أبدت صحف بريطانية اهتمامًا بتشكيلة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وأشار بعضها إلى أنها عنصرية وتشجع على الاستيطان وتعرقل عملية السلام وحل الدولتين، ووصفتها أخرى بالمتشددة والمتناحرة.

فقد أشارت صحيفة "إندبندنت" إلى توقف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإلى أن التحالف الذي شكله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حكومته الجديدة يزيد من صعوبة هذه المفاوضات.

وأضافت أن مواقف الأحزاب المشتركة في الحكومة الجديدة لا تلبي مطالب الفلسطينيين في انسحاب إسرائيلي إلى حدود 1967، وأن عملية السلام من أصلها ليست موجودة على أجندة هذه الأحزاب في هذه الحكومة.

وأشارت إلى أن زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت -أحد أحزاب التحالف بالحكومة الجديدة- سبق أن طالب إسرائيل بضم المستوطنات التي أقامتها في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وأنه أعلن رفضه لحل الدولتين.

أما "تايمز فقالت إن إسرائيل تستعد لموجة بناء جديدة من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وذلك في أعقاب تعيين نتنياهو لعدد من اليمينيين المتشددين في وظائف رئيسية بحكومته"

موجة استيطانية
وأضافت أن السلطات الإسرائيلية أعلنت عزمها بناء مئات المنازل ضمن خطط استيطانية جديدة في القدس الشرقية، وسط قلق أممي وتحذير فلسطيني بتعريض هذه الخطط الإسرائيلية عملية السلام برمتها للخطر.

وفي تقرير منفصل، أشارت الصحيفة إلى حادثة تعرض الجندي الإسرائيلي من أصل إثيوبي للضرب على أيدي الشرطة الإسرائيلية، وإلى خروج آلاف الإسرائيليين من أصل إثيوبي في احتجاجات غاضبة على ما يعانونه من تمييز عنصري.

وأشارت صحيفة "تايمز" إلى أن إسرائيل تستعد لموجة بناء جديدة من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وذلك عقب تعيين نتنياهو لعدد من اليمينيين المتشددين في وظائف رئيسية بحكومته.

وأضافت أن نتنياهو خضع لمطالب حزب البيت اليهودي المؤيد للاستيطان، وعين إيليت شاكيد (39 عاما) وزيرة للعدل، وهي من أبرز المعارضين لعملية السلام.

في السياق، نشرت صحيفة "ذي غارديان" مقالاً للكاتب آنشيل بفيفر انتقد فيه تشكيلة حكومة نتنياهو الجديدة، ووصفها بأنها من أسوأ الحكومات الإسرائيلية.

كما انتقد الكاتب تسليم نتنياهو وزارات رئيسية مثل التعليم والعدل إلى قادة من اليمين المتطرف، وإلى أن الأحزاب الخمسة التي ضمتها الحكومة هي أحزاب متناحرة.

وأوضح أن اختيارات نتنياهو في هذه الحكومة تنذر بشلل سياسي في إسرائيل ممثلا بركود سياسي بشأن القضايا الرئيسية في البلاد، مثل احتلال الأراضي الفلسطينية، وعدم المساواة في المجتمع، وإهمال الأقليات.

وأضاف الكاتب أنه حتى لو اضطرت إسرائيل لإجراء انتخابات أخرى، من غير المرجح الحصول على نتائج أفضل.

وقال إن اللغز الحقيقي يكمن في نتنياهو نفسه الذي سيطر على المشهد منذ ثلاثة عقود دون إعطاء الإسرائيليين فكرة واضحة عن المكان الذي يريد أخذ البلاد إليه.