من المثير للاستغراب، أن ينبري بعض أصحاب الجملة اليسارية، للدفاع عن منتجي جملة الخراب، والخديعة، والضلال، والفتنة، الساعية في دروب تعميم الفوضى، والفلتان الأمني، والاحتراب الأهلي، في الحال الفلسطيني، وإذا ما بات هذا الحال على هذا النحو، تمكن الاحتلال الإسرائيلي من الإجهاز على التطلعات والأهداف الفلسطينية، المشروعة والعادلة، في الحرية والاستقلال، وهذا ما يجعل جملة الخراب في المحصلة، جملة إسرائيلية، بلا أي لبس، ولا أي تأويل.
لَغْو لا علاقة له البتة بالبلاغة، والفصاحة، والمعقولية يواصله أصحاب الجملة اليسارية، عن القانون الأساسي، وحرية الرأي والتعبير، وما شابه ذلك من قيم ومفاهيم الديمقراطية، لغو ينسى، بل يتناسى لأمر يطلبه على ما يبدو التمويل الحرام، إن غاية القانون الأساسي، والديمقراطية معًا، هي حماية الحياة، حياة الناس في إطار عقدهم الاجتماعي، من أي مخاطر قد تهدد صفو هذه الحياة، والأخطر في هذا السياق بطبيعة الحال، الفتنة التي هي أشد من القتل.
ما من حرية، ولا ديمقراطية تتكفل بحماية جملة الفتنة والخراب، ولا بأي حال من الأحوال، وما من لغو بوسعه تبريرها حتى لو تعلق بكل عبارة ليبرالية، أو بأي عبارة مقدسة، والقانون الأساسي حين يتصدى لجملة الخراب، إنما ليعبر عن غايته الأساسية، بعدالة، وديمقراطية، وحرية مكفولة في بنوده، وبين جنباته، وفي لغته التي تؤكد حرمة المساس بالسلم الأهلي، والأمن الوطني، ودونهما خرط القتاد كما يقال.
حملة "حماية وطن" ليست محمولة على أية ادعاءات، وإنما على جملة وطنية بالغة الوضوح، والمسؤولية، وما من هدف لها سوى حماية المخيم من الفوضى والفلتان الأمني، وتكريس سلطة القانون الواحد، والسلاح الواحد، حتى المقاوم، بمشروعيته الوطنية، وقراره الوطني المستقل، لا بتمويلاته وتعليماته الإيرانية التي لا غاية لها الآن، سوى الاستثمار بالدم الفلسطيني، لعلها بذلك تعيد الحياة لمحورها المنهار، وتعيد الترويج لخطابتها الثورجية التي يحملها ويرددها اليوم، زمرة من الخارجين عن القانون، في مخيم جنين، لتطبل لهم فضائية "الجزيرة" وبأصوات أصحاب الجملة اليسارية، عدا عن أصحاب الجملة الإخونجية بالغة الحقد على الوطنية الفلسطينية والكارهة لكل ما هو وطني في دنيا العرب وحياتهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها