أعلن الوزير الإسرائيلي بيني غانتس يوم أمس الأحد 2024/06/09، استقالته من حكومة الحرب التي شكلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لتنسحب بذلك القوة الوحيدة التي تنتمي لتيار الوسط في الائتلاف اليميني المتطرف الذي يقوده نتنياهو، وسط الحرب المستمرة منذ أشهر على قطاع غزة، في ما أعلن عضو الحكومة غادي آيزنكوت والوزير حيلي تروبير من حزب معسكر الدولة استقالتهما أيضًا من الحكومة.

وقال غانتس في خطاب متلفز: إن "نتانياهو يمنعنا من المضي نحو نصر حقيقي. ولهذا السبب نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، ولكن بإخلاص تام". واعتبر أن نتانياهو بصدد الفشل في الحرب ضد "الفصائل الفلسطينية" في غزة.

كما دعا غانتس، إلى إجراء انتخابات مبكرة، قائلاً: "يجب أن تجرى انتخابات تؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب وتكون قادرة على مواجهة التحديات، وأدعو نتانياهو: حدد موعدًا متفقًا عليه للانتخابات".

ويُنظر إلى غانتس "65 عامًا"، على أنه المرشح الأوفر حظًا لتشكيل ائتلاف في حال إسقاط حكومة نتانياهو وإجراء انتخابات مبكرة. وكان غانتس قد قال الشهر الماضي إنه سيستقيل من حكومة الحرب إذا لم يوافق رئيس الوزراء على خطة لفترة ما بعد الحرب في غزة بحلول الثامن من حزيران /يونيو. لكن من غير المتوقع أن تؤدي استقالة غانتس إلى إسقاط الحكومة المشكّلة من ائتلاف يضم أحزابًا دينية وقومية متطرفة.

وقدم حزبه "الاتحاد الوطني" الوسطي مشروع قانون الأسبوع الماضي لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.  ودعا غانتس وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، للتحلي بالشجاعة و"عمل ما هو صواب، مثلما دعا نتنياهو لتحديد موعد متفق عليه للانتخابات.

كما دعا قادة الأحزاب إلى الوقوف بجانبه من أجل إجراء انتخابات لتشكيل حكومة وحدة وطنية صهيونية، مشيرًا إلى أنه يؤيد الصفقة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن وطلب من نتنياهو أن تكون لديه الجرأة لإنجاحها، فيما وجه حديثه لعائلات المختطفين قائلاً: "إننا أخفقنا في الامتحان ولم نتمكن من إعادة أبنائكم".

وعلق نتنياهو على منصة إكس قائلاً: "قبل ساعات قليلة، نعت دولة إسرائيل بأكملها وأحيت بطل إسرائيل الراحل أرنون زامورا، إسرائيل تخوض حربًا وجودية على عدة جبهات يا بيني غانتس، هذا ليس الوقت المناسب للتخلي عن الجبهة، بل هذا هو الوقت المناسب لتوحيد القوى".

وأضاف: "أيها المواطنون الإسرائيليون، سنستمر حتى النصر، وتحقيق جميع أهداف الحرب، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع الاسرى، والقضاء على الفصائل الفلسطينية، وسيظل بابي مفتوحًا أمام أي حزب صهيوني يرغب بالمساعدة في تحقيق النصر على أعدائنا وضمان أمن مواطنينا".

أما زعيم المعارضة يائير لابيد، فقد علق على الاستقالة قائلاً: "قرار غانتس وآيزنكوت بمغادرة الحكومة الفاشلة مهم وصحيح. لقد حان الوقت لاستبدال هذه الحكومة المتطرفة بحكومة عاقلة، مما سيؤدي إلى عودة الأمن لمواطني إسرائيل، وعودة الأسرى والمحتجزين، واستعادة الاقتصاد ومكانة إسرائيل الدولية".

 ولم ينتظر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير طويلاً، إذ أعلن أنه قدّم طلبًا إلى نتنياهو للانضمام إلى مجلس الحرب بدلًا من غانتس وآيزنكوت.

من جانبه، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: "غانتس انسحب من مجلس الحرب لأسباب سياسية غير مسؤولة وهدفها تفكيك التلاحم، أدعو زعماء الأحزاب الصهيونية الحريصين على إسرائيل للانضمام إلى حكومة الوحدة من أجل تحقيق النصر".

كما أعلن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت استقالته من حكومة الحرب، أسوة بالقرار الذي أعلنه غانتس رئيس حزب معسكر الدولة الذي ينتمي إليه آيزنكوت، وكذلك فعل الوزير حيلي تروبير من حزب معسكر الدولة الذي قدم استقالته من الحكومة بعد استقالة غانتس وآيزنكوت

وقال آيزنكوت في كتاب استقالته: "رغم جهودي أنا وزملائي فإن كابينت الحرب يمتنع منذ فترة طويلة عن اتخاذ القرارات المطلوبة لتحقيق أهداف الحرب".

ووفق "القناة 12" العبرية، "يمارس غانتس لعبة سياسية أيضًا، فهو لا يختلف عن نتنياهو، لكنه ليس بدهائه عمومًا، هناك مأزق داخلي، والآن هذا المأزق يتعمق".

ولن يؤثر رحيل غانتس على سيطرة ائتلاف نتنياهو الذي يضم أحزابًا قومية ودينية على الكنيست، حيث يحظى بأغلبية "64" مقعدًا من أصل "120". ويرأس غانتس، وهو قائد سابق للجيش وشغل أيضًا منصب وزير الدفاع، حزب الوحدة الوطنية المنتمي لتيار الوسط والذي يشغل ثمانية مقاعد داخل الكنيست.

ويستحوذ حزب ليكود، المحافظ الذي يرأسه نتنياهو على "32" مقعدًا في الكنيست، وهو أكبر تكتل بداخله. ووزير الدفاع يوآف غالانت هو أحد أعضاء الحزب، لكن الخلافات دبت بينه وبين نتنياهو وبعض القوميين في الحكومة بسبب استراتيجية الحرب في غزة. ويشغل حزب الصهيونية الدينية الذي يركز على الاستيطان ويرأسه وزير المالية بتسلئيل سموتريش سبعة مقاعد في الكنيست.

أما حزب القوة اليهودية القومي المتطرف الذي يرأسه وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير فيشغل ستة مقاعد، بينما يستحوذ حزب نوعام على مقعد واحد. ويشغل الحزبان اليهوديان المتزمتان دينيًا شاس ويهدوت هتوراه (التوراة اليهودي المتحد) 11 وسبعة مقاعد على الترتيب.