رغم الظروف الصعبة التي تمر بها ورغم المكان الذي يأويها مع والدها منعت "جميلة" نفسها من ان تمد يدها، او أن تفترش الطرقات لتتسول بحثاً عن لقمة العيش فامتهنت العمل في رفع الاسمنت، رغم انوثتها وكل ما في هذا العمل من مشقة.

جميلة ابو عشيبة أول امراة في غزة تعمل في رفع الاسمنت ما يعرف في غزة بـ"عتالة الاسمنت" لم تكن هذه المهنة الاولى لها فمنذ ان كانت في السادسة عشر من عمرها وهي تعمل في مجال البناء، وفي هذا الصدد تقول جميلة : عملتُ حارسة ليلية ثم عملتُ في سقي حجر البلوك، وأرفع الحجارة وارتبها، واسوق الرافعة وارفع اسمنت، مشددة على انها عملت في كافة المجالات الصعبة التي يمكن ان ترهق المراة جسديا إلا انها تعودت عليها، ورغم ان هذا العمل كان شاقاً لجميلة وكانت تشعر بالخجل كونها تعمل مع مجموعة من الشباب وسائقي الشاحنات والا انها تغلبت على خجلها امام حاجتها للمال، قائلة:"هذا العمل يمنعني من ان امد يدي للناس واتسول

وعن عملها في حمل الاسمنت اكدت جميلة ان الناس من حولها ابدوا استغرابهم لكونها فتاة تعمل في هذا المجال ولكن سرعان ما تقبلوا الوضع بعد ان علموا بظروفها المعيشية الصعبة، وقبل ان تخرج للعمل في رفع الاسمنت تنهي جميلة مستلزمات البيت من تنظيف وتجهز لوالدها ما ياكل في غيابها في حين انها لا تنسى ان تطعم الحيوانات فقد تحتاجها يوما ما.

وتضيف: "لا يوجد عندي ما يساعدني في بيتي، وكل شيء اعمله بنفسي "انا اشتغل واعيل حالي واعيل والدي، مبينة انها تلجأ لبيع الحمام او البيض او الحليب في الايام التي لا تعمل بها ، وتتابع "لن استسلم وابحث عن العمل في كل مكان حتى لا اطلب المساعدة والعون من احد،
واستطاعت جميلة بعملها هذا ان تثبت ذاتها وان تعمل بعزة وكرامة واصرار دون ان تسأل احد ان يساعدها .