تعرض العلم الفلسطيني، احد رموز الهوية والشخصية الوطنية والسيادة للاعتداء والتشويه. حيث عرض الموقع الاخباري لجريدة النهار البيروتية الاسبوع الماضي صورة لعلم فلسطين مضافا عليه هلال ونجمة خماسية. وادعى الموقع اللبناني، انه نقل الصورة بعدما نشرته وكالات انباء وصحف عربية وتركية!

أياً كانت وسائل الاعلام التي نشرت صورة العلم الفلسطيني، لم يكن لصحيفة النهار البيروتية نشر تلك الصورة، التي تهدف للانتقاص من احد رموز الهوية الوطنية، والرمز الفلسطيني المعرف على الشعب الفلسطيني وقضيته. وأياً كانت الذرائع والحجج الواهية المذكورة، فإن إعادة نشر الصورة المشوهة والمسيئة لرمز الفلسطينيين، يعني المشاركة مع القوى والوسائل، التي شاءت الاساءة للشعب الفلسطيني ووحدة ارضه وهويته ورموزه.

ولم تكن الصدفة وراء نشر صورة العلم في اللحظة، التي تجري فيها خطوات المصالحة قدما للامام. انما هدفت القوى السياسية والاعلامية المتواطئة معها على وضع اسفين كبير في طريق المصالحة الوطنية والاساءة المباشرة لوحدة الشعب الفلسطيني.

ولا يبدو الامر المريب بعيدا عن المنال السياسي لجماعة الانقلاب والاخوان المسلمين عموما، الذي اشترى بعض الابواق الاعلامية التركية والعربية المرتبطة بالجماعة والمدافعين عنها في عالم العرب الرسمي.

العلم الفلسطيني، الذي ضحى من اجله عشرات ومئات الاف من الشهداء والجرحى منذ العام 1917، عام اعتماد العلم الفلسطيني، والمعرف بالهوية والشخصية الوطنية، والذي امسى علما لحزب البعث العربي الاشتراكي، ورمزا للحرية، وعلما لكل القوميين العرب، لا يمكن لفئة مارقة تشويهه، أياً كانت القوى التي تقف خلفها من عرب ومسلمين.

سيبقى علم فلسطين المكون من الالوان الثلاثة المتساوية الاسود والابيض والاخضر والمثلث الاحمر دون اي اضافات، هو علم الشعب والقضية والهوية والشخصية الوطنية. ولن يسمح ابناء فلسطين من مختلف القوى السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية بالمساس بالعلم، لانه احد الرموز الدالة والمعرفة على الشعب وقضيته. وستقاتل الجماهير الفلسطينية وقواها الحية دفاعا عن علمها المعتمد، والذي بات الوجه الاخر للهوية الوطنية.

ومصير الذين نشروا صورة العلم المشوه، وجماعة الانقلاب الاسود في محافظات الجنوب (قطاع غزة) الفشل، والاعيبهم ستهزم وتبوء بالتقهقر والانكفاء، لان راية الوطنية، التي تعززت في الامم المتحدة باقرار العالم برفع مكانة فلسطين لدولة مراقب على حدود 67، وما قامت به جماهير قطاع غزة في الرابع من يناير الماضي احتفاء بانطلاقة الثورة الثامنة والاربعين وحركة فتح من تدفق الى ميدان الاحتفال بالذكرى في مليونية حقيقية، إلا خير دليل على ما ذكر. وبالتالي مصير التلاعب والعبث والتخريب، الهزيمة والفشل المريع. وسيبقى علم فلسطين رمزا شامخا للوطنية والدولة المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.