اكد موظفون كبار في الإدارة الأميركية ان الاستيطان كان السبب الرئيسي بفشل المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين .
ونقل كبير المحللين السياسيين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع عن الموظفين الأميركيين الذين طلبوا عدم ذكر هويتهم قولهم ان استمرار البناء بالمستوطنات مكن وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو من افساد نجاح التفاوض.
وأكدوا ان الفلسطينيون سيحصلون آخر الأمر على دولتهم قائلين: "لن يوقف أي شيء الفلسطينيين منذ اليوم عن التوجه الى المجتمع الدولي. فقد ضاق الفلسطينيون ذرعا بالوضع الراهن وسيحصلون آخر الأمر على دولتهم بالعنف أو بالتوجه الى المنظمات الدولية".
واضافوا: "ثمة مشكلة تهدد اسرائيل توا وهي خطر ملموس جدا. اذا حاولت اسرائيل أن تستعمل عقوبات اقتصادية على الفلسطينيين فقد يصبح ذلك عصا مرتدة. فالاقتصاد في الضفة سينهار وحينها سيقول أبو مازن لم أعد أريد، خذوا هذا مني. ويوجد هنا احتمال لتدهور ينتهي الى حل السلطة الفلسطينية. وسيضطر جنود اسرائيليون الى السيطرة على حياة 2.5 مليون فلسطيني وهو شيء يسبب أسى أمهاتهم. وستكف الدول المانحة عن الدفع وينقل الحساب وهو 3 مليارات دولار كل سنة لتقضيه وزارة ماليتكم".
وأكد المسؤولون الأميركيون ان الرئيس محمود عباس لم يتهرب من اتخاذ القرارات، مشيرين الى ان التصريحات الاسرائيلية عن موافقته الافراج عن الأسرى مقابل البناء بالمستوطنات هي منافية للحقيقة.
وقالوا ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري "آمن بأن اسرائيل ستصبح في وضع سيئ جدا في حال عدم التوصل".
وأوضح الموظفون الأميركيون أن على إسرائيل أن "تقرأ الخريطة، ففي القرن الـ21 لن يستمر العالم في تحمل الاحتلال الإسرائيلي، والاحتلال يهدد مكانة إسرائيل في العالم ويهدد إسرائيل كدولة يهودية".
ووجه الموظفون الأميركيون اتهاما واضحا لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته بالتسبب بفشل المفاوضات، وقالوا إنه "كان ينبغي أن تبدأ المفاوضات بقرار حول تجميد البناء في المستوطنات، واعتقدنا أنه بسبب تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية لن يكون بالإمكان التوصل إلى ذلك، ولهذا السبب تنازلنا". واعترف الموظفون أنه "لم نفهم أن نتنياهو يستخدم الإعلان عن خطط بناء في المستوطنات من أجل ضمان بقاء حكومته، ولم نفهم أن استمرار البناء يسمح للوزراء في حكومته بأن يعرقلوا نجاح المفاوضات بصورة فعالة".
وشدد الموظفون الأميركيون على أنه "توجد أسباب أخرى لفشل المجهود، لكن يحظر على الجمهور الإسرائيلي أن يتهرب من الحقيقة المرة، وهي أن التخريب الأساسي سببه المستوطنات، والفلسطينيون لا يؤمنون بأن إسرائيل تنوي فعلا جعلهم يقيمون دولة بينما تبني مستوطنات في الأراضي التي ينبغي أن تقوم فيها هذه الدولة".
وقال الموظفون الأميركيون إن إسرائيل لم توافق على أي من مطالب عباس الثلاثة لتمديد المفاوضات وهي رسم الحدود، والاتفاق على موعد إخلاء المستوطنين من مناطق الدولة الفلسطينية، وأن توافق إسرائيل على أن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين.
وقال الموظفون إن رئيسة طاقم المفاوضات وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني "كانت بطلة وحاربت بكل قوتها من أجل التقدم نحو اتفاق، لكن مبعوث نتنياهو الخاص إلى المفاوضات، المحامي يتسحاق مولخو كان مشكلة كبيرة بالنسبة لها وقد تآمر عليها مرة تلو الأخرى، وفي كل مرة حاولت فيها التقدم، لجمها".
واضافوا ان استعداد كيري، للعودة إلى المفاوضات "متعلق بمدى استعداد الجانبين لإظهار جدية، وربما يقوم أحد في إسرائيل بإعادة التفكير بمواقفه".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها