أقامت لجنة المتابعة اللبنانية - الفلسطينية وبلدية سبلين، بالتعاون مع مؤسسة جهاد البناء وبرعاية عضو المكتب السياسي ومسؤول الملف اللبناني - الفلسطيني في "حزب الله" النائب السابق حسن حب الله، احتفالا لمناسبة يوم الارض، تم في خلاله غرس شجرة زيتون عند مدخل منطقة وادي الزينة الغربي لجهة الأوتوستراد الساحلي في سبلين

حضر الاحتفال مسؤول قطاع الشباب في جبل لبنان في "حزب الله" بلال داغر، وعدد من الفصائل الفلسطينية، مختار جون سمير عيسى ممثلا وكالة داخلية ل"حزب التقدمي الاشترeاكي" في اقليم الخروب، المدير العام لمؤسسة جهاد البناء الشيخ حسن دلال، مسؤول "حزب الله" في الجية الشيخ يونس بركات و امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة وامين سر شعبة اقليم الخروب لحركة فتح العقيد ابو فخري واعضاء شعبة الخروب و لجنة متابعة المهجرين من سوريا الى لبنان برئاسة امين سرها قاسم عباسي وعدد من رؤساء البلديات والاحزاب والشخصيات وكشافة المهدي..

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني وتلاه النشيد الفلسطيني، ثم ترحيب من أمين سر لجنة المتابعة اللبنانية - الفلسطينية أحمد الرواس، تحدث رئيس بلدية سبلين محمد خالد قوبر فأشار الى "أننا نقف في هذا الغروب الجميل وقبلتنا الجنوب وفلسطين، وثاني القبلتين القدس الشريف وحيفا ورام الله وكروم الزيتون"، مؤكدا اننا "في هذا اليوم المبارك، نغرس مع الاخوة في لجنة المتابعة ومؤسسة جهاد البناء زيتونة لا شرقية ولا غربية تحمل في أغصانها السلام والمحبة كما عرفها كتاب الله"، داعيا "الاخوة الفلسطينيين الى الوحدة"، منوها ب"تضحييات الشعب الفلسطيني

والقى أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح  في صيدا العميد ماهر شبايطة قال فيها تسعة وثلاثون عاماً مرت على ذكرى يوم الارض المجيد، الحكاية ليست بعدد السنوات انما بتجذر شعبنا في ارضه ولاجلها.. السنون تمر منذ النكبة وقبلها في محاربة الاستعمار البريطاني والعصابات التهويدية الصهيونية... وكان ولا يزال الشعب الفلسطيني يؤمن بوحدة الارض التاريخية والشعب العربي الكنعاني.. قبل تسعة وثلاثين عاماً كان الموقف الفلسطيني باعتماده على الاضراب والتظاهر والتعمد بالدماء لمقاومة الاحتلال.. هذا الموقف كان معركة في سلسة معارك في حرب لن تنهي الا بتحرير كل فلسطين.. والحرب بمعناها السياسي ليست فقط بالوسائل التقليدية انما تتعداها لكل اشكال المقاومة.. لذلك كان فوز اخوانا واهلنا بالقائمة الموحدة اخيرا جزءاً من الحرب واثبات وتثبيت الذات الفلسطينية في أرضها التاريخية.. ومن هنا لا بد من توجيه التهنئة لاهلنا في اراضي ال48.. وهم كما اسقطوا مشرعوع بريمر الاخير في النقب سيسقطوا كل مخططات نتنياهو الاستيطانية والعنصرية.. في ذكرى يوم الارض لا يد وان نؤكد كل القيم الفلسطينية الوحدوية والانسانية.. فهذا اليوم ليس يوما عاديا في تاريخنا انما هو الفكرة في توحيد اهل ال48 مع ال67 مع الشتات في كل اصقاع الارض.. فالجغرافيا التي حاول الاحتلال تقسيمها لن تفلح بتقسيم الشعب الموحد.. وانها لفرصة هامة لنجدد فيها بوحدة الارض والتاريخ والمستقبل الفلسطيني.. وهي فرصة للدعوة المتجددة بوحدة فصائلنا الفلسطينية في كل مكان تحت لواء الشرعية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية.. وعلى الرغم من كل الشوائب وتحديدا في غزة وما حصل مع رئيس الوزراء الاخ رامي الحمد الله لا زلنا متمسكين بوحدتنا كخيار استراتيجي لتحرير الارض والانسان.. وان خيار الانتخابات العامة يكون حلا لكل الورطات والمناكفات السياسية التي نشهدها حاليا بين الاطياف الفلسطينية.. في يوم الارض نؤكد ان العودة الى ارضنا هي قرارنا وهدف مشروعنا السياسي والوطني ولاجلها نعمل ليل نهار رافضين كل مشاريع التوطين والتهجير وليطمئن من يعزف على هذه النغمة منذ سنوات فالشعب الفلسطيني لن يقبل الا بفلسطين وطنا ابدياً له.. واذ نستغل هذه المناسبة لنظمئن اهلنا في جوار المخيمات اللبنانية اننا لن نكون سوى ضيوف ايجابيين نعمل على الحياد للحفاظ على امن لبنان وشعبه لذلك تنتشر القوة الامنية في عين الحلوة والمية والمية وقريبا في مخيمات اخرى.. فنحن لا نريد من لبنان وحكومته وشعبه سوى الاحترام المتبادل والعمل باطار شراكة وطنية لا تقوم على الامن فقط بل يتعداه الى العمل السياسي على اساس الحقوق المدنية المشروعة لشعبنا الضيف في لبنان.. في يوم الارض لا بد من توجيه التحيات وبرقيات الفخر والاعتزاز الى اسرانا الابطال في سجون الاحتلال والى ارواح شهداء يوم الارض وشهداء قضيتنا الذين ارتقوا لجعل ارضنا خالدة في الوجدان والواقع.".

ثم ألقى رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي فأكد"ان المحبة أقوى من التعبير، خصوصا وأننا كمسيحيين مؤمنين شرقيين ننتمي الى الكنيسة الجامعة الرسولية، التي تحتفل في هذا الأسبوع، وهي تصلي مع أبنائها بمناسبة اسبوع الآلام، ونحن في هذه المنطقة التي نعيش فيها أكان في لبنان وسوريا والعراق أو في فلسطين، قبلة القلبين الأقدسين"

وقال:"ان زرع شجرة الزيتون اليوم في هذا المكان، ليس لأن الجغرافيا بديلة عن جغرافيا القدس، بقدر ما هي الرمز بأن نزرع الرجاء في قلوبنا جميعا، وأن نزرع الأمل مهما تغيرت الأيام أو إشتدت الصعاب، فإننا نقول للصهاينة إن أسكتم الأطفال في الداخل أو في الخارج مهما قويت نفوذكم، بالحديد والنار، فحجارة فلسطين والقدس ستنطق بالحق وتقف الى جانبه"، منددا بشدة ب"الممارسات الصهيونية بفلسطين"، مؤكدا "انها ممارسات إرهابية بكل معنى الكلمة"

وأضاف " نقول للارهاب الذي يحارب بإسم الدين، سيطردونكم أصحاب الحق وأصحاب الإيمان والصلاة الحق، لأنكم جعلتم من بيوت الله مغارة للصوص، وذبحتم وقتلتم، فأجركم سيكون عظيما، وسيشهد لكم التاريخ بأنكم تجار الهيكل وذابحو الناس بإسم الله، والله والدين الإسلامي والمسيحي براء منكم، هذا هو زرع الزيتون اليوم، لنقول لبعضنا البعض فلسطينيين او لبنانيين وعرب، إننا سنقف بوجه هؤلاء والإرهاب، بوحدتنا وبتراصف صفوفنا ويدا بيد لكي نواجه بقوة هؤلاء العملة الذين يتاجرون بالدين والوطن، لذلك نقف الى جانب قضية فلسطين القضية الأم"، مشددا على أن " القدس لنا، وهناك بيت المقدس وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى، فالقدس لنا ولبنان لنا، ومسيحنا هو مسيح المحبة والتسامح، والإسلام هو دين الرحمة والمحبة، لذلك اذا كنا مسيحيين حقيقيين، نلتزم بتعاليم الكنيسة والإنجيل، واذا كنا مسلمين حقيقيين، نلتزم بتعاليم الإسلام لكي نواجه من يتاجرون بالمسيحية والاسلام، وقفة اليوم وقفة عز وشرف، لأن زرع الزيتون هو الزيتون المقدس، ولأن الزيتون يعيش آلاف السنين وهذا يعني اننا متأصلون ومتجذرون بهذه الأرض، فكلما زرعنا زيتونة، نتذكر التاريخ والأجيال التي نحن منها واليها سنعود"

ثم تحدث راعي الحفل حب الله فأشاد "بالوقفات والمقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال الصهيوني"، لافتا الى "أن الفلسطيني واللبناني لم يستسلما لإرادة الاحتلال الاسرائيلي"، مؤكدا "انه الشرط المهم لتحقيق النصر"، لافتا الى ان اسرائيل لم تعط الفسطينيين الحق، ولا الغرب الذي تعهد في المفاوضات"، مشيرا الى "أنهم ذهبوا الى يهودية الدولة"، معتبرا انها "مجرزة ثانية وعملية تهجير ثانية بعد تهجير 48"، لافتا الى "ان العالم أجمع يسكت على جرائم اسرائيل"

وتناول حب الله الحروب الاسرائيلية على قطاع غزة، مشيرا الى "ان سيارات الاغاثة حتى الساعة لم تدخل الى غزة حيث لم تسمح اسرائيل بذلك"، منتقدا "الصمت تجاه ممارسات اسرائيل وعدوانيتها"، لافتا الى "ان استمرار الاستيطان الاسرائيلي في فلسطين"، مؤكدا "عدم التخلي عن الارض الفلسطينية"، مشددا على "اننا منها وسنبقى عليها مهما طال الزمن"، مؤكدا ان "لا خيار امامنا لإستعادة حقوقنا الا مقاومة الاحتلال بجميع اشكال وانواع المقاومة وفي طليعتها المقاومة المسلحة"، داعيا الى "بذل كل الجهود لإطلاق سراح اسرنا لدى الاحتلال بما فيه أسر جنود للاحتلال الاسرائيلي لمبادلتهم بأسرانا"، مشددا على "أهمية وضرورة الوحدة بين جميع الدول العربية بمواجهة العدو الاسرائيلي".

وتطرق الى الوضع والانقسام السياسي في لبنان فقال:"نحن في لبنان وعلى الرغم الإنقسام الحاد والتباين بالمواقف والرؤى السياسية، نحن حريصون على الحوار، ونؤكد عليه وخصوصا مع تيار المستقبل، الذي يلعب الحوار دورا اساسيا في حماية البلد واستقراره"، داعيا الفلسطينيين الى "التمسك بالحوار وانهاء هذا الواقع"، مبديا "خشيته من أن تتقزم الدولة الفلسطينية الى حدود غزة فقط"، مؤكدا "اننا نريدها ان تكون اكبر من الضفة والقطاع واسترجاع الارض"، مشددا على "اهمية الوحدة في الحفاظ على الحقوق وتحقيق الاهداف التي نريدها بمواجهة الاحتلال".

وفي الختام تم غرس شجرة الزيتون.