بقلم/ يوسف عودة

خاص/ مجلة القدس، أم نوارة أو فضائية المخيم، لا تجيد القراءة والكتابة، ولا كما يقال (فك الحرف) لكنها سليطة اللسان، تخبرك الأخبار من أول المخيم حتى آخره، من شماله إلى جنوبه، حتى قيل عنها وكالة أنباء متنقلة ولا تحتاج ستالايت أو قمراً اصطناعياً للبث اليومي، هكذا اختارت أن تكون، وهي التي بلغت الستين من عمرها، ولم تجد فارس أحلامها الذي يأتي على حصان أبيض، أو أي لون كان..

أم نوارة، شغلت المخيم بأخبارها، فقد أتقنت الكلام، وتعلمت الخداع النفسي بقراءة الكف والتبصير بالفنجان، وإشاعة الخوف والهلع بين النسوة على حالة في صباحيات فنجان قهوة وأدخلت البهجة والسرور مع بعضهن الأخريات، وكادت أن تسبب أبغض الحلال عند الله بين زوج وزوجته، وخطيب وخطيبته..

ضاق ذرعاً بها أهل الحيّ الذي تسكن فيه، واتفقت نسوة الحيّ أن ينصبن مكيدة لها.. أن يسكتن الفضائية التي تدخل كل بيت. لقد تخطت كل العادات والتقاليد، وتجاوزت الخطوط الحمر للعلاقات الاجتماعية...

في أحد الأيام، وأثناء توزيعها أخبارها الصباحية، تجمعت نسوة الحيّ في أحد البيوت وقلن لها، لقد صدقت فيما تقولينه يا أم نوارة، فقد طلق جارنا زوجته.. وابنة الجيران تركت خطيبها..

تهلل وجهها بابتسامة عريضة ظن كل من رآها أنها لوحة فخارية في متحف مهجور...

وحين همست استئذانا لإتمام جولتها الإخبارية، طلبت النسوة منها البقاء قليلاً، وكانت المفاجأة لها، دخل الزوج وزوجته يداً بيد. وذلك الشاب وخطيبته يقهقهون وينظرون إليها بازدراء. كاد أن يغشى عليها وتقع أرضاً، وبصوت واحد، قالت النسوة لها، يا أم نوارة، حبل الكذب قصير، ولا نريدك في هذا الحيّ..