قال الرئيس محمود عباس، مساء أمس إن "استجابة جميع الأطراف للمبادرة المصرية دون تأخير أمر مهم حتى نوفر الدم الفلسطيني، والدم الفلسطيني غالي". وأوضح الرئيس في مؤتمر صحفي مع نظيره الرئيس التركي عبد الله غول في اسطنبول، وجود توافق مع الجانب التركي بشأن هذا الموضوع، مضيفا: "ما طرحه فخامة الرئيس غول متفقون عليه تماما لأن الهدف والرؤية واضحة، ولا اختلاف بيننا على النصوص".
وذكر الرئيس أنه يجري اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف من أجل وقف شلال الدم الذي يتعرض له أبناء شعبنا في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه سبق أن أجرى اتصالات مع جهات عدة لحثها للتدخل لإنهاء الأزمة، ومن ضمنها مصر.
وأوضح الرئيس أن ما يجري في غزة حاليا هو امتداد لأحداث بدأت في الضفة الغربية، والقدس، مذكرا بحادثة حرق الطفل محمد أبو خضير وقتله على أيدي مجموعة من المستوطنين المتطرفين، مشددا على ضرورة العمل لتثبت وقف اطلاق النار استنادا للمبادرة المصرية.
وقال الرئيس: "أجرينا اتصالات مع كل دول العالم تقريبا، شرقا وغربا وخاصة العربية والإسلامية وأميركا من أجل وقف شلال الدم الذي يتعرض له أبناء شعبنا واخوتنا وأهلنا في قطاع غزة، في الوقت الذي تقوم فيه التظاهرات والاحتجاجات في كل مدينة من مدن الضفة الغربية".
وتابع: "وأجرينا اتصال مع الأشقاء في مصر، وطلبنا منهم أن يتدخلوا، وبالفعل تقدموا بمبادرة، تنطلق أساسا من اتفاق 2012، وتعتمد على وقف إطلاق النار الفوري، وثم التفاوض على كل القضايا، وقبلت من قبل الطرف الإسرائيلي، لكن علينا نحن كطرف فلسطيني أن نقبلها فورا حتى نضع النقاط على الحروف وحتى نحرج من لا يريد حقا وقف القتال".
وأثنى الرئيس على سرعة استجابة مصر وتدخلها السريع، وقيامها بطرح المبادرة التي تنطلق من وقف القتال أولا ثم الاعتماد على اتفاق 2012، ثم وضع كل النقاط على طاولة البحث الذي تتولاه مصر مع كل الأطراف.
وتقدم الرئيس بالشكر للرئيس التركي وحكومته على ما يبذلونه من جهود تجاه دعم القضية الفلسطينية.
وكان الرئيس بحث مع غول الذي كان في مقدمة مستقبليه في مطار اسطنبول الدولي تطورات الأوضاع في فلسطين، خصوصا التصعيد الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة. وحضر جلسة المباحثات عضو اللجنة التنفيذية صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، والناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى تركيا نبيل معروف.
وعقد الرئيس اجتماعا مغلقا مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مدينة اسطنبول تبعه اجتماع موسع ضم اعضاء من الجانبين. وتم خلال الاجتماع بحث تطورات الأوضاع خاصة العدوان على قطاع غزة.
وكان الرئيس التقى في وقت سابق أمس قبيل مغادرته القاهرة مع وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس في الصالة الرئاسية في مطار القاهرة الدولي. وتناول الاجتماع سبل وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة ووقف المجازر التي ترتكب بحق شعبنا، وسبل تثبيت المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار.
وقال فابيوس للصحفيين عقب اللقاء ان لزيارته هدفا وهو بذل اقصى جهد ممكن من أجل كسر دائرة العنف والتوصل في اسرع وقت ممكن الى وقف لاطلاق النار. واضاف ان الرئيس عباس "طلب مني ان اتصل بالأتراك والقطريين الذين تربطنا بهم علاقات جيدة لأنه يمكن ان يكون لهم تأثير خاص على حماس".
واعتبر الرئيس ان الهجوم الاسرائيلي البري على قطاع غزة سيؤدي الى "مزيد من سفك الدماء" وسيعقد الجهود التي تبذل لوضع حد للنزاع، وذلك في تصريحات نقلتها صباح أمس وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية. وقال الرئيس امام مجموعة من الصحفيين المصريين ان "على اسرائيل ان توقف عملياتها (البرية) في قطاع غزة".
وتلقى الرئيس أمس اتصالا هاتفيا من بابا الفاتيكان البابا فرنسيس الأول قال فيه: "إنني في هذه الأوقات قريب منكم ومعكم، وأنا أتألم وأصلي من أجلكم، وأنا متأكد بأن ما قمنا به في الثامن من الشهر الماضي في الصلاة معا في الفاتيكان، كانت رسالة أمل للمستقبل، وها أنا أصلي من أجلكم، وأطلب منكم نقل تحياتي وسلامي لشعبكم، وأعلن اقترابي منكم في هذه اللحظات الصعبة، وأدعو الله أن تنجح مساعيكم من أجل أن يعم السلام، ووقف القتال".
وشكر الرئيس عباس البابا على هذه المشاعر الطيبة، وأكد أننا نبذل كل الجهود المطلوبة مع مصر، وكافة الأطراف من أجل حقن الدماء، ورفع المعاناة عن شعبنا.
وقال الرئيس: "إنني أبذل كل جهد لوقف التصعيد في قطاع غزة، وسنستمر بهذا الجهد حتى نحقق ذلك. وكرر البابا مشاعره الأخوية، وقال: "أنا أصلي من أجلكم، وأجل شعبكم".
في غضون ذلك ذكرت صحيفة سويسرية أمس ان الرئيس عباس وجه رسالة الى سويسرا بصفتها الدولة المؤتمنة على اتفاقات جنيف (نصوص اساسية لحقوق الانسان) لعقد مؤتمر عاجل حول الوضع في الأراضي المحتلة. وقالت صحيفة "نويه تسورشر تسايتونغ" التي تصدر في زوريخ ان الرئيس عباس وجه الرسالة في التاسع من تموز الى ديدييه بوركهالتر الرئيس الدوري للاتحاد السويسري ووزير الخارجية. واضافت ان سويسرا تقوم باعداد الرد.
ولم يكن في وسع وزارة الشؤون الخارجية السويسرية ان تؤكد على الفور تسلم الرسالة او ابداء رد فعل.
واوضحت الصحيفة ان هذا الاجتماع الطارئ للدول الموقعة على اتفاقات جنيف من شأنه ان يتيح للرئيس عباس ممارسة ضغوط على اسرائيل.
وتهدف اتفاقات جنيف الى حماية الاشخاص الذين لا يشاركون في العمليات المسلحة خلال النزاعات.