عقدت لجنة حقوق الإنسان النيابية جلسة، عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر أمس الثلاثاء 5\8\2014، في مكتبة مجلس النواب "تضامنا مع غزة ومسيحيي الموصل في مواجهة الإرهاب الصهيوني والإرهاب التكفيري"، ترأسها رئيس اللجنة النائب الدكتور ميشال موسى، وشارك فيها مقرر اللجنة غسان مخيبر، والنواب: نواف الموسوي، وحكمت ديب، وعلي عمار، وقاسم هاشم ومروان فارس.

وحضر الجلسة عدد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية تقدَّمها مطران بيروت للسريان الأرثوذكس دانيال كورية، ومستشارة رئيس دائرة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية عبير طه عودة، والممثل الإقليمي بالإنابة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رينو دانيال، ورئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، وعن مركز حقوق اللاجئين الدكتور محمود العلي، ومطران جبيل وطرابلس للسريان الارثوذكس المطران جورج صليبا، والنائب البطريركي لأبرشية بيروت للسريان الكاثوليك المطران يوحنا جهاد بطاح، وأمين سر حركة "فتح" و"م.ت.ف" في لبنان فتحي ابو العردات، وممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة، والمدير العام للمنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان غسان عبدالله، وعن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" سمير اللوباني، ومساعد خاص في منظمة الأونروا - لبنان اوغست فلاي غرينرينغ، والمسؤول في "فتح- الإنتفاضة" حسن زيدان، وممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين محفوظ المنور، وممثل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة" رامز مصطفى، وعن حزب الشعب الفلسطيني غسان ايوب، وممثل "جبهة التحرير الفلسطينية" في لبنان صلاح اليوسف، وممثل "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" علي فيصل، وعن كاريتاس لويس جحا، ومديرة جمعية النجدة الشعبية ليلي العلي، وعن جمعية التضامن للتنمية الإجتماعية والثقافية خالدات حسين، والباحث الفلسطيني جابر سليمان وحشد من الهيئات المدنية والناشطين في مجال حقوق الإنسان وممثلي الأحزاب اللبنانية ومؤسسات الإغاثة.

وبعد عرض لما يحصل في المنطقة ولبنان وبعد طرح الاقتراحات العملية ومناقشتها، خلص المجتمعون الى إصدار التوصيات الآتية التي تلاها رئيس اللجنة النائب موسى:

"بدعوة من لجنة حقوق الإنسان النيابية، عقد اجتماع في مجلس النواب تضامنا مع غزة في مواجهة العدوان الإرهابي الصهيوني، ومع مسيحيي الموصل في مواجهة الإرهاب التكفيري ودعمًا للجيش اللبناني، وأهالي عرسال بمواجهة الإرهاب، في حضور ممثلين عن منظمات حقوق الإنسان وهيئات المجتمع المدني والجمعيات المعنية بحقوق الفلسطينيين ومؤساسات الإغاثة العاملة في لبنان.

في ختام الاجتماع أصدر المجتمعون التوصيات الآتي:

أولا: حول العدوان الإسرائيلي على غزة:

 أكد المجتمعون:

1. التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني خصوصًا في قطاع غزة إزاء العدوان الإرهابي الدموي الإسرائيلي الرسمي الذي يقع خصوصا على الأطفال والنساء والشيوخ والذي أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى عدا الدمار الهائل الذي أصاب التجمعات السكنية والمستشفيات والمؤسسات التربوية التي لجأ اليها السكان وتوجيه التحية الى شهداء الشعب الفلسطيني وجرحاه والى مقاومته الباسلة التي تتصدى لآلة الحرب وكرة النار الإسرائيلية المتنوعة الجوية والبرية والبحرية.

2. الدعوة الى رفع الحصار الظالم والمستمر المفروض على قطاع غزة

3. المطالبة بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين خصوصًا النواب من أعضاء المجلسين التشريعي والوطني.

4. الدعوة الى اتخاذ الإجراءات الآيلة الى محاكمة المسؤولين الإسرائيليين كمجرمي حرب.

5. الدعوةالى إنشاء مجلس عربي أعلى يعنى بشؤون إعمار قطاع غزة وكل المناطق الفلسطينية التي تعرضت وتتعرض للتدمير والتجريف الإسرائيلي.

ثانيا: إزاء جرائم الإرهاب التكفيري في الموصل وجوارها ضد المسيحيين:

ناشد المجتمعون الكرسي الرسولي في الفاتيكان وكذلك المرجعيات الدينية في الازهر والنجف وقم ومكة المكرمة، المبادرة الى ممارسة الضغوط على حكومات العالم ومجلس الأمن لتجفيف منابع الإرهاب التكفيري وإعادة مسيحيي الموصل الى ديارهم، ودعوا الى:

1. إدانة الجرائم الإرهابية المتمثلة بعمليات الفرز الديموغرافي والتهجير القسري للمواطنين الأصليين في الموصل وجوارها من المسيحيين والاعتداء على دور العبادة والممتلكات العامة والخاصة.

2. الدعوة لتحرك دولي فاعل لوقف هذه الجريمة الإرهابية المنظمة وتأكيد ضرورة إعادة المهجرين الى مناطقهم وحمايتهم.

3. محاكمة عاجلة لمجرمي الحرب التكفيريين المسؤولين عن هذه الجريمة الكبرى التي تشوّه المشهد التاريخي للعيش المشترك في الشرق.

4. دعوة مجلس الأمن الدولية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وكافة المنظمات الدولية والإسلامية والعربية والجهَوية الى التحرك الفوري من أجل لجم تمادي هذه المجموعات في جرائمها.

5. إدانة كل محاولة للتعدي على حقوق الإنسان خاصة الحق في الحياة والسكن للمواطنين في أي مكان يختارونه في أوطانهم.

ثالثا: حول لبنان:

أولا: إدانة الهجوم التكفيري الإرهابي على مواقع الجيش النظامي اللبناني في السلسلة الشرقية من جبال لبنان واجتياحهم لبلدة عرسال اللبنانية واغتيالهم لعدد من المدنيين والعسكريين والتمثيل بجثثهم.

ثانيا: ان لبنان يدعو الدول الشقيقة ودول العالم الحر الى تجفيف مصادر وموارد الإرهاب المالية والبشرية.

- إدانة التعرض للجيش اللبناني وعمليات اغتيال العسكريين والمدنيين واستباحة بلدة عرسال وإبداء الدعم الكامل للجيش في سعيه الى تحريرها.

- دعم الحكومة اللبنانية لبسط سيادتها على أرضها.

- دعم الحكومة اللبنانية في عملية تنظيم وجود النازحين السوريين وعمليات الإغاثة خصوصًا أن أعدادهم أصبحت توازي ثلث الشعب اللبناني.

- الطلب الى الحكومة اللبنانية اتخاذ قرار عاجل بزيادة عديد الجيش ومده بالسلاح والعتاد اللازمين.

ثمَّ كان عدد من الكلمات كان أولها كلمة المطران صليبا باسم المطارنة والأساقفة الذين حضروا الجلسة حيثُ قال: "وقفنا أمام وعود الدول الكبرى في ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، وعد بلفور، في 2 تشرين الثاني 1917 باع فلسطين لليهود أو سلمتها لقمة سائغة ليبتلعها الصهاينة وكان من وراء ذلك بريطانيا في الدرجة الأولى وأوروبا والعالم الغربي، في ما بعد الولايات المتحدة الأميركية، وتوقفنا عند التكفيريين الذين هم أعداء الله وأعداء الناس وأعداء المسلمين بشكل خاص لأنهم من المسلمين لكنهم منساقون ومنقادون من الصهيونية والصهاينة الذين يكفرون دينهم واتّباع الدين والطوائف التي تنتسب الى هذا الدين، ويكفرون المسيحيين، والى اليوم هناك كلمة تقال في تركيا للمسيحي "كافر". هذا هو التعريف التركي للمسيحي.

وتوقفنا أمام ما يحصل في عرسال حيث يقوم الجيش اللبناني الباسل بمواجهة التكفيريين ونحن نصلي من أجل توفيقه من تنظيف المنطقة والوصول الى حرية عرسال وما حولها، وما يتعرض له اللبنانيون من هؤلاء التكفيريين الذين هم بعيدون عن الأديان وعن الإنسانية، ونحن نرى ان اميركا وأوروبا والعالم الغربي وبعض الدول العربية ومعها تركيا هي أساس المشكلة في المنطقة، فلولا التسليح الذي تقوم به الولايات المتحدة وأوروبا والدول التي ذكرت لهؤلاء الإرهابيين لما تصرفوا هكذا، ولكن كثيرا ما انقلب السحر على الساحر"، مناشدًا باسم الأساقفة والمسيحيين الرأي العام للتحرّك لأن "الأمم المتحدة خاضعة لأوامر حكام من بلدان كبرى وصغرى معنية بشكل مباشر وغير مباشر في تقرير مصير البشر".

وأردف "نقول لأهلنا في العراق وفي الموصل تحديدًا محبتنا وصلاتنا ودعاؤنا أن يخفف الله عنهم وندعوهم قدر المستطاع ان يتحملوا لأن لا بد من أن يشرق النور بعد هذا الظلام، لكن ماذا نقول نحن بشر ولنا قدرة على التحمل وعلى العمل فليساعدنا الله ويعيننا على التحمل، وتحياتنا الى أصحاب الإيرادات الصالحة في العالم الذين يطلبون الخير لنا، ونحن نصلي ايضا من أجل شهداء غزة الذين يسقطون ويموتون ظلما وعدوانا في ايدي الصهاينة الذين هم بعيدون عن الله، وبعيدون عن الإنسانية والكرامة. يقتلون ويسرحون ويمرحون ولسء الحظ بأسلحة أوروبا وأميركا والعالم الذي كان يعتبر عالما متمدنا لكن ليس فيه من المدنية شيء".

وختم: "نصلي من أجل اهلنا في كل لبنان ومن أجل لبنان لينصره الله، ويبعد عنه المنافقين والتكفيريين والإرهابيين والسيئين".

ثمَّ كانت كلمة ألقاها ابو العردات باسم الفصائل الفلسطيني فقال: "كان الوضع في عرسال قد فرض نفسه في هذا الاجتماع لما يتعرض له الجيش اللبناني من اعتداءات على يد التكفيريين، علمًا ان الجيش هو الوحيد الذي يشكل الضمان للأمن والاستقرار ونؤكّد موقفنا من القضايا الثلاث:

اولا: الموقف الذي يجب ان يُتّخذ في حضور مؤسسات وجمعيات دولية ومنظمات حقوق الانسان فقد ناقشنا هذه المواضيع التي تضمنها توصيات لجنة حقوق الانسان، لكن نود ان نؤكد عبر كلمات قليلة على مواقفنا الثانية وسياستنا الفلسطينية الواضحة في هذا المجال التي قامت على اساس المطالب المحقة للفلسطينيين، وهي وقف العدوان وفك الحصار عن قطاع غزة وهي الورقة التي حملها الوفد الفلسطيني الموحّد الى القاهرة والتي نأمل من خلال تُقرَّ التهدئة لمدة 72 ساعة، وبالتالي البدء بتنفيذ بنودها بالتوازي وبالتتالي من اجل حفظ الشعب الفلسطيني، وحمايته وتوفير الحماية الدائمة لهم، وفتح المعابر وتحقيق حقوقه المشروعة التي تتمثل بحريته وسيادته على ارضه وعلى مياهه الاقليمية وبالتالي فك الحصار عن مطاره ومينائه وبتشكيل لجنة تحقيق دولية من اجل محاكمة هؤلاء المجرمين على ما اقترفت ايديهم من قتل للمدنيين للأطفال واستباحة للمستشفيات والمساجد وحتى دور ومؤسسات الامم المتحدة "الاونروا" ومكاتبها.

وقد أكّدنا هذه المواقف الثابتة في موضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية وضرورة ان ينعقد مجلس حقوق الانسان قريبًا من اجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني وللمسيحيين اخوتنا واشقائنا في الموصل وفي كل المناطق، وكذلك الامر دعم الامن والاستقرار في هذا البلد الذي اعلن اننا ننحاز اليه لأن الامن في لبنان هو خط احمر والجيش خط احمر، وبالتالي نحن كفلسطينيين هذا موقفنا الثابت والذي نتمسك به من اجل مصلحة لبنان وفلسطين والامة العربية، ونحن استنكرنا ونستنكر كل اشكال الارهاب ارهاب الدولة المنظم وكل اشكال الارهاب الاخرى التي تمارس في أي منطقة من وطننا العربي".