هُنا يكمنُ السرُّ ..
في السلمِ وفي الحربِ ..
في أصلِ الروايةِ والحكايةِ ..
حَديثُها وقَديمُها ..
في أرضِها وسَمائِها ومُحِيطُها ..
هنا تكتبُ نُقطةُ البدايةِ في الروايةِ ..
وهنا تُرسمُ النِهايةُ في الحكايةِ ..
هنا نقولُ:
صباحُ القُدسِ والعَلم ..

هنا يُطعنُ التاريخُ والمُقدسُ ..
في القرآنِ والإِنجيل ..
في الظهرِ وفي الجبين ..
هُنا يذبحُ بسكينِ يهوذا ..
القديمِ والجَديد ..
المتخمِ بالخُرافاتِ ..
وحَكايا الخديعةِ والذُلِ والأَساطير ..
صباحاً ومساءً دون تمييزٍ إلى حين ..
نعم يذبحُ ..
من الوريدِ إلى الوريدِ ..
من المحيطِ إلى الخَليج ..
لكن هُنا أيضاً ..
سَيقومُ المسيحُ ..
هُنا سَينتصرُ ..
العدلُ والحقُ المبين ..
عاجلاً غيرَ آجلٍ ..
لقد اَزِفَتْ الآزفةُ ..
وَاقترَبت النهايةُ ..

هُنا سَتحيا الفراشةُ ..
كما كانت قبلَ حِين ..
سَعيدةً بينَ وردَتين ..
تَتنقلُ كما يَشتهي النحلُ التنقلَ ..
بينَ الأزهارِ في فصلِ الرَّبيع ..
لِتحيا وتعلو رايتيِ خفاقةً ..
بِألوانها الأَربع ..
فوقَ مآذِنَ القدسِ ..
وقِبابها ..
كَنائِسها ومساجِدها ..
صباحُ الخير ..
لِفجرِ القدسِ القادمِ ..
معَ نَسماتِ الريحِ ..
في كُل صباح ..
ومعَ كلِ إشراقةِ شمسِ يومٍ جَديد ..
سَتشرقُ شمسُ القدسِ ..
سَتحرقُ وجهَ كلِ طاغٍ ..
باغٍ، متجبرٍ، متعجرفٍ، خوار ..
سَتمحُ الحُزنَ عن المآذنِ ..
ستمسحُ الحزنَ من عيونِ ..
الشيوخِ والنساءِ والأطفال ..
لتحيا الفراشةُ في القدسِ ..
في سلامٍ ..
بينَ وردتين ..