشرت ثاني يوم المعركة كانت الدبابات محترقة والجنود في داخلها اصبحوا رماداً.  هذه الصورة التي كشفت ثاني يوم من ايام المعركة، معركة الكرامة في الساعه العاشرة والنصف الذي كان موشي ديان قد دعى الى مؤتمر صحفي طلب الاسرائيليون ان يكون هناك وقف اطلاق نار. ولكن الجانب الفلسطيني والاردني استكملوا المعركة حتى يتم تصفية من هم داخل المخيم والبلدة ولذلك استمرت المعركة رغم ان الجانب الاسرائيلي طلب وقف اطلاق النار.

في الخامسة والنصف مساءاً بدأ تنفيذ العمل والقوات الاسرائيلية استطاعت ان تنسجب في الساعة الثامنة والنصف. هذه المعركة استغرقت 15 ساعة هُزمت فيها اسرائيل لاول مرة في تاريخ اسرائيل بعد هزيمة 67 تُهزم على يد الفلسطينيين. وهذا موضوع مهم جداً لانه فتح افاق مهمة امام شعبنا وثورتنا الفلسطينية بكل  فصائلها لأن العالم كله ادرك بأن هذه الثورة اذا تم دعمها وتمويلها فانها قادرة ان تصنع المستحيل وان تصنع ما لم تستطع صناعتها الانظمة العربية والجيوش العربية،

لذلك في اليوم التالي تغير الواقع العربي الشعبي وحتى على صعيد القيادات العربية اصبح الجميع يتصل مع القيادات الفلسطينية ويهنئ الشعب الفلسطيني وهذا كان من نوع التكريم للفلسطينيين. وبعد ذلك مباشرة بدأ مئات الالاف من المقاتلين يأتون الى بلدة الكرامة، يعني هناك اعداد من الطلاب الذين كانوا يدرسون وكثير من اصحاب المهن وحتى المهندسين والاطباء  تركوا مهنهم وجاءوا الى هذا المكان وهو الاغوار من اجل التدرب ومن اجل تحمل المسؤوليات الثورية والوطنية مستقبلا لأن كل الانظار اصبحت تتجه نحو فلسطين وفعلاً كانت هذه محطة مفصلية مهمة استكملت ما قبلها من انطلاقة الثورة الفلسطينية لا نستطيع ان نستكمل كل شيء.

و يوم الارض ايضاً كان يوم عظيم في تاريخ الشعب الفلسطيني.. ويوم الارض كان في 30 اذار عام 1976 في هذا اليوم كان هناك اضراب عام  في الاراضي الفلسطينية بكاملها بعد ان اخذت القيادة الاسرائيلية قراراً بمصادرة الاراضي الفلسطينية العربية. هذا القرار بمصادرة ما يقارب 13 الف وخمس ماية دونم من الاراضي العربية من اراضي دير حنا والطيبة وسخنين اثار مشاعر الاهالي. الاهالي كانوا في حالة غضب استمر عدة أيام كانت التهيئة للاضراب العام في 30 اذار في مؤتمرات حصلت في شفا عمر والناصره والجليل وسخنين وغيرها وتم الاتفاق بين كافة اللجان المعنية بالفلسطينيين هناك في اراضي 48 وفعلاً اعلن هذا اليوم الاضراب العام هناك قرارات عنصرية جائرة الاسرائيليون اقروها ليمتصوا الاراضي العربية واستيطانها وتهويدها لكن اراد شعبنا ان يلقن العدو الاسرائيلي درساً كبيراً  في ان فلسطين غالية وان الشعب الفلسطيني في الاراضي التاريخية  الفلسطينية تحت الاحتلال الاسرائيلي ان هذه الارض لن تتغير، ولن تتغير لأنها ارض فلسطينية وعندما حصلت المواجهة بين سلطات الاحتلال وشعبنا الفلسطيني وجدنا ان الاشتباك بالايدي وبالحجارة وبالعصي ادى الى سقوط العديد من الجرحى والشهداء الفلسطينيين وايضاً من الاسرائيليين، لكن الشهداء السته  الذين استشهدوا في يوم الارض وعلى رأسهم الشهيدة خديجة  الشواني من سخنين كان لهم تأثير كبير في السجل التاريخي للشعب الفلسطيني لأنه بعد ذلك التاريخ بدأ الاسرائيليون يعيدون حساباتهم حتى لا يجعلوا من اراضي 48 اراضي ثورة عارمة ضد الاحتلال الاسرائيلي.

 وما يحصل اليوم من الهبة الشعبية هو ايضاً يمتد الى اراضي 48 والمشاعر الوطنية تغلي في قطاع غزة.. في الضفة والقدس، شعبنا حي، شعبنا لن يتغير ولن يتبدل..  شعبنا ما زال متمسكاً بثوابته الوطنية، مؤمناً بعودته الى ارضه، مؤمناً باقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وبان القدس ستبقى هي العاصمة ونحن على ثقة بأن هذا الاحتلال سيزول لأن القيادة الفلسطينية على رأس هذا الشعب  الفلسطيني هي ايضاً متمسكة بثوابتها الوطنية التي تمسك بها الرئيس ابو عمار، الرئيس الرمز ياسر عرفات منذ بداية منظمة التحرير الفلسطينية التي انطلقت بقرار جماعي فلسطيني واستمرت في نضالها وستبقى مستمرة ان شاء الله وانها لثورة حتى النصر.

بعدها قدّمت فرقتا البيادر والكرامة مجموعة من الدبكات التراثية واللوحات الوطنية المعبّرة أثارت حماس الحضور. كما قدّم الفنان الوطني الملتزم محمد آغا مجموعة أغاني وطنية وثورية، وكعادته ألهب مشاعر الجمهور.