هل يمكنكم وضعنا في صورة آلية عملكم في لبنان؟
لما يميّز الوجود الفلسطيني في لبنان من ظروف دقيقة وتعقيدات وتكليفي بحملِ أمانة خدمة القضيّة والشعب الفلسطيني من خلال المهمّة الموكلة لي كسفير لدولة فلسطين في لبنان في ظلّ وضع مأساوي وحياة بؤس وحرمان يعاني منها شعبنا الفلسطيني اللاجئ في المخيّمات، كان لا بدّ من وضع برنامج يحدد آلية العمل الفلسطيني في لبنان من خلال:
أوّلاً:  بناء أواصر الثقة مع لبنان الشقيق وتعزيزها والحرص على أفضل العلاقات وتمتينها عبر التواصل المستمرّ مع كافّة الأطياف اللبنانية الرسمية والحزبية من خلال التزام واضح وصريح بسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وفق رؤية العمل الوطني الفلسطيني عامةً وتوجيهات وسياسة القيادة الفلسطينية الملتزمة بعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية على قاعدة المسؤولية الوطنية تجاه المنطقة العربية وإستقرارها، خاصّةً في ظلّ الظروف التي تمرّ بها وحاجة القضيّة الفلسطينية للظهير العربي القويّ المتماسك المساند لقضيتنا في سبيل تحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة بالحريّة والإستقلال وإقامة الدولة المستقلّة.
- العمل مع البعثات الدبلوماسية المعتمَدة في لبنان وتعزيز وتطوير العلاقات معها بما يخدم قضايانا العربية وقضيتنا العادلة.
ثانياً: العمل على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المخيّمات. وكان ذلك من خلال التعاون وحسن الأداء لقادة الفصائل الفلسطينية في السّاحة اللبنانية، وتمتعهم بالروح الوطنية العالية وحسّ المسؤولية، وحرصهم على المصلحة الوطنية الفلسطينية ومصالح شعبنا، والإلتزام بالهدف والبوصلة الأساس، فلسطين. كرّس هذا التعاون ثقافة وطنية فلسطينية يتمتّع بها ويحرص عليها شعبنا الذي يستحقّ الحياة الكريمة والحريّة والإستقلال والعودة إلى وطنه.
ثالثاً: محاولة تأمين أدنى متطلبّات الحياة اليومية للتخفيف من معاناة شعبنا من خلال التعاون والتنسيق مع الجهات المعنيّة، كلّ في نطاق عمله، وإنشاء وتثبيت العمل المؤسساتي لتقديم الخدمات التي تساهم في هذا المجال. نجحنا والحمدلله بإنشاء "مؤسسة الضمان الصحي الفلسطيني" المساهمة في تقديم الخدمات الصحيّة، "صندوق الرئيس محمود عباس لمساعدة الطلبة الفلسطينيين في لبنان" التي تقوم بتغطية جزء كبير من  الأقساط الدراسية للطلبة، كذلك زيادة مخصصات أسر الشهداء والجرحى من خلال "مؤسسة الشؤون الإجتماعية"، ومتابعة وإستكمال إعادة إعمار مخيّم نهر البارد وقضاياه المختلفة عبر "اللجنة العليا لملّف مخيّم نهر البارد"، ومتابعة  شؤون أبناء شعبنا النازحين من سوريا من خلال اللجنة المكلّفة بذلك، إضافةً إلى التنسيق مع وكالة الأونروا والهيئات ذات الصلة.

كيف انعكست تجربتكم في العمل مع الرئيس الرّمز الشهيد ياسر عرفات على أدائكم كسفير لدولة فلسطين في الجمهورية اللبنانية؟
بالإتكال على الله، والتعبير بالطلقة الشجاعة عن الحقّ والحقيقة، حقيقة الشعب الذي اقتُلع من أرضه وقُذِف به إلى جحيم المنافي واللجوء، ولأنكم عنوان الكلمة الحرّة، المؤمنة بعد الله بحقّنا في إسترداد وطننا المغتصب فلسطين، وإيمان شعبنا العظيم بهذا الحقّ الحتميّ، ولإعتزازي الكبير بإنتمائي ونشأتي مع أهلي في مخيّمات البؤس واللجوء والحرمان، يجمعنا هدف واحد وهو تنسُّم عبق الحريّة في ربوع وثنايا وطننا، غُرِسَت بنا روح النضال ومن بداية مشوار الحياة إلتحقنا بركب الثوّار.
كان لإختياري من ضمن مجموعة إخوة للقيام بواجب النضال مع رمزّ الثورة نورها ونارها، الشّهيد الرّمز ياسر عرفات، سيّد القضيّة والفكرة من أرساها سياسيّةً وحوّل شعبها من لاجئٍ يبحث عن مأوى إلى مناضلٍ يُثبِت نفسه يوماً بعد يوم حقيقةً وواقعاً لا يمكن لأحد أن يتنكّر لوجوده ويتجاهله، فدائياً ينتزعُ حقّه بجدارة رافضاً الظلم والقهر، وتشرّفت بهذا الإختيار بأن أكون في هذا الموقع النضالي المميّز لما له من مكانة خاصّة وأهميّة في تعميق وترسيخ الواجب الشخصي النضالي وتصليب الإرادة وتطوير الأسس المعرفية والمنطلقات الفكرية وفق الأهداف والمشروع الوطني القائم على انتزاع الحقّ الفلسطيني بالحريّة والإستقلال.
 ولأنّ تجربة الرّمز ياسر عرفات وفكره ونهجه وثيقة محفورة في عقل وقلب كلّ حرّ يسعى لإحقاق الحقّ، ولقناعتي بأنّ الواجب يقتضي بنا جميعاً كلّ في مكانه تحمّل الجزء الذي يستطيع من خلاله خدمة وطنه وشعبه، عملنا بوعي وحكمة وتعاون أبناء شعبنا العظيم وعلى الرّغم من كلّ محاولات التشكيك من قبل البعض بنجاح التجربة، كان هذا الإنجاز الذي تحقق بفضل الله أوّلاً.