طالب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، الليلة، بفرض وقف إطلاق النار في غزة كخطوة أولى لإنهاء الأزمة الإنسانية.

جاء ذلك خلال الاجتماع السنوي حول الشؤون الإنسانية الذي يعقده المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال منصور إن الوضع الإنساني في فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، يتدهور إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الجرائم الاسرائيلية التي تعطيها الحكومة الاسرائيلية الضوء الأخضر، وترتكبها قوات الاحتلال وجماعات المستعمرين، لخلق بيئة قسرية لإجبار شعبنا على النزوح من أرضه بهدف جعل فلسطين موطنًا غير قابل للعيش للشعب الفلسطيني.

وأضاف: "تواصل إسرائيل حرماننا من الوسائل والموارد اللازمة لتحقيق الأمن واستدامة النمو الاقتصادي، مما يولد أزمة إنسانية، وفي الوقت نفسه تعرقل إسرائيل جهود الإغاثة لمعالجتها. فهي تصادر أراضينا، وتهجر شعبنا قسراً، وتبني مستوطنات غير قانونية، وتسرق مواردنا، بما في ذلك أراضينا ومياهنا وعائدات الضرائب، في انتهاك تام للقانون الدولي.

وتابع: "إسرائيل تختلق الذرائع والأكاذيب التي لا أساس لها من الصحة لتبرير أعمالها غير القانونية. فهي تهاجم مستشفياتنا في غزة وجنين، وتستهدف العاملين في المجال الإنساني في القدس ودير البلح. وترفض منحهم تأشيرات الدخول، وتعتقلهم وتعذبهم، وتقتلهم".

وقال: إن "المسؤولين الإسرائيليين يهاجمون العاملين في المجال الإنساني ومسؤولي الأمم المتحدة ليل نهار. ويتصرف جنودها ومستعمروها على هذا الأساس. حيث قتل الجيش الإسرائيلي موظفي المطبخ المركزي العالمي في غزة، وأضرم المستعمرون الإسرائيليون النار في المقر الرئيسي للأونروا في القدس، مما يعرض حياة موظفي الأمم المتحدة، الوطنيين والدوليين منهم لخطر جسيم".

وأضاف: أن "إسرائيل تستهدف المدنيين بشكل متعمد وتجبرهم على النزوح وتمنعهم من العودة لديارهم، وتغلق نقاط العبور، وتنفذ عمليات تفتيش وتأخير تعسفية، وتتعمد إعاقة دخول المساعدات الإنسانية، وتحد من وصول المساعدات الإنسانية وتحد من المساحة المتاحة لها من خلال القصف المستمر وعدم وجود آلية لفض الاشتباك، وتسمح للمستعمرين بتخريب وعرقلة شاحنات المساعدات، وكل ذلك بغرض تجويع المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال، واستخدام الجوع كسلاح حرب".

وأوضح منصور أن "الأعداد غير المسبوقة من الضحايا بين الأشخاص المحميين بموجب اتفاقيات جنيف، بما في ذلك المدنيون والعاملون في المجال الإنساني في غزة، ليست رقماً يعكس ما يسمى الأضرار الجانبية أو نتيجة غير مرغوب فيها للحرب، بل هي بالأحرى استهداف متعمد وعشوائي، بما في ذلك عن طريق استخدام أسلحة شديدة الانفجار في المناطق المأهولة بالسكان ومهاجمة منشآت الأمم المتحدة والمنشآت الإنسانية".

وطالب بضرورة محاسبة إسرائيل على هذه الانتهاكات والفظائع الجسيمة، وبضرورة أن تنتهي الإبادة الجماعية والمجاعة المتعمدة التي ترتكبها إسرائيل في غزة على الفور، وفق قرارات الأمم المتحدة والأوامر الإجرائية لمحكمة العدل الدولية، وبفرض وقف إطلاق النار في غزة الآن.

ودعا المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود لإغراق غزة بالمساعدات، بما في ذلك الغذاء والدواء. وناشد منصور الدول بضرورة دعم الأونروا وكافة المنظمات الإنسانية في فلسطين.