أكد الرئيس محمود عباس ان الاستيطان يشكل العقبة الأساسية أمام الاستمرار في مفاوضات جادة وحقيقية من أجل الوصول إلى سلام دائم مبني على قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967.
والتقى الرئيس في القاهرة أمس الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون وشيخ الأزهر أحمد الطيب والمرشحين المحتملين لرئاسة جمهورية مصر العربية المشير عبد الفتاح السيسي ورئيس التيار الشعبي حمدين صباحي كلا على حدة.
وأطلع الرئيس ممثلة الاتحاد الأوروبي على مستجدات العملية السلمية والجهود المبذولة لإنقاذها، بسبب المأزق الذي وصلت إليه عملية السلام، بفعل التعنت الإسرائيلي ورفض وقف الاستيطان. وأشار إلى ضرورة أن يكون لأوروبا دور أكبر في العملية السلمية، إضافة إلى دورها المميز في دعم دولة فلسطين في المجال الاقتصادي، ومساعدة الشعب الفلسطيني في بناء مؤسسات الدولة.
وأطلع الرئيس عباس شيخ الأزهر أحمد الطيب، على تطورات الأوضاع العامة في فلسطين. وتطرق اللقاء الذي عقد في مقر مشيخة الأزهر في القاهرة، إلى الوضع المقلق في مدينة القدس المحتلة، خاصة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق المقدسات في فلسطين، خصوصا المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى الملف السياسي والجهود المبذولة لتعزيز الوحدة الوطنية.
واجتمع الرئيس مع المرشح المحتمل لرئاسة جمهورية مصر العربية المشير عبد الفتاح السيسي حيث اطلعه على آخر التطورات والمستجدات الفلسطينية، خاصة ما توصلت اليه المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي والتي بدأت في الـ29 من شهر يوليو 2013 برعاية أميركية، بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وأشاد الرئيس بما يقوم به الشعب المصري الشقيق من تقدم على طريق انجاز خارطة الطريق التي اختارها بالمصادقة على الدستور الجديد، مؤكدا ضرورة الالتزام بأمن واستقرار مصر وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
كما أشاد الرئيس بالدور الريادي الذي تقوم به الشقيقة مصر لخدمة القضية الفلسطينية، وانجاز المصالحة الوطنية.
واستقبل الرئيس في مقر إقامته بقصر الضيافة في القاهرة المرشح المحتمل لرئاسة جمهورية مصر العربية ورئيس التيار الشعبي، حمدين صباحي، حيث اطلعه على آخر التطورات في الأرض الفلسطينية، والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني خاصة ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك من اقتحامات يومية.
كما بحث اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث تمنى الرئيس للشعب المصري الشقيق التقدم والازدهار، وإنجاز خارطة الطريق التي اختارها، مشيدا بالدور الذي تقوم به الشقيقة مصر لخدمة القضية الفلسطينية .
وحضر لقاءات الرئيس وزير الخارجية رياض المالكي، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، والمتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية بركات الفرا.
وكان الرئيس استقبل الليلة قبل الماضية وفدا من كبار الإعلاميين والمثقفين المصريين حيث اطلعهم على آخر التطورات السياسية الجارية في المنطقة، خاصة ما تم إقراره في اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ، الذي عقد في جامعة الدول العربية مساء أمس، وخصص لمناقشة الأوضاع الفلسطينية، واطلاع الوزراء على النتائج التي توصلت إليها المفاوضات برعاية أميركية، بالإضافة إلى المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تتم برعاية مصرية.
وحيا الشيخ الأزهري وأستاذ الفقه أحمد كريمة الرئيس عباس على مواقفه الثابتة، وقال: "ثبتك الله يا أبو مازن، وأبشر بنصر الله وكن على هدي الأنبياء وكفى بربك هاديا ونصيرا، فالأزهر الشريف يحييك على مواقفك الثابتة والشريفة".
وأعلن الرئيس انه سيدعو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قريبا للاجتماع لاتخاذ قرارات مصيرية تعالج موضوع الانقسام وعدم وجود مجلس تشريعي.
وقال الرئيس عباس خلال لقائه الوفد – حسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية - :"لا تسألوني عن هذه القرارات، لكن سنعالج موضوع الانقسام فلا يعقل ان نظل هكذا، ولا يعقل ألا يكون لنا مجلس تشريعي".
وقال الرئيس: "منذ ثمانية أشهر تقريبا عقدنا صفقتين منفصلتين مع الأميركيين لأن الاسرائيليين يحاولون الخلط ما بين الصفقتين: الصفقة الأولى هي ان نذهب للمفاوضات على اساس حدود 67 ثم بعد ذلك بأسبوع أو أقل قليلا اخذنا صفقة أخرى منفصلة تماما هي اننا نمتنع عن الذهاب لـ63 منظمة دولية مقابل ان تطلق اسرائيل سراح 104 أسرى يعتبرون في عداد الأموات لأنهم لن يخرجوا من السجن الا أمواتا، باعتبار أن اقل واحد محكوم بأربع مؤبدات فما فوق والمؤبد يساوي 30 سنة".
وأشار إلى "اننا وجدنا أن هذه الصفقة ضرورية لانقاذ هؤلاء لكن المدة ايضا 9 أشهر والمدة هناك ايضا 9 أشهر، وبذلك هناك حدود لما سنقوم به من مفاوضات في حدود لما سنلتزم به بعدم الذهاب الى المنظمات الدولية، هذا هو الذي حصل بيننا وبينهم".
وأضاف ان الاسرائيليين "حاولوا كثيرا ان يخلطوا الأوراق بقولهم اننا سنفرج عن الأسرى مقابل الاستيطان وهذا غير صحيح، ومرة يقولون نعطي الأسرى مقابل تمديد المفاوضات وهذا ايضا غير صحيح". وتابع الرئيس انه تم اطلاق الدفعة الاولى من الأسرى، وفي الدفعة الثانية بدأوا يتحدثون بلغة مختلفة مثلا: نريد ان نبعد أحد الأشخاص من الدفعة الثانية، مؤكدا ان الابعاد هو خارج نطاق الاتفاق أو يقولون انهم سيبعدونه الى قطاع غزة وكأن غزة ليست في الوطن، فكان رأينا الرفض المطلق لابعاد أي أسير وذلك لأسباب اخلاقية وانسانية وسياسية وقانونية، لأن ابعاد الانسان من وطنه محرم دوليا، فلا يجوز لك ان تبعد انسانا من وطنه ولا يجوز لك ان تمنع انسانا من دخول وطنه، فقلنا لهم هذا الكلام مستحيل.
وفي تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" قال الرئيس إنه مع تمديد مفاوضات السلام مع الإسرائيليين وفق ثوابت ومرجعيات تؤدي إلى إقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس الشرقية. وأكد أن الانضمام إلى 15 معاهدة "حق للشعب الفلسطيني ولا دخل لإسرائيل به".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها