بدأت الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة بتطبيق الخطة الأمنية التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع الذي عقدته الفصائل مؤخرا في السفارة الفلسطينية في بيروت بحضور ممثلي كافة الفصائل المركزية، والتي جرى اطلاع مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم وقيادة الجيش عليها، وقد نالت أيضا مباركة وتأييد السلطة الفلسطينية في رام الله.

وتهدف هذه الخطة إلى تقليص وتحجيم دور الجماعات التكفيرية المتطرفة التي تغلغلت مؤخرا بشكل لافت وكبير لا مثيل له بعد تعاظم وتنامي نفوذها الفكري والعقائدي الذي يكفر كل من خالفها، فضلا عن النفوذ الأمني والعسكري ومحاولة أخذها المخيمات رهينة لأجندات غير فلسطينية، الأمر الذي بات يشكل خطرا على امن المخيمات والجوار اللبناني ويستوجب ضرورة إعلان استنفار سياسي وامني فلسطيني لمنع جر المخيمات إلى أي اقتتال داخلي او فتنة مع الجوار على خلفية الحوادث المتسارعة في سوريا.

وتقضي الخطة أولا بإنشاء غرفة عمليات أمنية مشتركة بين كافة الفصائل للتنسيق فيما بينها، ومع الأجهزة الأمنية اللبنانية خصوصا في القضايا الأمنية على غرار اللجنة الأمنية العسكرية المشتركة المشكلة من كافة الفصائل، لحفظ امن المخيمات، وتتضمن الخطة جملة خطوات وأهمها وضع أماكن وتواجد الجماعات التكفيرية وقياداتها داخل المخيمات تحت المراقبة الدائمة والمباشرة ووضع كاميرات في الشوارع الرئيسية والأماكن الحساسة لتسجيل التحركات.

وتأتي هذه الخطة في إعقاب لجوء العديد من قيادات ومسؤولي الجماعات التكفيرية الفلسطينية والعربية والأجنبية واتخاذها المخيمات مقرا لها كغرفة عمليات لإدارة عملياتها التخريبية والانتحارية والتفجيرية وتحويل المخيمات إلى مصنع لتعبئة الانتحاريين بعد تورط العديد من العناصر الفلسطينية في هذه العمليات تخطيطا وإعدادا وتنفيذا.

ووقعت القوى السياسية الفلسطينية على وثيقة شرف تتضمن رفع الغطاء عن أي مخل بأمن المخيمات او متورط بأي عمل امني في المناطق اللبنانية، والعمل على عزلهم شعبيا ومحاصرتهم امنيا، ومحاسبتهم امام القضاء اللبناني وتعزيز سياسة الحياد الايجابي والنأي بالنفس عن أزمات المنطقة والتجاذبات السياسية في لبنان.