أكدت الفصائل الوطنية في بيانات منفصلة لمناسبة الذكرى الـ27 لإعلان وثيقة الاستقلال، أن إعادة توحيد الوطن وإنهاء الانقسام الخطوة الأولى لتحقيق الاستقلال على الأرض، والسير قدما بعدها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' تمسكها بمبادئ وأهداف إعلان الاستقلال، وقيام دولة فلسطينية بعاصمتها الأبدية القدس الشريف على حدود الرابع من حزيران من العام 1967.

وقالت في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، اليوم الأحد، لمناسبة العام السابع والعشرين على إعلان وثيقة الاستقلال، إن شعبنا العربي الفلسطيني حر مستقل، ولد منذ فجر التاريخ على أرض فلسطين، وخلق صورا وطنية اعجازية، برهنت على جذور العلاقة بين الشعب الفلسطيني وأرضه، ونحتت الأجيال كل أشكال التعبير الحضاري والثقافي، وخطت في سجل التاريخ بطولات أثبتت عظمة إرادة الاستقلال الوطني عند شعبنا'.

وأضافت أن مواثيق الأمم المتحدة وقراراتها منذ العام 1919 وتحديدا في المادة 22 من ميثاق عصبة الأمم، مرورا بمعاهدة لوزان في العام 1923 والقرار 181 في العام 1947 ومن بعدها القرارات الأممية التي أكدت كلها حق شعبنا بالاستقلال كباقي شعوب العالم، ما يعني اعترافا واقرارا صريحا من شعوب ودول العالم بأن الأرض المقدسة فلسطين هي أرض الشعب الفلسطيني منذ فجر التاريخ، وأن المقولة الصهيونية بأنها أرض بلا شعب، كانت تهيئة للجريمة التاريخية بحق شعبنا.

واعتبرت فتح نضال شعبنا وكفاحه تجسيما لحقه الطبيعي والتاريخي والقانوني في وطنه فلسطين، وحقه في تقرير المصير والاستقلال والسيادة.

وعاهدت الحركة الشعب الفلسطيني على النضال من أجل  تحقيق مبادئ إعلان الاستقلال، كالمساواة في الحقوق، وصون الكرامة الإنسانية، وإنشاء نظام ديمقراطي يحمي حرية الرأي، ويقيم العدل الاجتماعي ويجرم التمييز على أساس العرق أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل، ونظم دستور يؤمن سيادة القانون والقضاء المستقل والوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري، والتكامل الثقافي، والالتزام بفلسطين دولة عربية، وشعبنا جزء من أمته العربية، وبمبادئ الأمم المتحدة وأهدافها، وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وقالت في البيان: 'إن شعبنا وهو يسطر اليوم في هبة القدس صفحة جديدة في سجل نضاله من أجل دولة مستقلة محبة للسلام يهيب بدول العالم تغليب القيم النبيلة التي قامت عليها المواثيق والمعاهدات الدولية، والضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء احتلالها واستيطانها لأراض دولة فلسطين، والاقرار بحق الشعب الفلسطيني بالسيادة على أرضه وموارده الطبيعية، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، كلازمة لابد منها لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.

بدوره، قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني 'فدا' إن الذكرى الـ(27) لإعلان وثيقة الاستقلال، تتزامن هذا العام مع الأحداث التي انطلقت بداية تشرين الأول الماضي، ليؤكد شعبنا اليوم، إصراره على تجسيد دولته الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة على جميع الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وعلى تمسكه بضرورة تأمين حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها في نكبة عام 1948 وفقا للقرار 194.

وتوجه 'فدا' بهذه المناسبة بالتحية والتقدير لقافلة الشهداء الطويلة ممن ارتقوا على مر كل محطات النضال الفلسطيني العادل من أجل الحرية والعودة والاستقلال الناجز، وينحني إجلالا وإكبارا أمام كل العذابات والتضحيات التي كابدها شعبنا عموما، واللاجئون منه والأسرى والجرحى خصوصا، من أجل أن تظل الراية الفلسطينية مرفوعة.

وأكد أن المصلحة الوطنية العليا لشعبنا إنهاء الانقسام الفلسطيني البغيض، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومواجهة التحديات الراهنة، والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة ضد شعبنا.

من جهتها، أكدت جبهة النضال الشعبي أن شعبنا بتضحيات شهدائه وجراحه وأسراه ماض في طريق الحرية والاستقلال ولن يردعه الإرهاب الإسرائيلي عن تحقيق حلمه بتجسيد استقلاله على أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وطالبت الجبهة في هذه المناسبة العطرة حشد الطاقات الوطنية الفلسطينية وإسناد ودعم المسيرات الشعبية، وضرورة الإسراع في إنهاء الانقسام والعودة إلى الوحدة الوطنية لمواجهة الاحتلال وتعزيز صمود المواطنين، في ظل ما يجري على الأرض من إجرام إسرائيلي متواصل بحق شعبنا ومقدساته.

وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لتحقيق السلام وتوفير الحماية العاجلة لشعبنا، واستصدار قرار من مجلس الأمن ضمن سقف زمني ينهي الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.

واعتبرت الجبهة أن إعلان وثيقة الاستقلال جاء استناداً للحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني وللتضحيات التي قدمتها الأجيال المتعاقبة، دفاعا عن حرية وطنهم واستقلاله، ونتيجة للتراكم الثوري والنضالي لكل مواقع الثورة وتمجيدا لدم الشهداء والجرحى ومعاناة الأسرى.

من ناحيتها، قالت الجبهة العربية الفلسطينية إن إعلان وثيقة الاستقلال جاء بإجماع فلسطيني منقطع النظير كنتيجة طبيعية لنضالات وتضحيات شعبنا، وتعاظم التضامن العربي والعالمي مع نداء الانتفاضة المباركة حينها وانسجاماً مع البرنامج الوطني، ليقف شعبنا في كافة أماكن تواجده ملتفا وموحداً حول هذا الإعلان باعتباره بداية الطريق نحو تحقيق حلمه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

وأضافت الجبهة أن هذه المرحلة الوطنية توجب علينا أن نكون على قدر المسؤولية الوطنية وبمستوى هذه اللحظة التاريخية التي يصنعها شبابنا من خلال هذه الهبة المباركة التي شملت كل الوطن ومناطق التواجد الفلسطيني في الشتات، الذي يتطلب منا مده بكل عوامل الثبات والصمود التي تبدأ بطي صفحة الانقسام والتأسيس لمرحلة جديدة في العمل الوطني الفلسطيني، تقوم على أساس الشراكة السياسية الحقيقية والكاملة يقدم فيها الجميع إمكاناته وقدراته لصالح برنامج وطني موحد يلتف حوله شعبنا وتتبناه أمتنا العربية، وقادر على حشد وابقاء الدعم الدولي لقضيتنا وحقوقنا.

وشددت على أن هذا البرنامج يبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك بها الجميع ليتحمل نصيبه من المسؤولية الوطنية، وعقد المجلس الوطني الفلسطيني وصولا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ما أمكن لنصوغ معاً استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال ومخططاته تقوم على أساس دعم وتفعيل المقاومة الشعبية ومنعها من الانزلاق الى المربع الذي تريده إسرائيل، ومواصلة الانطلاق نحو المحافل الدولية التي تبدي تأييدا واضحاً للحق الفلسطيني بدولة على حدود عام 1967.