شاركت حركة "فتح" حزب الشعب الفلسطيني في صيدا بإحياء الذكرى الثالثة والثلاثين لإعادة تأسيسه بلقاء جماهيري تضامني مع الأسير باسم الخندقجي ومع كافة الأسرى والمعتقلين في سجون العدو الصهيوني.

نظم اللقاء حزب الشعب الفلسطيني تضامناً مع الأسير باسم الخندقجي ومع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني وذلك صباح الأحد في مخيم عين الحلوة،حيث شارك باللقاء قيادة فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني واللبناني.

 تقدم عضو المكتب السياسي لحركة أمل ومسؤولها في صيدا بسام كجك, وعضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري محمد ضاهر, وممثل تيار الفجر الحاج  علي سبع اعين, وممثل النائب بهية الحريري السيد وليد صفدية, وممثل رئيس البلدية صيدا السابق الشيخ يوسف مسلماني، وممثلين عن اللجان والاتحادات والمؤسسات الشعبية والنقابية والأهلية، وحشد من أبناء مخيم عين الحلوة يتقدمهم قادة وكوادر وأعضاء وشبيبة الحزب في صيدا.

بدايةً ألقى أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في صيدا العميد ماهر شبايطة كلمة المنظمة جاء فيها: "ثلاثة وثلاثون عاماً من عمر حزب الشعب الفلسطيني، كانت بداياته ولا يزال منحازاً للشعب بأكمله، ويكفي أن اسمه ينتمي للشعب الفلسطيني وكأنه يختزل كل الطيف الفلسطيني بحزب واحد.

نحي ذكرى تأسيس حزب الشعب،وكأن شهداء فلسطين والحزب بأرواحهم يعيشون معنا من المؤسس فؤاد نصار إلى أميل توما وأميل حبيبي وبشير البرغوتي وسليمان النجاب ومعين بسيسو وغيرهم. كلهم دونوا قيمهم وأسمائهم في سجل الخالدين على طريق فلسطين، كل شهداء حزب الشعب كانوا من الشعب وإلى الشعب، فاستحقوا محبة واحترام وتقدير شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، وحق فيهم قول الشهيد ياسر عرفات: إننا نقدم فداءً لفلسطين الأدباء والمثقفين والقادة وكل الشعب جنود تحرير الأرض، وكم من قائد ومثقف ومفكر قدمه شعبنا الفلسطيني .

ما يميز حزب الشعب الفلسطيني أنه ليس يسارياً بالمعنى الحرفي للكلمة، إنما بوصلته فلسطينية لذلك تراه يقدم مبادرات الوحدة الوطنية ويرص صفوف الصف الفلسطيني الموحد وكان وسيبقى عضواً فاعلاً في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، حزب الشعب الفلسطيني أنه لم يشت عن الصف الوطني وعن الشرعية الفلسطينية، فقادة الحزب وقاعدته الجماهيرية مع كل الفصائل الفلسطينية في المربع الأول لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكافة الوسائل والإمكانيات .

في ذكرى انطلاقة حزب الشعب لا بد أن نبارك لقيادة الحزب هذه المسيرة النيرة من النضال ولا بد أن نشدد وحدتنا الوطنية باعتبارها الأساس في قضيتنا، ونؤكد على معركتنا السياسية والدبلوماسية النضالية في المحافل الدولية، فالرئيس محمود عباس اتخذ القرار بالانضمام إلى المؤسسات الدولية لمحاكمة إسرائيل ونفذ القرار ولم يكن تهديداً عابراً، والآن معركتنا مستمرة .

وعلى اعتبار أن العدوان الإسرائيلي لا يتوقف ضد أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة، نرى شعبنا يقف بوجه هذا الإرهاب الإسرائيلي ويواجهه بالصدور العارية، ولا بد لشعبنا أن ينتصر في الميدان وفي المحافل السياسية.

وفي ذكرى تأسيس حزب الشعب لا بد أن نحي شعبنا في مخيمات اللجوء الصابر الصامد، وهنا نؤكد على وحدة مخيماتنا في مواجهة الإرهاب والإرهابيين وكل الإدعاءات عن حاضنة شعبية لهذا الإرهاب مرفوض، وكلنا مع القوة الأمنية لبسط الأمن والاستقرار وأخذ دورها في كافة المخيمات.

فنحن عامل إيجابي لاستقرار الجوار اللبناني ولكن هناك أطراف تحاول زج مخيماتنا في المشاكل الداخلية اللبنانية والإقليمية .

إننا في المخيمات إذ نرفض مشاريع التهجير والتوطين، أيضاً نرفض التخوين وكل محاولات إدخالنا بما لا نرضاه، سيبقى عين الحلوة مخيم للمناضلين ولن يكون للإرهابيين فيه مكان.

وختم بتجديد التحية لحزب الشعب الفلسطيني وأقدم التهنئة لكل أعضائه وقيادته في الداخل والخارج، وإننا على ذات الخط وعلى الوعد نفسه بأننا على الدرب حتى نصل إلى تحرير أرضنا وقدسنا الشريف.

ألقى كلمة القوى والأحزاب الوطنية الإسلامية اللبنانية بسام كجك وجه فيها التحية لقيادة وأعضاء حزب الشعب الفلسطيني في ذكرى إعادة تأسيسه، كما وجه التحية للشهداء ولأسرى وللحزب وكل شهداء فلسطين وأسرى فلسطين والشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.

وأضاف: "أود أن أتوقف عند محطة مهمة وهي مصادفة ذكرى إعادة تأسيس حزبكم مع ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً شكلت انعطافاً في لبنان هي ذكرى 6 شباط  لكي أوصل لكم أهمية لبنان بالنسبة لمعركة إعادة تحرير فلسطين تحقيق حق العودة،ولكي نكون جميعاً محافظين على هذه الساحة اللبنانية، ولا يجب أن ندخل الشعب الفلسطيني في أتون صراعاتها الداخلية ولا الإقليمية .

في مثل هذه الأيام وبعدما دخلت مصر في اتفاق سلام مع إسرائيل وجهت نصيحة إلى إسرائيل بأن الجبهة الوحيدة المفتوحة والتي يمكن أن تضايق إسرائيل وتساهم في عودة الشعب الفلسطيني إلى فلسطين هي لبنان، لذا كان اجتياح لبنان وسقوط بيروت ثم ترحيل الفلسطينيين لترتاح منهم وهم قريبون جداً من حدودها وهم شعب مدرب قوي نمى على حب فلسطين وعاش على أمل العودة إليها، فكان الخروج الفلسطيني وخروج الحلم الفلسطيني من لبنان، وبعدها أتى رئيس لبناني على ظهر دبابة إسرائيلية وأصبحت أجهزة الدولة اللبنانية كلها إسرائيلية بامتياز، وقد كان اوري لوبراني يجلس في السفارة الإسرائيلي في بيروت نعم ويحج إليه كل المسؤولين العرب واللبنانيين وكان موشيه ارينز يجول بساحات بيروت وحيداً لكي يظهر بأنه حقق الهدف الإسرائيلي بإسقاط العاصمة التي كانت أول من يتحرك تضامناً ونصرةً لفلسطين وكان تعتبر الساحة الأولى المتقدمة لنصرة الشعب الفلسطيني حتى جاءت انتفاضة السادس من شباط التي نحتفل اليوم أيضاً بذكراها والتي أسقطت أوري لوبراني وموشيه ارينز بيوم واحد، إخواتكم بالأحزاب وحركة أمل أغلقوا سفارة إسرائيل في ضبية، وطردوا هذا العدو واسقطوا هذه الدولة واسقطوا معها السابع عشر من أيار، وأعادوا الوهج والحلم الفلسطيني إلى لبنان، لذا يجب أن لا نساهم بترحيل هذا الحلم مرة أخرى من لبنان ومن بيروت خصوصاً بعدما نرى ونسمع جميعاً كل ما يقال عن مخيمات الشتات وتحديداً مخيم عين الحلوة الذي وضع تحت مجهر التشريح العالمي والدولي وما أن ندخل إلى إي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي إلا ونجد مئات المقالات عن الخطر الداهم من مخيم عين الحلوة وعن الانفجار المتوقع، نحن نقول لجميع هَؤُلاَءِ الحاقدين، لجميع الذين يرغبون ويحلمون في معركة في مخيم عين الحلوة بأن لا تحلموا لأن في المخيم قيادات وكوادر وشعب واعي جداً ويعي ما تخططون ولا يريد أن يكون وسيلة أو صندوق بريد لتبادل الرسائل الإقليمية في هذه المنطقة.

تلاه كلمة حزب الشعب الفلسطيني ألقاها عضو لجنة الإقليم ومسؤول الكتلة العمالية للحزب في لبنان حسن سرحان جاء فيها: "نلتقي اليوم لنحيي المناسبة المجيدة الذكرى الثالثة والثلاثون لإعادة تأسيس حزبنا حزب الشعب الفلسطيني، نقف وإياكم اليوم لنجدد الوفاء، متضامنين مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني البغيض، مؤكدين لهم أن قضيتهم في قلوبنا وقلوب كل الأحرار والشرفاء في هذا العالم، وهي في أولويات برامج الكفاح الوطني الفلسطيني وهي لا تقل أهمية عن الثوابت الوطنية الفلسطينية، وتعتبر ركن أساسي من أركان الحل للصراع مع العدو الإسرائيلي الصهيوني.

وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة نتوجه أليهم بأسمى التحيات الكفاحية، وعلى رأسهم قادة العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني ونخص بالذكر عضو اللجنة المركزية لحزبنا الرفيق باسم الخندقجي.

إن الظروف القاسية والصعبة التي يعاني منها الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية وممارسة أقصى أشكال التعذيب الجسدي والنفسي مع التزايد المستمر لعدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، ومن بينهم قادة سياسيين، يفرض علينا اتخاذ كافة الخطوات المناسبة وعلى كافة الأصعدة وبخاصة تلك المتعلقة بتعبئة طاقات جماهيرنا الفلسطينية العربية والدولية والمنظمات والهيئات الحقوقية المختصة والمتعلقة بحقوق الإنسان التي ينتهكها العدو الإسرائيلي في فلسطين ولتسليط الضوء على هذه القضية كأكبر وأعظم قضية إنسانية في هذا العصر الحديث، وباعتبارهم جنود حرية وجزء أصيل من المجتمع الفلسطيني، كان لهم ولا يزال إسهامات وعلامات بارزة في مسيرة النضال الوطني من أجل العودة والحرية والاستقلال الوطني، وكذلك في العملية التنموية والإنتاجية، فإننا ندعو إلى تدويل قضيتهم وطرحها على كل المحافل الدولية لفضح العدو وإرغامه على إطلاق سراحهم، كما ندعو لأوسع حملة تضامن شعبي لمناصرتهم وحمايتهم داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية الصهيونية.

لقد آن الأوان للمجتمع الدولي لأخذ دوره في إعادة الاعتبار القانوني لقضية الأسرى الفلسطينيين باعتبارهم أسرى حرب حسب اتفاقيات جنيف الرابعة، اختطفوا من أراضيهم الفلسطينية، ولا يجوز محاكمتهم أمام المحاكم الإسرائيلية.

أن الوفاء للأسرى يترجم بالإسراع بتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، الذي ارتكز على وثيقتهم، لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، لتحصين البيت الداخلي في مواجهة كل أشكال العدوان الذي يقوم بها العدو الإسرائيلي ضد شعبنا، وفي مقدمتها الاستيطان والجدار وتهويد القدس ومحاولة هدم المسجد الأقصى وهذا يتطلب التوافق على إستراتيجية وطنية تعزز بالدرجة الأولى صمود شعبنا وخصوصاً في القدس، وتفعيل المقاومة الشعبية بالاستناد لما توصلت إليه الفصائل الوطنية والإسلامية في اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة.

إننا في حزب الشعب الفلسطيني نؤكد بأن الانضمام إلى المعاهدات والمواثيق الدولية له فوائد كثيرة، في حال تم تطبيقها ومتابعتها إذ يفترض أن يؤثر ذلك بشكل مباشر على الصراع الدائر مع الاحتلال الإسرائيلي كاتفاقية لاهاي واتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكول الإضافي الأول الملحق به، وكذلك سيكون له انعكاساً ايجابياً على قضية الأسرى من حيث التعامل معهم باعتبارهم أسرى حرب .

أما على صعيد الوضع الفلسطيني في لبنان، فإننا نجدد التزامنا بالنأي عن التجاذبات اللبنانية الداخلية، ونرفض بشدة كل محاولات التوظيف للمخيمات لأي طرف كان، إننا كفلسطينيين نحتاج إلى كل هذا الجمع الوطني من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية بالعودة والتحرر والاستقلال، كما إننا نجدد مطالبتنا بضرورة إنهاء مأساة الفلسطينيين في لبنان بإلغاء كل القوانين التي تحرمهم من حقوقهم الإنسانية وفي مقدمتها حق العمل والتملك.

أما على صعيد مخيم عين الحلوة فإن الحفاظ على أمنه واستقراره مسألة في غاية الأهمية من أجل الحفاظ على قضية اللاجئين الفلسطينيين لما يمثل هذه المخيم في العميلة الكفاحية ضد العدو الإسرائيلي، ولذلك فالمطلوب من كافة القوى السياسية الوطنية والإسلامية دون استثناء القيام بواجباتها تجاهه وتعزيز دور القوة الأمنية للقيام بدورها في كبح كل محاولات العبث بأمنه واستقراره.