بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لانطلاقتها، نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مهرجاناً سياسياً حاشداً في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البص ، حيث غصت القاعة بالمشاركين من أعضاء الجبهة الديمقراطية وأنصارها الذين جاؤوا من المخيمات الفلسطينية، كما تميز الاحتفال بحضور حشد واسع من قيادات العمل الوطني والاجتماعي اللبناني والفلسطيني.

بدايةً ألقى كلمة الجبهة الديمقراطية عضو اللجنة المركزية ومسؤول منطقة الجنوب أبو بشار جاء فيها: "إنَّ ما تشهده المنطقة العربية يضع شعبنا أمام تحديات كبيرة بضرورة مواجهة تصاعد العدوان الإسرائيلي والاستيطان والحلول التي تستهدف شطب حق العودة والقدس والدولة المستقلة كاملة السيادة وفق خطة كيري للمفاوضات الجارية". مؤكداً رفض الجبهة لأية تسوية لا تنسجم مع الحقوق الوطنية لشعبنا، داعياً القيادة الفلسطينية الرسمية إلى وقف المفاوضات العبثية الحالية والعودة إلى رحاب الإجماع الوطني ورفض التمديد للمفاوضات. 

كما دعا إلى استعادة الوحدة الوطنية ووضع حد للانقسام تبدأ باستقالة حكومتي غزة ورام الله وتشكيل حكومة توافق وطني وانتخابات شاملة وفق التمثيل النسبي الكامل.

واعتبر أن للفلسطينيين في لبنان مصلحة في توحد اللبنانيين ودعمهم للحقوق الوطنية والاجتماعية وهم يطمحون ويعملون من أجل إزالة جميع الشوائب في العلاقات الفلسطينية – اللبنانية على قاعدة احترام سيادة لبنان ودعم صمود شعبنا في نضاله من أجل انتزاع حق العودة وفق القرار 194 ودرء مخاطر التوطين والتهجير.  مؤكداً أنَّ الفلسطينيين في لبنان هم خارج اطار التجاذبات السياسية المحلية ويريدون لبنان بجميع أطيافه أن يكون معهم.

وحول الدعوات الأخيرة لبعض الشباب في بعض المخيمات للهجرة،  فأكد تفهم الأسباب والدوافع الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تقف وراء هكذا دعوات،  داعياً إلى استيعاب ما يحصل واطلاق ورشة عمل مع الشباب والوقوف على مطالبهم والعمل على تحقيقها بشكل مشترك وهذه مسؤولية الجميع.

كلمة القوى الوطنية اللبنانية ألقاها عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" ومسؤول إقليم جبل عامل محمد غزال جاء فيها: "إن ما يجري في المنطقة العربية وخصوصاً في لبنان يسيء إلى تضحيات الشعب الفلسطيني ونضالاته، لأن هناك مؤامرة تنفذ لتهجير الشعب الفلسطيني".  داعياً إلى الالتفاف سداً منيعاً في وجه مشروع التهجير الذي لا يصب الا في خانة العدو الصهيوني.

وتساءل عن المستفيد من الأعمال الإرهابية التي تسيء إلى الدين والطوائف إلا العدو الصهيوني.  مؤكداً أنَّ مشاركة بعض الأفراد في أعمال التخريب في لبنان لا يسقط عن الفلسطينيين الشرفاء الهوية الفلسطينية وحقهم بالنضال والمقاومة حتى العودة إلى فلسطين.  داعياً الحكومة الجديدة إلى محاربة الارهاب بكافة أشكاله وتمتين الوحدة الوطنية.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها مسؤول إقليم لبنان لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أبو العبد،  فوجه فيها التهنئة للجبهة في ذكرى انطلاقتها،  ودعا إلى إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية،  مشدداً على ضرورة التمسك بالحياد الايجابي وعدم الانخراط بالتجاذبات الداخلية لأي بلد عربي،  داعياً إلى الحفاظ على أمن واستقرار مخيمات لبنان وضرورة تعاطي الدولة اللبنانية بشكل أخوي وإنساني ومساعدته لمواجهة مؤامرة التوطين والتهجير ودعم حق العودة باعطائه حقوقه الانسانية.  واستنكر التفجيرات والسيارات المفخخة التي تؤدي الى قتل المدنيين والابرياء.