في مقابلة هاتفية أجرتها الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا، مع الكاتب والمحلّل السياسي الأستاذ محمد سرور حول التصعيد الإسرائيلي وكل ما يترافق معه من تطورات في المنطقة وللإحاطة بمستجدات الأحداث، أشار سرور إلى أنَّ المعطيات الحالية توحي بأنَّ إسرائيل ليس لديها نية جدية لاتمام صفقة في غزة قبل تسلم ترامب مقاليد الحكم، وإسرائيل اليوم بصدد إختزال العشرة بالمئة ما مسحتهم من القطاع وهذا تمهيدًا وليس النهاية، موضحًا أنه بالعرف الإسرائيلي لا يوجد ما يمسى قطاع غزة، فهو يعتبر القطاع جزء من كيانه، وشدد سرور على أنَّ المرحلة التي يواجهها شعبنا في غزة قاسية جدًا ولا مجال فيها لإعادة التعريف الجغرافي والأملاك والأراضي.
وعلى وقع كل ذاك شدد سرور بعدم سماح شعبنا والقيادة الفلسطينية بتوغل المشروع الصهيوني، كي لا تسقط القضية الفلسطينية، لأن مشروع الاحتلال الأساسي تهجير شعبنا ليس في غزة فحسب إنما في الضفة أيضًا، لذلك يجب التوحد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، حيث تقوم السلطة الفلسطينية بحزم الأمور ورفع الصوت أمام الهيئات الدولية من أجل الضغط لإبعاد التوغل الصهيوني عن القطاع حتى يعود صالحًا للحياة.
وحول إبلاغ منظمة التحرير الفلسطينية الجانب المصري رفضها إنشاء أي لجام بعيدة عن الحكومة الفلسطينية، أكد سرور أنَّ اللجان المقترحة تأتي في إطار التماهي مع رؤية نتنياهو الذي يرفض عودة السلطة لتحمل مسؤولية شعبنا في القطاع وبالتالي تعزيز الانقسام، فاللجان بعيدة كل البعد عن السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، وشدد على أنَّ التجارب علمتنا أنَّ لا بديل عن السلطة الفللسطينية، لذلك لا خيار أمام الجميع إلا العودة إلى السلطة الفلسطينية.
وفيما يتعلق بدعوة رئيس الشباك لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة وموافقة نتنياهو على جملة الإجراءات نحو إقامة إسرائيل الكبرى، علق سرور أنَّ النسبة الكبرى من الأسلحة المتواجدة في الضفة هي تسريبات إسرائيلية، وإسرائيل تسعى لجعل الضفة الغربية نسخة ثانية لقطاع غزة، لإقامة ما تسمى إسرائيل الكبرى.
ورجح سرور أنَّ حقبة ترامب ستحمل المزيد من التوترات في المنطقة على المستوى الإقليمي والميداني الفلسطيني والمحلي، وتغيير الشرق الأوسط وفقًا لرؤيته ورؤية الاحتلال، وختم مؤكدًا على أنَّ إسرائيل تقوم بخلق الأزمات والإدارة الأميركية تعمل على إدارتها، وتحمي الاحتلال قانونيًا وتجلى ذلك بفرض عقوبات على الجنائية الدولية، فهي تحاكي مصلحتها فقط ومصلحة الكيان الصهيوني مهما كانت التكلفة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها