قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء يوم أمس الأحد 2024/12/15، إن "تل أبيب تغيّر الشرق الأوسط بالفعل"، مشيرًا إلى أنه تحدّث مع الرئيس الأميركيّ المنتخَب دونالد ترامب، بشأن الحاجة "لاستكمال النصر"، على حدّ وصفه.
كما أشار نتنياهو في تصريحات وردت في بيان صدر عن مكتبه، وكذلك في مقطع مصوّر، إلى أنه لا مصلحة لتل أبيب في مواجهة سورية.
يأتي ذلك فيما صادقت الحكومة الإسرائيلية، يوم أمس، على خطة قدمها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لتعزيز "النمو السكاني" في مستوطنات الجولان المحتل، بميزانية تزيد عن 40 مليون شيكل، وذلك في قرار يتزامن مع تصعيد إسرائيل هجماتها العدوانية على سورية في أعقاب سقوط النظام.
وذكر بيان صدر عن الحكومة الإسرائيلية، أن الخطة تأتي في ظل التطورات الأمنية والجبهة الجديدة مع سورية، وتهدف إلى مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان السوري المحتل، وأنها تتضمن تمويل مشاريع في مجالات التعليم والطاقة المتجددة، إضافة إلى إنشاء قرية طلابية وبرامج لدعم المجلس الإقليمي في الجولان لاستيعاب المستوطنين الجدد.
وقال نتنياهو: "قبل عام قلت شيئاً بسيطًا: سوف نغيّر الشرق الأوسط، ونحن بالفعل نغيّره".
وأضاف: "سورية ليست هي سورية، ولبنان ليس هو لبنان، وغزة ليست هي غزة، ورئيسة المحور إيران، ليست إيران نفسها، كما أنها شعرت بأذرعنا".
وتابع: "نعمل بكل قوة وحكمة لتحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، وتحقيق الاستقرار والأمن لحدودنا كلّها، وهذا لا يعني أنه لم تعد هناك تحديات أخرى أمامنا، فهي موجودة، وأن التحديات هي إيران، ووكلائها، وكذلك أمام التهديدات المُحتمَلة الأخرى، لأن الواقع ديناميكيّ، ويتغيّر بسرعة".
وقال: "لهذا السبب أريد أن أقول شيئاً عن سورية، ليس لدينا مصلحة في مواجهة سورية، وسنحدّد سياسة إسرائيل تجاه سورية، وفقًا للواقع الناشئ على الأرض، وأذكّركم أن سورية كانت لعقود من الزمن، دولة عدوّة نشِطة ضدّ إسرائيل".
وادعى نتنياهو: "لقد هاجمتنا مرارًا وتكرارًا، وسمحتْ للآخرين بمهاجمتنا من أراضيها، وسمحت لإيران بتسليح الجبهة الشمالية عبر أراضيها".
وقال: "لضمان أن ما حدث لن يتكرر مرة أخرى، اتخذنا سلسلة من الإجراءات القوية في الأيام القليلة الماضية، فقد أصدرت، بالتعاون مع وزير الأمن يسرائيل كاتس، تعليمات للجيش الإسرائيلي، بإحباط التهديدات المُحتملة من سورية، ومنع عناصر من السيطرة بالقرب من حدودنا".
وذكر نتنياهو، أنه "في غضون أيام قليلة، دمّرنا القدرات التي كان نظام يبنيها منذ عقود، لقد فعلنا ذلك للتأكّد من عدم توجيه سلاح خطير ضدّنا مرة أخرى من الأراضي السورية، كما ضربنا طرق إمداد الأسلحة من سورية إلى الجبهة الشمالية".
وأضاف: "لقد قالها الأمين العام للجبهة الشمالية، أمس: لقد فقدت الجبهة الشمالية طريق الإمدادات العسكرية عبر سورية، عدا أن هذه الكلمات هي بالطبع دليل آخر على الضرر الفادح الذي ألحقناه بالمحور الإيرانيّ بأكمله".
وقال: "ولكن مع ذلك، أودّ التوضيح والتحذير: نحن ملتزمون بمنع إعادة تسليح الجبهة الشمالية أيضًا، وهذا اختبار مستمرّ لإسرائيل، وعلينا أن نصمد أمامه، وسوف نصمد".
وتابع: "أقول للجبهة الشمالية وحلفائها بطريقة لا لُبس فيها: لِمَنعكم من إيذاءنا، سنواصل العمل ضدّكم بحسب الضرورة، في أي جبهة، وفي أي وقت".
وأشار نتنياهو إلى محادثة أجراها مع الرئيس الأميركي المنتخب، وقال: "لقد ناقشت كل هذا مرة أخرى الليلة الماضية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لقد كانت محادثة وديّة ودافئة ومهمّة للغاية".
وأضاف: "تحدثنا عن ضرورة استكمال انتصار إسرائيل، كما تحدثنا مطوّلًا عن الجهود التي نبذلها لتحرير الاسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة".
وختم نتنياهو: "إننا نواصل باستمرار العمل بلا كلل، من أجل إعادة الاسرى، سواء كانوا أحياء أو موتى، وأضيف أنه كلما قلّلنا الحديث عن ذلك، كلما كان ذلك أفضل، وسننجح أيضًا".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها