دعت الولايات المتحدة الاميركية مساء امس اسرائيل الى الالتزام باتفاقية اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين وتحرير الدفعة الاخيرة منهم حسب الاتفاق.

وقالت الناطقة بلسان الخارجية الاميركية جن ساكي "هناك بعض الضغوط واللغط حول تحرير الاسرى الفلسطينيين نهاية الشهر الحالي يجب على الاسرائيليين تنفيذ اتفاق تحرير الاسرى وهذا الامر اتفق عليه بين الاطراف ونحن ندعم اطلاق سراح الاسرى حسب الاتفاق".

وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن عدم تنفيذ المرحلة الأخيرة من الإفراج عن المعتقلين سيمثل انتهاكا لاتفاق أبرم مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف "الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى في 29 الشهر الجاري هو اتفاق رسمي مع الجانب الأميركي والتزام إسرائيلي وأي خرق لهذا الاتفاق سيكون له تداعيات كبيرة".

وأبلغت إسرائيل الرئيس محمود عباس امس أنها قد لا تنفذ المرحلة الأخيرة من الإفراج عن الاسرى الفلسطينيين إذا لم يلتزم بمواصلة محادثات السلام بعد انقضاء المهلة التي حددتها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق في نيسان.

وقال مسؤول فلسطيني كبير إن عدم الافراج عن الاسرى في الموعد المقرر ستكون له "تداعيات كبيرة".

وأصدرت كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني تحذيرها غداة تصريحات الرئيس عباس خلال اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي أعرب فيها عن أمله في الإفراج عن المعتقلين بحلول 29 آذار.

وقالت ليفني في خطاب بجنوب إسرائيل من شأنه أن يعقد جهود واشنطن لإنقاذ مساعي صنع السلام "لم يكن هناك على الإطلاق التزام تلقائي بالإفراج عن السجناء دون أن يكون مرتبطا بإحراز تقدم في المفاوضات".

وكانت تشير إلى موافقة إسرائيل -التي جاءت في إطار مساع أميركية لإحياء محادثات السلام التي توقفت ثلاث سنوات - على الإفراج عن 104 فلسطينيين سجنوا بسبب شن هجمات أوقع كثير منها قتلى إسرائيليين قبل اتفاق السلام الانتقالي عام 1993. وقالت ليفني "مفتاح باب السجناء الفلسطينيين في أيدي أبو مازن (الرئيس عباس)".

وقال مسؤول إسرائيلي متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته إن إسرائيل تريد تأكيدات على عدم انسحاب الرئيس عباس من المفاوضات عند الإفراج عن الاسرى. وأضاف المسؤول "نحن بحاجة لأن نتأكد أن المفاوضات ستستمر بعد الإفراج عن الأسرى وأنها ستكون حقيقية وعلى أرض صلبة". وتابع المسؤول أن من العقبات الأخرى طلبا فلسطينيا بأن يكون عرب اسرائيليون ادينوا في هجمات قاتلة على اليهود من بين الذين سيفرج عنهم هذا الشهر.

وأبدى وزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بينيت امس تحفظات عن اطلاق دفعة جديدة من الاسرى الفلسطينيين، وذلك غداة اجتماع الرئيس محمود عباس مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض.

وقال بينيت زعيم حزب البيت اليهودي المتطرف والمؤيد للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، لاذاعة الجيش الاسرائيلي "اعتقد انه يتوجب على المجلس الوزاري الأمني ان يتساءل عن منطق" اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين، في اشارة الى الدفعة الرابعة والاخيرة من الاسرى الفلسطينيين المقرر اطلاق سراحها في 29 من آذار المقبل. واضاف بينيت "من الواضح للعالم ان المحادثات لا تتقدم. سنقوم باطلاق سراح ارهابيين كي يقوم هو (عباس) بعرقلة المفاوضات؟ ما هذا المنطق؟"، حسب تعبير بينيت.

وسبق ان أبدى وزراء اسرائيليون اخرون في حكومة اليمين التي يتزعمها بنيامين نتنياهو معارضتهم لاطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين.

وأكد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الخميس انه لا "يرى اي فرصة (لاطلاق سراح الاسرى) ان لم يتضح مسبقا ان المفاوضات ستستمر حتى نهاية العام". واضاف "في حال عدم وجود تغيير في اللهجة والموقف فلا جدوى من اطلاق سراحهم".

وكان وزير الاسرى والمحررين عيسى قراقع أكد امس انه من المقرر حسب الاتفاق الإفراج عند الدفعة الرابعة من الاسرى يوم 29 /3 /2014 تضم 30 أسيرا ممن تبقوا معتقلين ما قبل اتفاقيات أوسلو.

وأشار قراقع الى أن الرئيس يرفض ربط الإفراج عن الدفعة الرابعة بتمديد المفاوضات لأن اتفاق الإفراج عن الاسرى ما قبل أوسلو (104) اتفاق منفصل تماما عن سياق المفاوضات وأنه أبرم قبل الشروع بالمفاوضات وكان مقابل تجميد القيادة الفلسطينية توجهها للانضمام للمؤسسات والهيئات الدولية خلال فترة المفاوضات.

وفي تقرير عن "انتهاكات" حقوق الفلسطنيين منذ بداية المفاوضات وحتى 16 آذار اشارت منظمة التحرير الفلسطينية امس الى ان "56 فلسطينيا قتلوا" خلال هذه الفترة وان اعمالا بدأت لبناء "10509 وحدات سكنية" في المستوطنات اليهودية.